مؤتمر المائدة المستديرة على منضدة خبراء السياسة

10

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أسدل الستار أمس عن مؤتمر المائدة المستديرة لمبادرة “أهل السودان” التي تهدف لإنهاء الأزمة السياسية، وشاركت في المؤتمر عدد كبير من القوى السياسية باستثناء القوى المناهضة للحكومة والتي أبرزها لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير، بجانب الحزب الشيوعي، كما شارك في المؤتمر عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية، وناقش المؤتمر الذي أستمر ليومين قضايا الاقتصاد ومعاش الناس والسياسات الخارجية والسلام، وخرج المؤتمر بتوصيات أبرزها؛ إنهاء تفويض بعثة “يونتامس”، بجانب عدم ترشيح رئيس وزراء يحمل جنسية مزدوجة والعمل بدستور 2005 بعد الموائمة، كما وصى ايضا على قيام انتخابات بعد عام ونصف، فضلا عن قيام مؤتمر اقتصادي خلال أسبوعين من إعلان الحكومة.

تعبير سياسي

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

يقول الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن مبادرة أهل السودان للوفاق الوطني كانت منذ البداية غير موفقة في اختيار التوقيت لانطلاقها خاصة وأن البلاد تعيش في احلك ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى الحالة الثورية السائدة في البلاد منذ 2019 التي تخلقت لإبادة مشروع الحكم العسكري المتدثر بعباءة الإسلام السياسي”، مضيفا “كذلك المبادرة نفسها تعبير سياسي جديد قصد منه عودة النظام البائد بواجهة الطرق الصوفية لذلك ترتبت عليه حظوظ نجاح المائدة المستديرة في حشد القوى السياسية والإجتماعية ذات المصلحة غير موفقة”، مشيرا إلى أنه “شابها كثير من الشك والرفض من قبل كل القوى الثورية بإستثناء القوى السياسية التي كان يطلق عليها مسمى (أحزاب البرنامج الوطني) التي كانت تعمل في عهد النظام البائد بمثابة الكومبارس”، ورأى أن المائدة المستديرة “لم تكن سوى مائدة لإعادة تدوير النظام البائد ومباركة وتأييد السلطة الانقلابية الراهنة، وهو الأمر الذي أكدته تصريحات الشيخ الجد يوم الجمعة الفائتة حينما قال بأن تعيين رئيس مجلس الوزراء سيتم بموافقة السيد البرهان وأن البرهان سيظل رئيسا للمجلس السيادي بجانب الحكومة التي سيتم تشكيلها لاحقا”، وعليه يفهم من ذلك بحسب صالح أن المبادرة ومكوناتها جزء من السلطة الانقلابية وتحاول خلق حراك سياسي غرضه مواصلة دعها وتأييدها للسلطة الانقلابية.

نقلة كبيرة

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

لكن المحلل السياسي الفاتح محجوب يذهب بعيدا عن الحديث السابق إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن مؤتمر المائدة المستديرة هو أحد أوجه الحراك السياسي الحالي في السودان وهو مكمل لورشة الإعلان الدستوري الذي نظمته قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي على اعتبار أن مؤتمر المائدة المستديرة يجمع الطرف الآخر المعارض لمشروع الإعلان الدستوري الذي تريد قحت إقراره من طرف واحد”، وأضاف “كل مخرجات مؤتمر المائدة المستديرة تصلح لتكون ركيزة أساسية للتفاوض مع مجموعة قحت المجلس المركزي وهذا ما يجب النظر إليه، أي أنه فعل إيجابي لأنها ستناقش مشكلة غياب الاتفاق على المطلوبات لتكوين حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية وستقدم مقترحات”، وهنا يقول الفاتح “ستصبح نقاط للحوار مع قحت المجلس المركزي مالم يتفكك احد المعسكرين أو أن يتفقا على الاتحاد كنتيجة للحوار بينهما”. ووفقا للمعطيات أعلاه اعتبر الفاتح أن المائدة المستديرة نقلة كبيرة في اتجاه إنهاء الانسداد السياسي الحالي في السودان”.

معادلة جديدة

فيما كتب المحلل السياسي والكاتب الصحفي محمد عبدالقادر على صفحته بالفيسبوك “ما حدث في المائدة المستديرة تجمع تيار عريض أوجد كتلة لايمكن تجاوزها في أي تطور مستقبلي يتصل بترتيب الاوضاع في السودان”، وأضاف “بما إنه توافر حضور نوعي ومشاركات وكثافة حضور متنوع ومتعدد المشارب والامتدادات فان المائدة المستديرة مؤهلة الآن لأحداث فعل سياسى وإن المؤتمر سيفرض معادلة جديدة في الواقع السياسي”، وأردف “الشيخ الطيب الجد ترك الباب مواربا في كلمته التي حملت تسامحا ومودة مبذولة مع الجميع لمصلحة البلد بقوله (الرجاء لا ينقطع أن يلحق بدعوة الوفاق أبناء: الوطن الذين لم تيسر لهم ظروفهم الحضور اليوم، وحتى إن تحفظوا أو عارضوا النداء فليس بيننا وبينهم إلا المودة في الوطن واحترام حقهم في الاختلاف، وستتواصل إن شاء الله مساعينا مع الجميع).

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here