كيف تفاعلت وسائل التواصل الإجتماعي مع الأحداث في السودان خلال شهر سبتمبر؟

77
مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم: أحمد جبارة

افريقيا برسالسودان. أشعلت الأحداث السياسية التي طرأت على الساحة السودانية خلال شهر سبتمبر الماضي منصات التواصل الاجتماعي على اعتبارها أحدثاً ساخنةً ومهمة، ولعل أبرز تلك الأحداث، المحاولة الانقلابية الفاشلة، حيث تباينت أراء السودانيين حولها، ففي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن المحاولة بغرض الانقضاض على الثورة، رأى أخرون أنها مسرحية وفبركة، وبين هذا وذاك، أطلق ناشطون وسوماً عديدة عن المحاولة الانقلابية أبرزها وسم #محاولة_انقلاب_السودان، #لا_للانقلاب_العسكري، #انقلاب_عسكري.

مشهد أثناء المحاولة الانقلابية

منصة خصبة

عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، أضحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة خصبة يتجاذب السودانيون من خلالها أطراف الحديث عن المحاولة الانقلابية ويناقشون أسبابها، ومن يقف خلفها، وظل الحديث عن المحاولة الانقلابية الحديث الأبرز في الأسافير، إلا أن جاء اليوم الثاني للانقلاب، وقتها بدأت منصات التواصل الاجتماعي تستعد لفصل جديد من دهاليز السياسة السودانية حيث اتجهت تراقب السجال والتوترات الحادة بين المكون العسكري والمدني والتي بدأها رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، حيث قال إن السياسيين لا يهتمون بمشاكل المواطنين، فيما قال نائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي” إن “أسباب الانقلابات العسكرية هم السياسيون الذين أهملوا خدمات المواطن وانشغلوا بالكراسي وتقسيم السلطة”.

وسرعان ما ردت قوى الحرية والتغيير على اتهامات البرهان وحميدتي واعتبرت الحديث “يمهد لانقلاب” قبل تسليم قيادة مجلس السيادة من المكون العسكري إلى المدني في نوفمبر المقبل، واصفيين الخطاب بأنه أخطر من الانقلاب، ومؤكدين أن العسكر ليسوا أوصياء على البلاد.

ولم يكتف المكون العسكري بالهجوم على المدنيين حيث دخل الصراع مرحلة خطيرة، إذ سحبت قوات الحراسة من أفراد المكون المدني في السلطة، وفي مقدمتهم عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، وكذلك سحب قوات الحماية المشتركة من مقر “لجنة التمكين”، وهنا أطلقت اللجنة نداء عاجلا للثوار للتوجه لمقرها وذلك للاتفاق على كيفية تأمين المقر، وبالفعل ما إن انتشر الخبر في الأسافير، حتى أستجاب الثوار لنداء اللجنة وتوافدوا لمقر لجنة التفكيك حيث عقد مؤتمر صحفي لأعضاء اللجنة أمام الثوار؛ وضحوا فيه ملابسات سحب القوات من مقر لجنة التفكيك، وأطلقوا تعهدات بحماية الثورة ومناهضة أي انقلاب عسكري قادم.

وأثار سحب قوات التأمين من مقر لجنة التفكيك ردود أفعال واسعة على منصات التواصل، إذ اعتبرها البعض بأنها انقلاب على الثورة، بينما دعا نشطاء إلى فض الشراكة مع المكون العسكري لعدم احترامه الوثيقة الدستورية التي حددت مهمة المكون العسكري في حماية ممتلكات الشعب ومكتسبات الثورة “في إشارة إلى أن مقر التمكين وما تم استرداده أحد أهداف الثورة”.

موكب الحكم المدني

موكب الحكم المدني الرافض للمحاولة الانقلابية

وفي خواتيم شهر سبتمبر كانت وسائل التواصل الاجتماعي تتناقل أخباراً وتحضيرات خاصة بمواكب دعم الانتقال المدني، والتي نادت لها مجموعات كبيرة من قوى الثورة ومنظمات المجتمع المدني والمقاومة؛ تطالب بتحقيق شعارات الثورة ورفض المحاولات الانقلابية، وضرورة تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين، وبالفعل خرجت جموع غفيرة من الشعب السوداني واتجهت صوب رئاسة مجلس الوزراء ومقر لجنة التفكيك، فيما استقبل ثوار الخرطوم، في محطة السكة حديد ثوار حضروا من عطبرة ومدني، وكانت منصات التواصل الاجتماعي تنقل الهتافات وترصد المواكب من خلال عرضها للصور والفيديوهات، وبحسب نشطاء في الأسافير فإن موكب الحكم المدني قد أوصل رسالته لبريد العسكر مفادها “إنهم لن يقبلوا بحكم عسكري جديد وإن أي محاولة للانقلاب فإن الشارع سيتصدى لها “داعين المكون المدني للنهوض من حالة الضعف التي ظهر عليها خلال الفترة الانتقالية، ومشددين على ضرورة تحقيق شعارات الثورة”.

بوادر انقسام التحالف الحاكم

خطاب مجلس السيادة المسرب في منصات التواصل الاجتماعي

كذلك في خواتيم شهر سبتمبر كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتوقع إعلاناً سياسياً جديداً بقيادة عدد من الأحزاب وفصائل تابعة لقوى إعلان الحرية والتغيير، وتمثل ذلك في الخطاب الذي تسرب من مجلس السيادة لمواقع التواصل الاجتماعي حيث طالب فيه وزارة الخارجية بتوجيه الدعوة للبعثات الدبلوماسية لحضور حفل التوقيع على الميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير.
وفجر الخطاب اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بردود الأفعال، فيما أدان نشطاء الخطاب واعتبروه تدخلاً من المكون العسكري في عمل الاحزاب السياسية، كما اعتبره البعض بأنه انقلاب على الوثيقة الدستورية وعلمية بحث عن حاضنة سياسية للمكون العسكري.

 

أزمة الشرق

وإن كانت المحاولة الانقلابية الحدث الأبرز في شهر سبتمبر، إلا أن إغلاق شرق السودان لايقل أهمية عن المحاولة الانقلابية، فقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي التصعيد الذي قام به ناظر عموم البجا محمد الأمين ترك في شرق السودان، فضلاً عن نقل الكلمة التي ألقاها أمام أنصاره والتي من خلالها هاجم فيها الحكومة؛ تارة ينعتها بالفاشلة وتارة يطالب بحلها وتكوين حكومة كفاءات برئاسة مجلس عسكري يقوده البرهان.

أنصار ترك يغلقون طريق الشرق

وكان أنصار الزعيم القبلي محمد الأمين أغلقوا الطريق القومي الذي يربط الشرق بالسودان، إضافة إلى مطار بورتسودان والطرق المحيطة به، ما تسبب بأزمة إقتصادية في السودان جعلت مجلس الوزراء يخرج بيان للإعلام في هذا الشهر، ويدق ناقوس الخطر بسبب إغلاق الشرق ويكشف عن شح في الأدوية الحساسة والسلع الأساسية .
وبالرغم من طرح مبادرات كثيرة من قوى سياسية وجلوس الحكومة مع الناظر ترك لحل الأزمة ، إلا أنها باءت كلها بالفشل ومازالت أزمة الشرق لم تراوح مكانها حتى الآن.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here