لماذا أقرّ حميدتي بفشل الانقلاب؟

6
لماذا أقرّ حميدتي بفشل الانقلاب؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار إقرار نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” بفشل الانقلاب الذي نفذه مع البرهان في أكتوبر من العام الماضي، استفهامات واسعة، أبرزها؛ لماذا التشهير بالفشل؟ وهل الإقرار بالفشل مؤشر لخلافات بين الجيش والدعم السريع؟ وما ورأء إقرار الفشل؟

إعتراف حميدتي

وفي مقابلة مع “بي بي سي”؛ انتقد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي، معتبراً أنه فشل في إحداث التغيير، وقال دقلو “للأسف الشديد نحن أيضاً لم ننجح في التغيير”، من دون أن يكشف مزيداً من التفاصيل، وعلّق دقلو “فشلت الحكاية… والآن أصبح السودان أسوأ”.

خداع حميدتي

جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

يقول عضو المكتب التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن إقرار حميدتي بفشل الانقلاب هو تأكيد للمؤكد، ويندرج في باب وشهد شاهد من أهلها”، ويقول خضر “إن الانقلاب فشل بخروج الناس ضده قبل إذاعة بيانه”، ويضيف “يحاول حميدتي أن يتظاهر بانحيازه للشعب ليخدع البعض مثلما فعل في أبريل 2019، ولن ينخدع له أحد، إذ أن جرائمه في فض الاعتصام، وقبله وبعده ماثلة للعيان”. وبشأن الخلافات بين الدعم السريع والجيش؟ يقول جعفر “واضح أن الخلاف بين حميدتي والبرهان وصل مبلغا بعيدا، خاصة حينما تحدث متشككا في نفي البرهان لطموحه السياسي”، وشدد خضر على “إن القوى الثورية الآن في أمس الحاجة للوحدة لإعلان إسقاط الانقلاب وترتيب الفترة الانتقالية الجديدة بطريقة مغايرة”.

إشارة مبطنة

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

فيما قال القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق لموقع “أفريقيا برس”؛ “تغير موقف الفريق أول محمد حمدان بعد لقاء السفير البريطاني في الخرطوم في الأسبوع المنصرم، وخرج للملأ ببيان صحفي ذكر فيه مطلوبات الأسرة الدولية للانتقال، وقد أقدم على استدعاء السفير بعد أن زار الأخير رئيس مجلس السيادة في مسقط رأسه في قندتو أيام عيد الأضحى المبارك، وكأنه يريد أن يخاطب الأسرة الدولية بأن ما يقوله البرهان يجب أن يتم تأكيده بواسطة دقلو”، ورأى عروة أن الأمر “لا يعدو كونه مناورة سياسية من حميدتي تجاه البرهان، لأن الخلاف بينهما خلاف مؤسسات، فقادة الجيش وعلى رأسهم المؤدلجون من الحركة والتنظيم يضغطون البرهان لإبعاد الدعم السريع وتحجيم دوره، فيما يذهب دقلو لتوسيع تواجده على صُعُد أهلية ودينية وجهوية، مستخدما في ذلك أموال طائلة”، ويرى عروة أن “دقلو و البرهان أيقنا أن الإنقلاب العسكري فشل أمنيا وسياسيا واجتماعيا وكلف البلاد خسارة اقتصادية كبيرة، وضيع مكاسب اقيلمية ودولية، وفتح الباب للتدخلات الدولية، ويحاولان بجهد الخروج منه ولكن بطريقتين مختلفتين، فالبرهان يستعين بأجهزته وفلول النظام البائد، وحميدتي يتخندق خلف كيانات قبلية ودينية وبعض القيادات السياسية ومرافيت الأجهزة الامنية”، ولم يستبعد عروة أن تتصاعد وتيرة الخلاف رغم محاولات احتوائها وهو الأمر الذي قال عنه عروة سيعقد المشهد أكثر مما هو عليه، مستدركا، “ولكنه سيمهد للخروج الأبدي العسكريين من العملية السياسية في السودان، لأن منتسبي القوات النظامية من أحدث مستجد إلى أقدم فريق أيقنوا خطأ انخراطهم في العمل السياسية”، وقال الصادق “إن حميدتي بتصريحاته الأخيرة على الـ BBC لم ينف ولم يؤكد ترشحه للرئاسة في الانتخابات القادمة وهو ما يبين مدى طموحه الذي لا يحده سقف ولا نهاية له”، وفي سبيل ذلك قال عروة “نتوقع منه كل الاحتمالات ومختلف التصرفات، فما نراه من شراء الإدارات الأهلية والبيوتات القبلية والطرق الصوفية هو واحدة من خطوات خطاها المخلوع وحزبه طوال 30 عام قبله وقديما قيل: “من جرب المجرب حاقت به المدانة”، ويقيني أنه سيندم مثلما ندم على قيامه بانقلاب 25 أكتوبر الذي وصمه بالفشل”، وأضاف “كذلك أشار حميدتي لأمر ظل يخاطب به القوى الدولية وهو قضية الهجرة غير النظامية، والتي تم تصميم عملية كاملة من الاتحاد الأوروبي لها سميت بـ(Khartoum prosses) وألمح دقلوا عن سخطه على المجتمع الدولي الذي لم يقدم له الدعم مستثنيا الإيطاليين، وهي إشارة مبطنة بإمكانية استخدام سلاح الهجرة في مواجهة أي تدخلات لا ترضيه”.

خلط الأوراق

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

بالنسبة للمحلل السياسي الفاتح محجوب؛ فإن “حديث الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة عن فشل الانقلاب العسكري الذي نفذه هو والفريق أول عبدالفتاح البرهان قد يكون صحيحا إن كان يقصد ان الانقلاب كان بغرض الانفراد بالحكم كعسكريين”، مستدركا “لكن يبدو ان رؤية الفريق أول عبدالفتاح البرهان كانت منذ البدء ترمي لاعادة خلط الأوراق بدليل أنه انجز اتفاقا مع حمدوك وبعد استقالة حمدوك ترك البلاد بدون تعيين مجلس الوزراء”، و هذا بحسب الفاتح يؤكد ان “رؤية العسكر كانت منذ البدء لا ترمي للانفراد بالحكم خاصة بعد قرار مؤتمر كبار الضباط بالخروج عن الحكم وعليه يمكن القول بأن سعادة الفريق أول حميدتي ليس راضيا عن بطء اجراءات التوافق السياسي التي خطط لها العسكر باعتبارها اساس انقلاب العسكر”، وأضاف الفاتح لموقع “أفريقيا برس”؛ “لا يمكن لأي مراقب تجاهل وجود تصريحات غاضبة من حميدتي ولكنها ليست بالضرورة تعبر عن انقسام بين حميدتي والبرهان، فالاختلاف في الراي شيء طبيعي في ظل تعدد القضايا العالقة التي يواجهها العسكر بعد انقلابهم على شركائهم في الحرية والتغيير”، مستدركا “لكن بشكل عام يتمتع الرجلان بعلاقات وثيقة وتفاهم عميق يعود لاكثر من عشرة أعوام وهذا هو سر قوة العلاقة بين الجنرالين”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here