لماذا تأخر حسم معركة الجزيرة؟

47
لماذا تأخر حسم معركة الجزيرة؟
لماذا تأخر حسم معركة الجزيرة؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على الرغم من جاهزية الجيش السوداني لتحرير ولاية الجزيرة، وهذا التجهيز يتمثل في _حشد القوات وجمع العتاد العسكري من مركبات دفع رباعي، وأسلحة ثقيلة وذخائر – إلا أن هنالك تأخير لحسم معركة الجزيرة التي تشهد مدنها و قراها كل يوم انتهاكات فظيعة من قوات الدعم السريع.. فلماذا تأجيل معركة الجزيرة؟ وهل هنالك عقبات تحول دون دخول الجيش لولاية الجزيرة؟

تسيطر قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة منذ ما يقارب الأربعة أشهر، وخلال هذه الفترة ارتكبت قوات الدعم السريع جرائم قتل وتشريد واغتصاب، وهو ما أغضب الشعب السوداني على اعتبار أن الجيش لم ينقذ مواطن الجزيرة بل تركه وانسحب من الولاية دون تقديم توضيح بأسباب منطقية.

وتتوالى الصيحات بين الحين والآخر لإنقاذ الجزيرة من قبضة الدعم السريع، في وقت لم يحرك الجيش السوداني ساكنا لنجدة أهالي الجزيرة الذين لم يتلقوا من قيادات الدولة سوى الخطابات الرنانة والوعود الغير محققة.

لمسات نهائية

بالنسبة للمحلل السياسي محمد عبدالجبار، اعتبر أنه لا يوجد مبرر أي مبرر يمنع حسم معركة الجزيرة من قبل الجيش السوداني سيما وأن جميع الترتيبات واللمسات النهائية لدخول مدني قد أكتملت.

ويرى عبدالجبار في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن سبب التأخير هو مفاوضات جدة والتي ستستأنف الشهر القادم، مؤكدا إنها قطعت الطريق أمام حسم المعركة على اعتبار أن قيادة الجيش تريد تسوية مع الدعم السريع تعيدهم مجددا للمشهد السياسي، وأضاف “إنتصار الجيش في الجزيرة يعني أنه رجح قوته ونهاية للحرب، ما يعني أن قوات الدعم السريع أنتهت ولا وجود لها في السودان، وبذلك الجيش لا يريد حسم معركة الجزيرة حتى تضمن قيادته مشاركة الدعم السريع”.

قرار مفاجئ

تحصلت “أفريقيا برس” من مصادر مقربة في الجيش السوداني على معلومات تفيد ببدء عمليات التجهيز لمعركة الجزيرة ودخول القوات الخاصة لولاية الجزيرة وبداية تنفيذ العمليات العسكرية منذ مايقارب الشهر، ولكن المصادر قالت إنه صدر قرار مفاجئ من القيادة العسكرية نص على وقف عمليات التقدم نحو الجزيرة حتى إشعار أخر.

ضعف الدعم السريع

الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين، يرى في حوار مع “أفريقيا برس”؛ أن تأخر معركة الجزيرة يعود إلى أسباب تعلمها القيادة نفسها ولا تريد الكشف عنها، مؤكدا إنها تحتاج لخطة محكمة تتعلق بعملية الدخول، والاستعداد لأي هجمات إستباقية من قبل قوات الدعم السريع عند عملية الاشتباك.

في الوقت ذاته يستفسر الخزين عن سبب تأخر دخول الجيش لمدينة مدني بعد أن اعتبر أن قوات الدعم السريع أصبحت “مشتتة” في الجزيرة المترامية الأطراف، فضلا على أن ارتكازات قوات الدعم السريع ضعيفة وليست بالحجم الذي يؤخر العمليات.

كما قال الخزين “كذلك قوات الدعم السريع في الجزيرة أصبحت غير مهتمة بالقتال حيث أصبحوا منشغلين بالنهب والسلب والتهجير القسري للسكان وهو ما يعني إن الجيش قادر على هزيمتهم”.

وعود كاذبة

بينما يرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار؛ أن تأخر الجيش السوداني في حسم معركة الجزيرة أمر مخزي ولا يرتقي لحجم المسؤولية الوطنية لجهة أن قرى ومدن الجزيرة تنتهك من قبل قوات الدعم السريع، داعيا في ذات الوقت الجيش للتحرك وإنقاذ الجزيرة والذي يرى إنه لا ذنب له في الحرب العبثية التي تجري الآن.

ويقول كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن جرائم الدعم السريع في ولاية الجزيرة يتحملها الجيش السوداني الذي انسحب من الولاية دون أسباب منطقية، وفي ذات الوقت يقول” يتلكأ في تحريرها من قوات الدعم السريع”.

وطالب كرار الجيش بضرورة أن يقدم تبريرات وتفسيرات بشأن عدم دخوله مدني وإنسحابه منها، كما طالب قيادات الجيش بوقف ما أسماه الوعود الكاذبة خاصة التي ترتبط بتحرير مدني.

هذا، وقد أعلنت قيادات في الجيش السوداني بقرب تحرير ولاية الجزيرة من قوات الدعم السريع، كما أكدت إكتمال كافة الترتيبات لدخول الجزيرة.

شروط النصر

رئيس حزب المسار الوطني لؤي عبدالمنعم تحدث لموقع “أفريقيا برس” وهو يشعر بالحسرة والألم لما يحدث في ولاية الجزيرة من إنتهاكات. حيث قال “المعركة لا تحتاج درس عصر و تنظير.. أصغر ضابط في القوات المسلحة يمكن أن يحرر مدني في يوم واحد”، مشترطا في “حال وضعت بيده إمكانيات القوات المسلحة و حشودها الموجودة حول مدني و الاسناد الجوي” واستدرك “لكن من يقنع سعادة القائد العام أن يوقف تواصله مع الجهات الخارجية التي تضغط باتجاه وقف العمليات العسكرية لإنقاذ التمرد، و يلتفت لمعاناة سكان الجزيرة؟”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here