كيف يمكن الخروج من حالة الانسداد السياسي؟

37
كيف يمكن الخروج من حالة الانسداد السياسي؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. منذ قرارات 25 أكتوبر من العام الماضي، يعيش السودان حالة من الانسداد السياسي، إذ إنه من غير مجلس وزراء، ومن غير حكومة ، فضلا عن أنه في حالة توتر مستمر، وتظاهرات لم تنقطع، فكيف يمكن الخروج من هذا المازق ؟

لماذا الانسداد؟

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

وأرجع المحلل السياسي الفاتح محجوب أسباب الانسداد السياسي إلى ما أسماه رفض الحزب الشيوعي ومجموعات كبيرة في لجان المقاومة وتجمع المهنيين والتي قال إنها رفضت التفاوض مع العسكر، وأضاف، كذلك تعود حالة الإنسداد إلى رفض لجان المقاومة قبول الحرية والتغيير المجلس المركزي كممثل سياسي لها كما كان سابقا، وهو ما حال دون وجود جهة سياسية تمتلك قبولا جماهيريا وتستطيع التفاوض نيابة عن قوى الثورة بحسب الفاتح، وتابع، رفض إشراك القوى السياسية السودانية التي شاركت في حكومة البشير في التسوية السياسية قاد الى تعقيد المشهد السياسي، وأشار الفاتح إلى أنه لا يمكن رفض قوى مؤثرة مثل الاتحادي الأصل الذي كان إلى جانب حزب الأمة القومي من حكم السودان طيلة عهد الديموقراطية الحزبية، وهو يتمتع بثقل سياسي حقيقي خاصة في شرق وشمال السودان. وبشأن المخرج من حالة الانسداد السياسي يقول الفاتح لموقع “أفريقيا برس”؛ “يكمن الخروج في قبول الحزب الشيوعي ولجان المقاومة وتجمع المهنيين والعسكر بإشراك بقية القوى السياسية السودانية في كيفية تكوين حكومة لتسيير الفترة الانتقالية وصولا إلى الانتخابات ومن دون تقبل ان السودان للسودانيين جميعا والتوافق على ترك الشعب السوداني ليختار من يمثله عبر انتخابات نزيهة يتفق الجميع على طبيعة الضوابط المطلوبة للتأكد من نزاهتها، وايضا التوافق علي قوانينها”، واردف “اما محاولة فرض رؤية حزب ما على بقية الأحزاب السياسية من دون توافق فلن تؤدي قط إلى إنفراج سياسي”، ودعا محجوب القوى السياسية بأن تكون أمينة وتعمل على إنجاز اتفاق تسوية سياسية على اعتبار أن السودانيين ضاقوا تماما سياسيا وامنيا واقتصاديا ويطلبون من القوى السياسية السودانية ان تكون على قدر المسؤولية وتنجز هذه التسوية اليوم قبل الغد.

خطوة ضرورية

جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

بالنسبة لعضو مبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر، فإنه يرى أن إمكانية الخروج من حالة الانسداد تكمن في توحيد قوى الثورة، وهنا يقول خضر “التوحيد ليس على اطماع سلطوية، وإنما على مبادئ تأسيس الدولة السودانية، بحيث يكون إسقاط انقلاب 25 أكتوبر خطوة ضرورية”، مستدركا “لكنها غير كافية لإنجاز هذا التأسيس”، مشددا في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ بأن تلتزم لجان المقاومة بالبناء القاعدي وكل الأجسام بالبناء المؤسسي لأن الذين يفتقرون للمؤسسية يقول عنهم جعفر، لا يمكن أن يبنوا دولة المؤسسات، وختم حديثه قائلا “إن البسالة التي نراها في الشارع والاستعداد للتضحية بالروح سيزيد روح التضحية ويساعد على ارتفاع الأغلبية لمستوى المسؤولية ويفتح آفاق التغيير الجذري للدولة”.

فرص الخروج

محمد عصمت يحيى رئيس الحزب الاتحادي الموحد
محمد عصمت يحيى رئيس الحزب الاتحادي الموحد

يقول رئيس الحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن لجان المقاومة لها القدرة على إحداث تأثير كبير في ميزان القوة بين المكونات السياسية والمدنية وبين المكون العسكري”، وأضاف “سوف تضعنا في موقف تفاوض أفضل مما نحن عليه الآن فضلا عن وقوف المجتمع الدولي مع قوى الثورة حتى الآن”، مشيرا إلى أن الخلافات داخل المكون العسكري بمثابة الفرص لهم والتي قال “من خلالها نستطيع أن نتغلب على كل المهددات التي تواجه فترة التحول الديمقراطي، وبالتالي تنتهي مرحلة ما يسمى بحالة انسداد الأفق السياسي الحالي”، وأشار إلى إمكانية إحداث إختراق كبير جدا لهذا الانسداد وذلك بحدوث إتفاق بين الأحزاب السياسية والمدنية و النقابات التي استردت منابرها ، منبها إلى أن حالة انسداد الأفق السياسي هو الهدف الذي يلعب عليه المكون العسكري ويمكن أن نخرج منه، إذ بحسب عصمت يتطلب تنازلات وتواضع من قبل الأحزاب السياسية والمدنية ودعم لجان المقاومة بدون شروط.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here