مؤتمر أسمرا.. هل ينجح في حل أزمة الشرق؟

82

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. دعا الرئيس الإريتري أسيس أفورقي العشرات من أبناء شرق السودان وقادته الأهليين لمؤتمر يناقش أزمة المنطقة وطرق حلها، ولم تمضي ساعات على الدعوة، حتى سارعت بعض المكونات لتلبية دعوة الرئيس الإريتري أفورقي، حيث شدت الرحال لأسمرا برا، غير أن السلطات أعادت الوفد الأهلي من داخل الاراضي الإريترية، مبررة بأنه لم يتم إخطارها، وأن ذهاب قيادات أهلية من الشرق لأسمرا بحسب الحكومة السودانية يعد إنتهاكا للسيادة الوطنية. وأمس أبلغت مصادر متطابقة “سودان تربيون” أن السلطات الاريترية تجري ترتيبات لعقد الملتقى خواتيم الأسبوع الجاري حال تلقت الموافقة النهائية من الحكومة السودانية على نقل المشاركين عن طريق الطيران وقصر الوفد على أصحاب وثائق السفر السارية.. فيما يتمدد السؤال حول مقدرة المؤتمر في نزع فتيل الأزمة؟

إماكنية النجاح

عامر محمد صالح، كاتب صحفي ومهتم بقضايا شرق السودان

يقول الكاتب الصحفي والمهتم بقضايا الشرق عامر محمد صالح لموقع “أفريقيا برس” إن “المبادرة محاولة من النظام الإريتري لإعادة المشهد لإتفاق سلام أسمرا بحيث تخدم رأس النظام هناك في تقوية دوره الإقليمي والخروج من عزلته بالإستفادة من عوامل القرب الجغرافي لإريتريا مع شرق السودان، إضافة للتداخلات القبلية لغالب المكونات الإجتماعية في الشرق مع دولة إريتريا”، ورأى عامر، أن المبادرة لن تنجح إلا بتحقيق شروط أبرزها بحسب صالح، أن “تأتي من داخل مكونات شرق السودان نفسها، بجانب حدوث معالجات قانونية تجبر الأضرار التي حدثت والمحاكمات اللازمة للمتسببين بها”، ومن ثم يقول صالح “إجراء مصالحات إجتماعية، فضلا عن التوافق على الاحتكام للقانون ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية”.

صلة تقارب

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

بالنسبة للباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح فإن شرق السودان لا يخلو من مكون إجتماعي إلا وله صلة بدولة اريتريا جغرافيا واثنيا وتاريخيا، وعليه بحسب محمود فإن مكونات شرق السودان ترتبط بشكل أو بآخر بدولة اريتريا، وهذا يفسر ايضا في نظر محمود أن عدم الاستقرار في إقليم شرق السودان سيكون له تأثيره المباشر على أمن واستقرار دولة اريتريا، ومن ذلك يقول عبدالقادر “نستطيع تفسير السلوك الاريتري تجاه أزمة شرق السودان بعد ان خاضت اريتريا جولات دبلوماسية على أرفع مستوى تمثلت في زيارات متكررة لوزير خارحية دولة اريتريا السيد عثمان صالح والذي حاول إيجاد معالجات لأزمة إقليم الشرق التي أعقبت إتفاق جوبا والتي انطوى عليها من قصر النظر في تعاطيه مع قضايا شرق السودان وحصره في حزب واحد هو الجبهة الشعبية والتي تنظر إليها مكونات المجلس الأعلى للبجا بأنها ممثلة لمكون إجتماعي محدد في الشرق، مضافا إليه احتقان الوضع الإجتماعي الذي كاد أن يفجر الأوضاع بشكل لا يحمد عقباه لو لا حنكة حكماء الشرق وإرثهم الراسخ في التعايش السلمي بين جميع المكونات هناك”.

مبادرة مؤهلة

ويقول عبدالقادر في مطلع حديثه لموقع “أفريقيا برس” إن “المبادرة الاريترية مؤهلة لمعالجة أزمة الشرق بأقل التكاليف وأقصر الطرق لما لها من خبرة كافية بتفاصيل الأزمة المفتعلة التي قصد منها تعميق الانشقاقات بين المكونات الاجتماعية هناك لخدمة جهات محلية وإقليمية تريد من الشرق أن يصبح ساحة لتصفية حسابات سياسية للصراع السياسي في المركز وأطماع إقليمية ودولية تسعى لإيجاد موطئ قدم في إقليم يتمتع بميزات جيواستراتيجية وأمنية واقتصادية قلما نجدها في أقاليم السودان الأخرى”، مستدلا بما ذهب إليه الرئيس الاريتري في تصريحه لصحيفة الصيحة، والذي قال في معناه “أن بلاده لا يمكن ان تظل تتفرج على هذه الأوضاع التي ستؤدي إلى نتائج غير مرغوبة بالنسبة للسودان واريتريا وأن التدخل الخارجي في السودان بلغ درجة لا يمكن الصمت عليها”.

دلالات المبادرة

وفي نظر محمود أن الأزمة السياسية الكلية والصراع السياسي الراهن في السودان له قدر كبير من التأثير الخارجي سواء كان إقليميا أو دوليا، ودولة أرتريا يقول عبدالقادر ليست إستثناء في هذا الصدد، مشيرا الى أن دلالات المبادرة الارترية على السيادة الوطنية للسودان ستكون بشكل إيجابي إذا تمت الموافقة عليها بواسطة السلطة المركزية، على عكس المبادرات الإقليمية والدولية التي يرى إنها لا تخفي أجندتها الواضحة في إيجاد نظام حكم يضمن لها مصالحها السياسية والإقتصادية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here