مؤتمر “تقدم”.. هل ينهي حرب السودان؟

104
مؤتمر
مؤتمر "تقدم".. هل ينهي حرب السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. لليوم الثالث على التوالي، يستمر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، المعروفة اختصاراً بـ«تقدم»، وذلك بهدف استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي، والوصول لرؤية لوقف الحرب، وإنشاء أوسع حلف مدني في تاريخ البلاد يناهض الحرب.. مؤتمر أديس أبابا فتح الباب أمام تساؤلات عديدة، أبرزها؛ ما مدى إمكانية مؤتمر “تقدم” في إنهاء الحرب؟ وكيف ينظر الخبراء للمؤتمر المنعقد في أثيوبيا؟ وهل لأثيوبيا مأرب وأجندة تريد تحقيقها في السودان كونها استضافت مؤتمرا جامعا للقوى السياسية السودانية؟

تدخل حميد

ولا يرى القيادي في الجبهة الثورية، حذيفة محي الدين البلول، أن مساعدة دول الجوار وخاصة اثيوبيا ومساعيها لوقف الحرب في السودان لها نوايا سلبية تجاه السودان والسودانيين، مؤكدا إنها جارة شقيقة وأستقبلت آلافا من السودانيين الفارين من الحرب وسهّلت دخولهم إلى أراضيها.

وأضاف البلول “الحرب في السودان تتضرر منها كل دول المنطقة فأي مساع من دول الجوار ومحيطنا الإقليمي تعتبر تدخلا حميدا لأن ذلك يصب في إيقاف الحرب”.

واعتبر البلول في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن مؤتمر تقدم في أديس ابابا بأنه لبنة في طريق وقف الحرب ووحدة القوى السياسية المؤمنة بالتحول الديمقراطي والمدني. معربا عن تمنياته بأن تكلل جهود القوى السياسية في إقناع طرفي الحرب لوقفها وحفظ أرواح السودانيين وذلك حتى يتسنى للمواطنين النازحين واللاجئين العودة إلى مناطقهم واستعادة حياتهم الطبيعية. وتابع “يعاني السودانيون ظروفا سيئة خاصة اللاجئين في دول الجوار من انعدام أبسط مقومات الحياة، الحرب لا خير فيها غير الدمار والخراب فالأوفق لنا دعم جهود وقفها”.

فاعلية المؤتمر

في الصدد، قلل الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني محمد السماني، من فاعلية مؤتمر تقدم لإنهاء الحرب في السودان، مضيفا “هؤلاء المشاركون في المؤتمر يحاورون أنفسهم و ليست لديهم علاقة بإنهاء الحرب ولا بالحياد”، مؤكدا إنهم “الجناح السياسي للدعم السريع”، مستدلا بأن “أحد المشاركين تحدث في المؤتمر عن انتهاكات ميليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة والخراب الذي وقع من قبلها و تدمير مشروع الجزيرة، غير أنه تمت مقاطعته من قبل قيادات تقدم”.

وتابع السماني “معظم قيادات تقدم التي تتواجد الآن في إثيوبيا تأخذهم نثرياتها من الدعم السريع بشكل دوري وعليه لا يستطيع قيادي واحد منهم إدانة جرائم ميليشيات الدعم السريع منفردة، ولا يستطيع قيادي منهم الخروج عن خط الدعم السريع”.

وإن كان البلول قد اعتبر تدخل اثيوبيا في الأزمة السودانية تدخلا حميدا، وإن استضافتها للمؤتمر لمساعدة السودان، فإن محمد السماني يرى غير ذلك، حيث قال لموقع “أفريقيا برس” إن “واحدة من القضايا الوطنية المهمة التي تربط السودان بإثيوبيا هي قضية سد النهضة التي ينبغي أن تكون من قضايا الأمن القومي السوداني، وأن لا يترك الحديث فيها لأي نظام سياسي”، مؤكدا ان “إثيوبيا تبحث عن موطئ قدم لها في القرار السياسي السوداني وذلك حتى تحافظ على مصالحها”، مشيرا إلى أن ذلك سيتم عبر بوابة تقدم وهو الأمر الذي لم تجده اثيوبيا بحسب السماني عند اي قوى سياسية أخرى.

خداع “تقدم”

المحلل السياسي، محمد عبدالجبار يقول لموقع “أفريقيا برس” إن “مؤتمر تقدم، لا يقدم ولا يؤخر، ولن يساهم في إنهاء الأزمة السودانية لأن حلها بيد أطراف الصراع أنفسهم أي الجيش والدعم السريع”.

ويرى عبدالجبار أن تقدم تريد العودة مجددا للسلطة عبر هذا المؤتمر، مؤكدا أنها تخدع الشعب السوداني بشعارات زائفة مثل شعارات الحكم المدني وأهداف الثورة، لافتا إلى أن الشعب السوداني لن يلدغ من الجحر مرتين على اعتبار إنه كشف حقيقة تقدم والتي بحسب عبدالجبار تريد العودة مجددا للسلطة عبر أي طريقة أو شكل من الأشكال حتى لو على جماجم الأبرياء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here