قوى الحرية والتغيير لـ”أفريقيا برس” : دعوة البرهان للشباب للإنخراط في القتال خطيرة وغير حكيمة

62
قوى الحرية والتغيير لـ
قوى الحرية والتغيير لـ"أفريقيا برس" : دعوة البرهان للشباب للإنخراط في القتال خطيرة وغير حكيمة

حوار أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. وصف شهاب إبراهيم الطيب ، الناطق الرسمي لحزب التحالف الوطني السوداني ، و عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير ، دعوة البرهان للشباب للإنخراط في القتال بالدعوة الخطيرة وغير الحكيمة، محذرا من أنها ستقود إلى حرب أهلية على اعتبار إنه سيكون هنالك إستقطاب مضاد من قوات الدعم السريع، منوها إلى إن الاستقطابات حدثت بالفعل بعد أن أعلنت الإدارة الأهلية في دارفور انحيازها للدعم السريع ودعت شبابها للإنخراط في القتال ضد الجيش. ولفت شهاب إلى إنهم في “قحت” بذلوا جهودا كبيرة لوقف القتال قبل اندلاعه، وتبرأ الطيب من قوات الدعم السريع، مؤكدا إنهم لم ينحازوا لأي طرف في القتال. وشدد شهاب في حوار مع “أفريقيا برس” على ضرورة وقف الحرب، واقترح بأن تكون هنالك عملية سياسية تكون ذات مصداقية ومن خلالها تستأنف عملية الانتقال.

قوى الحرية والتغيير التي قادت الثورة في السودان لم يسمع لها صوت في الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش، ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه قوى الحرية والتغيير لوقف القتال؟

القوى المدنية بذلت جهودا قبل اندلاع الحرب لإقافها وذلك من خلال مناقشة أسباب الاقتتال وهي منع تعدد الجيوش على اعتبار إن التعدد لا يجعل الدولة مستقرة، وبالتالي حاولت القوى المدنية بكل ما تملكه من وسائل عمل سياسي ومدني أن تستبق اندلاع المواجهة بين الجيوش المتعددة سواء كانت قوات مسلحة أو دعم سريع أو من بقية الحركات المسلّحة. الوضع بعد اندلاع الحرب يتطلب إرادة طرفي الصراع بحيث يكونوا بقدر المسؤولية التي تجعلهم يلجؤا لوقف القتال بصورة دائمة. ونحن نجدد موقفنا من العملية السياسية والحل السياسي رغم تأكيد أن ما وقع بعد الحرب يحتاج للنظر في العملية السياسية ذاتها بحيث تحتاج لتعديل يجعلها تواكب الفترة مابعد الحرب وبالتالي القوى المدنية غير مسئولة عن إيقاف الحرب بل المسؤولين عن ايقافها هم أطراف الصراع وبالتالي لا يمكن أن نتحدث عن أي عملية سياسية في ظل الاقتتال الدائر.

يقال إن قوى الحرية والتغيير لم تدين إنتهاكات الدعم السريع التي ارتكبها بحق المواطنين، هل هذا يعني أن هنالك ثمة رابط أو حلف بينكم وبين قوات الدعم السريع؟

هذا اتهام مجاني ظل يردده دعاة الحرب وقوى الحرية والتغيير غير منحازة لأي طرف في الصراع وهي ترفع شعارات “لا للحرب” “ويجب أن تقف الحرب” وكذلك منحازة للسلم وإنه يجب أن تكون هنالك عملية سياسية ذات مصداقية تستطيع من خلالها أن تستأنف عملية الانتقال، ومن ثم الخروج بالسودان لفترة انتقالية تنتهي بانتخابات. لذا نحن ندين الانتهاكات بمختلف أشكالها سوى كان احتلال للمرافق الأساسية أو منازل المواطنين أو قذف للمدنيين وكلها مدانة بالنسبة لنا. إذن المطالبة بوقف الحرب هي نتيجة مؤكدة لإيقاف الانتهاكات التي تتم للمواطنين بكافة أشكالها المختلفة.

في ظل الحرب المشتعلة، ماهي أهم السيناريوهات التي تواجه السودان؟

للأسف الحرب الآن توسعت فيها المعارك، وهذه أحد السيناريوهات، وهي الآن اتجهت من دارفور إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق ويمكن أن تتسع أكثر من ذلك، وتتحول لحرب أهلية وهذه مأساة تدمر كل ما تبقى من فعل مدني، والحرب الآن تقود البلاد إلى منزلق ونحن نأمل ألا يحدث هذا المنزلق، وللأسف هذا السيناريو متوقع… أما السيناريو الآخر والمطلوب ونحن نعمل عليه مع المجتمع الدولي ومع أطراف الصراع من خلال منبر جدة، هو أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق دائم للنار ومن ثم تستأنف العملية السياسية بوجود المدنيين ومن ثم نبحث عن ترتيبات لجيش مدني واحد احترافي يستطيع أن يعمل وفقا للدستور الذي يحمي المواطنين وليس يقتلهم أو ينتهك حقوقهم، وبالتالي هذا السيناريو الممكن يكون متاحا إذ توفرت الإرادة الكافية للطرفين. هذه الحرب لا يستطيع أحد الأطراف أن يحسمها عسكريا وهذه قناعة الطرفين واحترافهم منذ البداية بأن هذه الحرب عبثية والخاسر فيها المواطن.

كيف تنظر للحديث القائل بأن الجيش يقف خلفه الإسلاميون ويقودون هذه الحرب للعودة مجددا للحكم؟

الإسلاميون والنظام البائد هم من حاولوا أن يشعلوا فتيل الحرب لقطع العملية السياسية، وهنالك شواهد كثيرة على ذلك مثل حديث قياداتهم قبل اندلاع الحرب حيث كان حديثهم تحريضيا. وواضح إنهم كانوا قد وضعوا الخطة “ب” بمعنى إذ كان انقلاب 25 أكتوبر من العام الماضي لم يحقق الغرض أمام مشروع التغيير وتحقيق أهداف الانتقال يمكن أن يتم فرض واقع الحرب ومن ثم خلط الأوراق لعودة الإسلاميين مرة أخرى للسلطة، ويمكن القول إن الإسلاميين حاولوا بقدر الإمكان أن يورطوا الجيش في الحرب، ووجدوا تعاونا من بعض الضباط المحسوبين على الإسلاميين وبالتالي هذه الحرب في الأساس تخدم الإسلاميين بدليل هنالك شواهد تؤكد أن الإسلاميين هم وراء هذه الحرب، وحتى اعترافاتهم بعد اندلاع الحرب تؤكد إنهم وراء الحرب. والآن انخراطهم في الدفاع أو انحيازهم للقوات المسلحة يؤكد رغبتهم أيضا وتأثيرهم في هذه الحرب وبالتالي هذه مسألة لا تحتاج استنتاجا بقدر إنها واضحة جدا، وبالتالي خط الحرب يخدم أهدافهم بالعودة إلى سدة الحكم، لكن هي محاولة أخيرة منهم ستقضي على طموحهم للعودة للحكم من خلال الانقلابات.

ما رأيك في دعوة البرهان للشباب للانخراط في القتال؟

دعوة البرهان في إطار خطاب الحرب وفي إطار حالة الاستقطاب التي أنتجها الدعم السريع والقوات المسلحة وهذه الدعوة دعوة خطيرة على اعتبار إنها ستقود إلى استقطابات في مناطق أخرى من قبل الدعم السريع ولعل ردة الفعل من دعوة البرهان كانت تتمثل في الإدارات الأهلية في دارفور حيث أعلنت دعمها للدعم السريع ودعت شبابها للانخراط في القتال ومواجهة ما أسمته بالنظام البائد وبقاياه. وكذلك الإدارة الأهلية في النيل الأزرق حيث دعا العمدة “أبو شال” الشباب للقتال، وكذلك الدعوات في منطقة البطانة من قبل “أبو عاقلة كأكل ” ويمكن أن تتمدد هذه الدعوات من الجيش والدعم السريع، وبالتالي نعتقد أن العمل على استقطاب المواطنين ودفعهم للحرب سوف يقود لصراع أهلي وهذا يصعب مهمة أي شكل لتسوية يمكن أن تتم في هذه الحرب أو تفاوض أو إي شكل من أشكال الحوار على اعتبار إنه سوف تتعدد المراكز، وتخرج من إطار الثنائية الموجودة بين الدعم السريع والقوات المسلحة إلى حرب متعددة المراكز وبالتالي هذه مسألة خطيرة ونعتقد غير حكيمة وصدرت في توقيت غير مناسب.

كيف يمكن أن يخرج السودان من هذه الأزمة؟

المدخل السليم لحل الأزمة هو تشكيل جيش مهني واحد على اعتبار أن تعدد الجيوش مضرة بالدولة وتدخل في الشأن السياسي، لذلك يجب أن ننهي مسألة تعدد الجيوش ونعالج أسباب تعددها، عليه فإن حل الأزمة يبدأ من إيقاف الاقتتال بشكل دائم وحماية المدنيين من التعديات التي تتم بواسطة القوات المتعددة وبالتالي حل الأزمة هو العودة إلى المسار السياسي، وهنالك أساس مهم للحل وهي العملية السياسية التي كانت جارية قبل الحرب وبالتالي نحتاج أن يتم التعامل معها وفقا للواقع الذي فرضته الحرب الجارية الآن ومن ثم تأسيس مسار سياسي يستطيع أن يعالج أزمة تعدد الجيوش في الدولة ومن ثم معالجة الحرب التي أوجدت الجيوش المتعددة وهذا يمكن أن يكون الحل للازمة الماثلة الآن وهي أزمة تاريخية ظلت موجودة من قبل الاستقلال في ١٩٥٥ بتمرد توريت وحركة الانانيا في جنوب السودان.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here