أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. على نحو متوقع، امتنع السودان عن التصويت لصالح قرار إدانة روسيا لغزوها أوكرانيا في ختام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد فشل إدانتها في مجلس الأمن الدولي لاستخدامها حق النقض “الفيتو”، وأظهرت اللوحة الإلكترونية في قاعة الجمعية العامة أن عدد الدول التي امتنعت عن التصويت بلغ 35، مع اعتراض 5 دول “روسيا وسوريا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا وإريتريا” مقابل موافقة ساحقة للقرار من قبل 141 “من أصل 193 دولة”، وحمل القرار الأممي عنوان “العدوان على أوكرانيا”، وأكد التزام أعضاء الجمعية العامة بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليا، والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية، وطالب موسكو “بالكف على الفور، استخدام القوة والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو، الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط” لجميع قواتها العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا.
تجربة مريرة

يقول أستاذ العلاقات الدولية عبدالرحمن أبوخريس لموقع “أفريقيا برس”؛ إن امتناع السودان عن التصويت لصالح إدانة الغزو الروسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء بناء على التجربة المريرة التي عاشها مع الغرب أبان التغيير، والذي بحسب أبوخريس كانت تجربة لم يستفد منها حيث لم تقدم له دعما اقتصاديا من الغربين، ولم يدعموا التحول الديمقراطي بحسب زعمهم، وأردف؛ حتى رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تم شراءها من قبل السودان بأمواله، وأضاف؛ لذلك الامتناع في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان متوقعاً لأن ذلك يحقق مصالحه مع روسيا سيما أنها أعتبرت ماحدث في 25 أكتوبر تصحيح مسار وليس انقلاباً ، في المقابل رفضها الغرب وأمريكا التي أوقفت أيضا المساعدات عنه، وتوقع أبوخريس أن ينفتح السودان في سياسته الخارجية مع الشرق والصين في المرحلة المقبلة وأن يستفيد من هذه الانفتاح، مؤكدا أن الامتناع عن التصويت تحتمه متطلبات دولية ومصالح قومية تجعل الدولة تحدد الاختيار في الامتناع أو عدمه.
لماذا الامتناع؟

ويرى السفير السابق الرشيد أبوشامة أن امتناع السودان عن التصويت لإدانة الغزو الروسي بغرض الحائد أو بمعنى لا يريد أن يخسر الطرفين، واعتبر أبوشامة عدم الإدانة بالجيدة على اعتبار أن ذلك يجعل السودان يحافظ على علاقته مع روسيا والغرب، وقال أبوشامة في حديثه لموقع “أفريقيا برس”: “إن الامتناع عن التصويت ليس موقفا مساندا لروسيا بل هو موقف إيجابي ودبلوماسي ويعكس التعامل الدبلوماسي المطلوب”، وبحسب أبوشامة فإن عدم الإدانة ستجعل السودان يمتلك الحرية المطلقة في التعامل مع كل الدول وبمختلف أفكارها.
إنحياز وتخبط

ويذهب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة امدرمان الاسلامية صلاح الدين الدومة بعيدا عن الحديث السابق، إذ قال في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”: “إن امتناع السودان عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إدانة الغزو الروسي يفسر في علم العلاقات الدولية بأنه انحياز للطرف الروسي”، معتبرا عدم الإدانة بالتخبط وأنها غير موفقة وليس من مصلحة السودان على اعتبار أن كل العالم أدان روسيا لأنها ارتكبت جرم وهو الحرب، ونبه إلى إن الموقف الذي أعلنه مجلس السيادة يندرج في ذات الإطار، وأضاف: “السودان كان يجب أن يصوت لصالح الإدانة لأن الغزو الروسي على أوكرانيا خرق للقانون الدولي ولا يحق لروسيا الهجوم على دولة كاملة السيادة بدون أي مبرر”، كما قال الدومة: “إن الامتناع يتماشى مع توجه السلطة الديكتاتورية القائمة الآن في الخرطوم”، مؤكدا إنها في حالة تشاكس مستمر مع الدول الغربية، مستدلا بزيارة حميدتي لروسيا والتي قال إنها كانت أثناء الحرب.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس