ماذا وراء العقوبات الأمريكية على العسكر؟

13
ماذا وراء العقوبات الأمريكية على العسكر؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أقرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار بإدانة القرارات التي صدرت في الخامس و العشرين من أكتوبر الماضي، كما وصفتها انقلاباً عسكرياً، ودعا مشروع القرار الذي أقر بالاجماع في اللجنة إدارة الرئيس الأمريكي؛ جو بايدن إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن الانقلاب، و يدعو المشروع غير الملزم وزير الخارجية الأمريكي؛ أنتوني بلينكن لتحديد أسماء قادة الانقلاب والمتعاونين معهم لفرض عقوبات فردية عليهم و التنسيق مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لوقف كل المساعدات غير الإنسانية للسودان حتى عودة النظام الانتقالي.

تعبيد طريق

لطيب العباس - قيادي في قوى الحرية والتغيير
الطيب العباس – قيادي في قوى الحرية والتغيير

وتوقع القيادي بقوى الحرية والتغيير، الطيب العباس، أن تعبد العقوبات الطريق نحو التحول الديمقراطي في السودان، على اعتبار أن العسكر سسيتنازلوا للمدنيين، مضيفا “ليس هنالك خيار أمام العسكر غير الركون لرغبة الشارع الذي يطالب بالتحول المدني والديمقراطي”، ولفت العباس في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ إلى أن سياسة أمريكا الخارجية أصبحت من أولوياتها الاستقرار في السودان على اعتبار أنها تسعى لتحقيق مصالحها و-عليه وبحسب العباس- لا يمكن أن يكون هنالك استقرار من غير تحول ديمقراطي، ودعا العباس المكون العكسري لتقديم تنازلات محدودة للمكون المدني وأن يسموا عن الصغائر من أجل رفعة الوطن، وقطع إنه في حالة التشاكس بين المكونيين فإن المجتمع الدولي لن يتعاون مع السودان، ولم يستبعد العباس أن تحرض أمريكا المجتمع الدولي لعدم التعامل مع السودان حال لم يتنازل العسكر للمدنيين.
هذا، وقد طالب مشروع قرار الكونغرس حلفاء الولايات المتحدة و دول الترويكا على الانضمام إليها في فرض عقوبات فردية على أفراد المجلس العسكري و شركائهم، كما طالب قادة المجلس على العودة إلى حكم القانون احتراماً للدستور الانتقالي عطفاً على تعليق مشاركة السودان في كل المنظمات في المنطقة حتى عودة الحكم المدني. وحذر العباس من مغبة تجاهل العقوبات والذي اعتبرها بأنها ستكون وخيمة في حال عدم الاستجابة للشارع وأمريكا، وأردف “قد تكون هنالك عقوبات أخرى متمثلة في وقف الدعم عن السودان ، بجانب عقوبات أخرى”.

ضغوط مهمة

عبده مختار ، أستاذ علوم سياسية بالجامعات السودانية

في الصدد ، اعتبر أستاذ العلوم السياسية ، بجامعة أمدرمان الاسلامية ، عبده مختار في حديثه لموقع “أفريقيا برس” أن الضغوط الامريكية على قيادات الجيش بالمهمة ، والذي قال عنها يمكنها أن تقود إلى تحقيق العدالة للشهداء وليس تقديم تنازلات من العسكرين للحكم المدني فقط ، وأردف ، من ثمرات ثورة ديمبسر المجيدة انها أجبرت العالم أن يحترمها مستدلا بالدعم الخارجي للثورة ، فضلا عن هذه الضغوطات ، والذي يرى أنها جاءت رغبة لتطلعات الشعب السوداني الذي يطالب بالحكم المدني ، وأكد مختار أن الضغوطات تحافظ على مسار الثورة من الانتكاسة وتبعدها من الفلول الذين يسيطرون على المنظومة العسكرية ، وتابع ، قبل الضغوط الامريكية حققت الدبلوماسية الامريكية نجاحا كبيرا في التحول المدني مستدلا بدورها في رفع إسم السودان من قائمة الارهاب وتقديمها لكثير من المساعدات .

قرارت غير مجدية

 كمال كرار - قيادي بالحزب الشيوعي
كمال كرار – قيادي بالحزب الشيوعي

لكن القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار يغرد خارج سرب سابقيه، إذ وصف مشروع الكونغرس الامريكي بأنه أشبه بالديكور والمسرح وإنه لن ينفذ ويطبق، واعتبر قراراته غير مجدية، متوقعا أن لا تصدر قرارات فعلية من خلالها يتم معاقبة المكون العسكري، وقال كرار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الثورة غير معولة على العالم الخارجي والكونغرس لإسقاط الانقلاب، منوها إلى أنها تعول على الشعب السوداني الذي أسقط من قبل أعتى الأنظمة الدكتاتورية، ورأى كرار، أن أمريكا لا يهمها ما يجري في السودان من انتهاكات أو عدم قيام ديموقراطية بل تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية بين العسكر والمدنيين، بجانب تحقيق مصالحها، مستدلا بالمباحثات التي يقوم بها فولكر مع القوى السياسية والعسكر.

جزيرة معزولة

فؤاد عثمان، أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر السوداني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

يقول مسؤول العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر السوداني فؤاد عثمان، لموقع “أفريقيا برس”؛ إنه من المؤسف أن تبدأ الدولة السودانية مرحلة العزلة الخارجية وفرض عقوبات على مؤسساتها بعد أن كانت قد استعادت علاقاتها وبدأت رحلة التعافي، وبدأ رفع العقوبات وإسقاط الدين الخارجي واستعادة السودان لوضعه الطبيعي مع دول الإقليم والمجتمع الدولي ومؤسساته ابان حكومة الفترة الانتقالية المنقض عليها بواسطة انقلابيي 25 أكتوبر العام 2021، ويضيف “السبب الرئيسي لعودة السودان لذلك المربع هو انقلاب 25 أكتوبر بواسطة البرهان وحميدتي وبقية مجلسهم الانقلابي، بجانب الإنقلاب تلته الزيارة الكارثية لحميدتي لروسيا مؤخرا في توقيتها وما تلاها من تصريحات مضرة ومؤذية مؤيدة للحرب الروسية لاوكرانيا وإقامة قاعدة عسكرية روسية بالبحر الأحمر، مما اضطر لارتباك وزارة خارجية الانقلابيين ومجلس سيادتهم لمحاولة نفي تلك التصريحات ومحاولة بث تطمينات فيما يخص أمن البحر الأحمر”، كل ذلك التضارب وتعدد مراكز إتخاذ القرار يقول فؤاد جعل مؤسسات الدولة جزرا معزولة، متوقعا أنها ستؤدي لمزيد من اتخاذ القرارات الكارثية وستجر السودان لمستنقع يصعب الخروج منه، مستدركا، إلا باستعادة النظام الديمقراطي وإنهاء هذا الوضع الانقلابي لبدء مرحلة انتقالية تعقبها إنتخابات حرة نزيهة يستعيد فيها السودان عافيته ووضعه الطبيعي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here