لماذا تأخرت حكومة “الجنرالات” في السودان؟

8

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بالرغم من التعهدات التي أطلقها الفريق البرهان -صبيحة الانقلاب- بشأن تشكيل حكومة كفاءات مستقلة في غضون أسبوع ، إلا إنه مازال يتلكأ فيما ذهب إليه ، ما أفرز تساؤلات عديدة ، أبرزها ، لماذا تأخرت حكومة الجنرال عبدالفتاح البرهان ؟ وهل تأخير الحكومة لمزيدا من الحوار مع المدنيين؟ أم الخوف من ردة الشارع حال تشكيل الحكومة؟

عشم “العسكر”

عبده مختار ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية

أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الاسلامية ، عبده مختار ، أرجع عدم تشكيل الحكومة حتى الان إلى عدة اسباب، أبرزها، بحسب مختار الذي تحدث لـ”افريقيا برس” هي عشم المكون العسكري في عودة حمدوك وأن يتراجع عن شروطه ويقود حكومة كفاءات مستقلة ، مشيرا إلى أن حمدوك على مايبدو موقفه من العودة اخلاقي وليس سياسي على اعتبار إنه ملتزم مع قحت على أن لايخزلهم . وأضاف ، كذلك ربما يكون التأخير بسبب إعطاء المكون العسكري فرصة للوساطات الداخلية والخارجيه بأن يقنعوا قوى الحرية والتغيير أن تتخلى عن الحكومة وتتركها لكفاءات مستقلة وأن تتفرغ إلى البرلمان والمفوضيات وبناء الاحزاب بغرض التجهيز للإنتخابات .ومن الاسباب الاخرى التي أخرت تشكيل الحكومة، يقول مختار ، ربما يكون هنالك تحفظات من المرشح لرئاسة مجلس الوزراء “هنود ابيا كدوف” على المنصب بمعنى أنه يريد ضمانات تتمثل في استقلاليته عند إختياره لطاقم الحكومة ، وأن لا يتدخل المكون العسكري في شغله ، واردف ، كذلك ربما يريد المكون العسكري حسم بعض الازمات الامنية والاقتصادية وتمهيد المناخ جيدا للحكومة القادمة .

عقبات التشكيل

الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير، الطيب العباس في إفادته لـ”أفريقيا برس”: إن هنالك عقبتان أمام تشكيل الحكومة يتمثلان في الإرادة الشعبية ،حيث بحسب العباس، عندما تم تشكيل المجلس السيادي بطريقة منفردة من البرهان ومن غير مشاورة المدنيين والجلوس معهم جعلت البرهان يصب الزيت على النار وذلك عندما زاد من وتيرة الشارع واشعل جذوة الثورة ، مؤكدا في حال اقدم البرهان على تكملة هياكل السلطة فإن الثورة سيزيد عنفوانها ويجعل الشارع مشتعل والعودة إلى 19ديسمبر التي أسقطت البشير ، ويمضي العباس قائلا ، كذلك العقبة الثانية تتمثل في الشرعية الغير الدستورية لتشكيل مجلس السيادة والتي ،بحسب العباس، كانت باطلة على اعتبار إنه تجاوز المدنيين وكان تشكيله بحسب رغبته وإرادته ، مؤكدا في حال تشكيل مجلس الوزراء سيكون ايضا باطلا الامر الذي يفتح الباب وأسعا لمناهضته قانونيا ودستوريا.

رؤية مختلفة

صلاح الدين الدومة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية

بينما يذهب المحلل السياسي ، صلاح الدين الدومة ، بعيدا عن سابقيه ، إذ يرى في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن عدم تشكيل الحكومة حتى الان يعود لعدم موافقة من يتلقد منصب رئيس الوزراء على اعتبار إنه لا يريد أن يشارك مع النظام الانقلابي ويعطيه شرعية ، ويستدل الدومة هنا ، بالاعتذارات الكثيرة التي تقدم بها مرشحي منصب رئاسة مجلس الوزراء ، وقطع الدومة ، بأن البرهان لا يستطيع تشكيل حكومة ، كما إنه ، بحسب الدومة، لن يجد رئيس وزراء يملك وزن ثقيل لرئاسة مجلس الوزراء ، وتابع ، اللهم إلا الانتهازيين والذين لايملكون كفاءة وقدرة للمنصب ، وأضاف ، كذلك لن يجد وزراء على اعتبار أن ماقام به بالبرهان يعتبر ضد إرادة الشعب السوداني وأن لا أحد يعمل معه ويقف في تيار ضد الشعب ، مشيرا إلى أن 90٪ من الشعب السوداني ضد قرارات البرهان .


توافق “قحت”

اللواء الصوارمي خالد سعد، خبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية

الخبير العسكري ، والناطق السابق بإسم الجيش السوداني ، الصوارمي خالد سعد ، يرى في حديث سابق لـ”أفريقيا برس” أن تأخر حكومة البرهان كانت بسبب تدخل الوساطات الخارجية والداخلية والتي -بحسب الصوارمي- أثرت على تشكيل الحكومة وعلى قرارات البرهان ، منوها إلى أن البرهان يريد أن يرضي الوساطات ويراعي تدخلهم لحل الازمة ، فضلا عن توافق الجميع لتشكيل حكومة كفاءات على اعتبار أن بيانه كان يصب في مصلحة تصحيح المسار ، مؤكدا أن البرهان يريد أيضا أن تتوافق قوى الحرية والتغيير “أ” و”ب” على تشكيل الحكومة والمضي قدما بالفترة الانتقالية إلى بر الامان ، وشدد الصوارمي على ضرورة عودة الحكومة المدنية والتي في -نظر الصوارمي- حكومة مدنية جديد برؤية البرهان بحيث تشكل من كفاءات مستقلة من غير أحزاب ، واردف ، لا اتوقع عودة الطاقم الوزاري القديم إلا بعد التوافق عليه ولكن حتى الان لايوجد تواقف حوله ،ولم يستبعد الصوارمي عودة حمدوك للحكم منفردا على اعتبار إنه غير مختلف كثيرا مع قرارات البرهان في تشكيل حكومة الكفاءات المستقلة ، فضلا على إنه يعد من الكفاءات المستقلة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here