كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الأحداث في السودان خلال شهر نوفمبر؟

31

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. مازال الاتفاق السياسي، الذي وقع في شهر نوفمبر، حديث الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي في السودان، ففي الوقت الذي غرد فيه نشطاء، واعتبروا الاتفاق خيانة للثورة، فعّل آخرون وسوما على شاكلة # يسقط_ المكون _العسكري و #الردة_ مستحيلة، وبين هذا وذاك، تواصلت الدعوات في منصات التواصل الاجتماعي، إلى مليونيات لإسقاط الاتفاق والحكم المدني، وحددت لجان المقاومة عبر صفحاتها في الفيسوك مليونيات للتنديد بالاتفاق، في الوقت الذي وصفت فيه الاتفاق بالمعيب ونكوص عن الثورة.

توقيع حمدوك

رئيس الوزراء عبدالله حمدوك رفقة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، (إتفاق 21/ 11/ 2021)

فاجأ رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الشارع السوداني، بتوقيعه على الاتفاق السياسي مع الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، وفيما قال حمدوك، إن الاتفاق “يفتح الباب واسعاً لمعالجة كل قضايا الانتقال وتحدياته”، مضيفاً: “السودان محروس ومحمي، وكلما وصلنا لنقطة اللاعودة نستطيع كسودانيين إعادة بلدنا إلى الإطار الصحيح”.

الاتفاق السياسي الذي شهده القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية الخرطوم، لقي تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أبدى ناشطون سودانيون تأييدهم للخطوة على اعتبار أنها تخرج البلاد من أزماتها، ويرى المؤيدون أن الاتفاق يعد الوسيلة الافضل لحل معضلات السياسة السودانية، بينما رفض آخرون الخطوة واعتبروا أن حمدوك خان دماء الشهداء والثورة، معلنين استعدادهم لإسقاطه.

مليونية 13 نوفمبر

كذلك، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في شهر نوفمبر، مع الدعوات التي أطلقها تجمع المهنيين عبر صفحته في الفيسبوك والتي كانت تدعو إلى إسقاط البرهان الذي قام بانقلاب الشهر الماضي، ونشر تجمع المهنيين السودانيين – قائد الاحتجاجات في السودان-  في صفحته الرسمية على «فيسبوك» جدول «التصعيد الثوري»، وأوضح أن الجدول التصعيدي يبدأ الثلاثاء 9 نوفمبر وذلك بمشاركة الأجسام المهنية والنقابية والعمالية في فعاليات المواكب المعلنة بواسطة لجان المقاومة،  كما حدد الأربعاء 10 نوفمبر وقفات احتجاجية وتتريس “إغلاق” الشوارع ومواكب توعوية ودعائية داخل الأحياء لمليونية 13 نوفمبر تشرين الثاني، ووفق الجدول، فإنه في يوم الخميس 11 نوفمبر ستتم الدعاية لمليونية 13 نوفمبر، والسبت 13 نوفمبر انطلاق مليونية «إسقاط المجلس العسكري الانقلابي».

وتباينت الرؤى واختلفت التحليلات بشأن مليونية 13 نوفمبر، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض، أن المليونية سترجح كفة التحول الديمقراطي والمدني، قلل البعض من الموكب، مرجحين أن يكون مثله مثل المواكب التي خرجت في الشهر الماضي. وشهدت المليونية أحداثا دامية حيث سقط عدد من الشهداء في الموكب مما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينددون بما حدث، ونشر نشطاء التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات توثق قمع المتظاهرين في موكب 13 نوفمبر بالرغم من الاجراءات التي اتخذتها السلطات بشأن إغلاق خدمة الانترنت في السودان.

مجزرة 17 نوفمبر

انطلاق مواكب ضخمة في أكثر من 70 مدينة سودانية وعالمية

وإن كانت مليونية  13 نوفمبر قد شهدت أحداثا دامية وسط المتظاهرين، فإن يوم 17 من ذات الشهر؛ قد ارتكبت قوات العسكر التابعة لقائد الإنقلاب في السودان عبدالفتاح البرهان، مجزرة مروعة في صفوف المتظاهرين السودانيين، الذين خرجوا رفضاً لانقلاب الجيش على السلطة المدنية وإرادة الشعب. ووصل عدد القتلى في صفوف المتظاهرين وفق “لجنة أطباء السودان المركزية”، إلى 15 قتيل .كما أفادت اللجنة في بيان لها عبر صفحتها بفيسبوك أن “قوات الانقلاب أطلقت ذخيرة حية ضد المتظاهرين السلميين في محيط الخرطوم، وجرح العديد من المدنيين وبعضهم في حالة خطيرة. ”وحدث  ذلك وسط حالة من التعتيم الإعلامي الكبير في السودان من قبل العسكر، حيث تم قطع خدمات “الهاتف الخلوي والانترنت” بشكل تام. إلى ذلك ذكر “التجمع المهني للسودانيين” في بيان له بتويتر، أن قوات العسكر التي وصفها بـ”الانقلابيين” ترصد مرافقي المصابين في المستشفيات. بينما تجاوز عدد الإصابات بمستشفيات العاصمة المئة حتى الآن منها 70 حالة مؤكدة بمدينة بحري.  كما ذكر التجمع في تغريدة له أن “قوات الانقلابيين ترتكب مذبحة بحق الثوار في مدينة بحري”. ودعا “كل السودانيين بالداخل والخارج للتعاون في فضح فظاعتها، ولفت أنظار العالم للانتهاكات الواسعة التي تقابل بها قوات الانقلاب التظاهرات السلمية اليوم”. ” كما ناشد “تجمع المهنيين السودانيين” القادرين من الطبيبات والأطباء بالتوجه نحو المستشفى الدولي ببحري ومركز صحي الشعبية. وأشار الى أعداد كبيرة من الإصابات تتخطى قدرة الكادر المتاح. وأضاف : ”وما تزال الكثير من الإصابات ببحري يتم التعامل معها داخل المنازل بسبب ترصد قوات الانقلابيين لمنع محاولات لإسعاف المثاليين “.

وتصدر وسم “مجزرة 17 نوفمبر” قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر في السودان وناشد العديد من النشطاء في تغريداتهم المؤسسات الأممية للتدخل العاجل وإجراء تحقيق عن الانتهاكات ضد الشعب السوداني. وكتبت إحدى الناشطات عبر الوسم: ”بعد 23 يوم على الانقلاب “فقدنا 38 شهيدا ومئات الجرحى. اعتقالات اختطافات ضرب وترهيب وحلاقة رؤوس. وقتل أطفال.. ما في إنترنت التواصل شبه منقطع مع العالم”. وتابعت: ”وبرضو أنجزنا 3 مليونيات، الشوارع فل الشعب السوداني كلو بيعلن رفضو للانقلاب لاموت بيخوفنا لاعتقال بيرهبنا ح تقتلونا كلنا”.

أحداث جبل مون

لجنة أطباء غرب دارفور: عدد ضحايا احدث العنف بكرينك وجبل مون بلغ 12 قتيلا و 15 جريحا

أيضا، تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي في خواتيم شهر نوفمبر، مع أحداث القتل التي شهدتها جبل مون بغرب دارفور ، حيث تسبب هجوم مسلح  نتج عنه حرق أكثر من ألف منزل في 14 قرية ونزوح سكان أكثر من 46 قرية. بجانب سقوط عشرات القتلى وتدمير عدد كبير من الممتلكات وقتل قطعان الماشية، وذلك في الأحداث التي اندلعت قبل أيام.

من جانبهم، دعا نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي إلى مبادرة “دعم متضرري أحداث جبل مون” لتنسيق الجهود الإنسانية لاغاثة المتضررين من تلك الاحداث، عبر إجتماع دعوا له بالعاصمة الخرطوم. بدورها دعت حملة “حماية الحق في الحياة” عبر صفحتها في الفيسبوك السودانيين داخل وخارج البلاد لتسليط الضوء والضغط إعلاميا عن طريق الكتابة والنشر عما يحدث في محلية جبل مون بولاية غرب دارفور. وايضاً مشاركة المعلومات الواردة بأحداث القتل والعنف والانتهاكات وحرق القرى ونزوح أهالي المنطقة.

فيما اتهم تجمع المهنيين السودانيين عبر صحته في الفيسبوك ما أسماه مليشيات الدعم السريع والقوات الأخرى التابعة المجلس العسكري بالمسؤولية عن الأحداث التي شهدتها المنطقة. وأشار إلى أن تلك المليشيات والقوات تهدف للسيطرة على منطقة الجبل الغنية بمواردها المعدنية وأراضيها الخصبة وكذلك للأهمية العسكرية لموقعها. وأدان التجمع ما وصفها بالجرائم الوحشية والمليشيات التي ترتكبها، ونادى الشعوب المحبة للسلم والديمقراطية لتوجيه أنظارها للسودان بشكل عام ودارفور بالأخص.

وتصدر هاشتاق #دارفور_تنزف ، منصات التواصل الاجتماعي، في وقت دعا في نشطاء لوقف الاقتتال ونبذ العنصرية والتي يروا إنها السبب الرئيسي في الاقتتال، كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا للقتلة، وتشييعهم، فضلا عن تدول صورا للقرى التي أحرقت.

الإفراج عن المعتقلين

ارتفاع عدد المعتقلين إلى 119 بينهم 54 معلما وترحيلهم لقيادة الجيش

كذلك، في نهاية شهر نوفمبر، تدوال رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لبعض السياسيين والوزراء الذين تم الافراج عنهم من قبل السلطات السودانية، وعبر بعض نشطاء التواصل الاجتماعي عن فرحتهم بخطوة الإفراج عن المعتقلين، بيما سخر آخرون من بعض المعتقلين الذين تم اطلاق سراحهم، في وقت كتب أنصار قوى الحرية والتغيير مدونات على شاكلة “الحرية حق” و”عقبال اطلاق سراح الوطن”. وأعلنت السلطات في السودان عن إطلاق سراح خالد سلك وزير شؤون الرئاسة في حكومة حمدوك التي حلها انقلاب البرهان، ووالي ولاية الخرطوم ايمن نمر، والصحفي ماهر ابوالجوخ، وشريف محمد عثمان الذين جرى اعتقالهما فجر الانقلاب في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي.

كانت السلطات الامنية اطلقت ايضا سراح دفعة جديدة من المعتقلين، وضمن الدفعة التي اطلق سراحها  الصحفي فائز الشيخ السليك المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووالي سنار السابق الماحي سليمان، والقيادي بتجمع المهنيين محمد ناجي الأصم، والناشط ناظم سراج، والقيادي بحزب المؤتمر السوداني صلاح نور الدين.

وفاة أزرق طيبة

في شهر نوفمبر توفي الشيخ “عبدالله الشيخ الريح عبدالله الشيخ عبدالباقي الشيخ حمد النيل”، المعروف بـ”أزرق طيبة” ، وفور وفاته نعى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفقيد ، كما عددوا محاسنه سيما الوطنية، وقالوا إنه كان منحازا لقضايا الشعب السوداني، بينما وصفه آخرون بالثائر الصامد.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here