ماذا وراء رفع حالة الطوارئ؟

28
ماذا وراء رفع حالة الطوارئ؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بينما تشهد الساحة السودانية أزمة سياسية حادة، تكاد تعصف بالبلاد، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، مرسوما قضى برفع حالة الطوارئ، وقال مجلس السيادة في بيان: “في إطار تهيئة المناخ وتنقية الأجواء لحوار مثمر وهادف يحقق الاستقرار للفترة الانتقالية، أصدر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مرسوما برفع حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد”.

تاريخ الطوارئ

وتم تطبيق حالة الطوارئ في السودان منذ الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، ما جعل آلاف السودانيين وقتها يتظاهرون في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ورفض الانقلاب، وفي فترة حكم الطوارئ قتل قرابة 98 من المحتجين وجرح العشرات، بينما اعتقل عدد من الثوار والسياسين وتم إعادة عدد من بقايا النظام السابق -للخدمة المدنية- الذين فصلتهم حكومة الثورة التي انقلب عليها العسكر.

لماذا رفع الطوارئ؟

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

يقول المحلل السياسي الفاتح المحجوب لموقع “أفريقيا برس”؛ “أقدم الفريق أول عبدالفتاح البرهان على رفع حالة الطوارئ وأطلق سراح المعتقلين لتلبية مطالب الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والآلية الثلاثية لتهيئة الأجواء لإنجاح مشروع التسوية السياسية وجلب القوى السياسية السودانية لساحة التفاوض والتحاور من دون قيود”. مضيفا “اذ ان ممثل الأمم المتحدة في السودان عضو الآلية الثلاثية يرى بأن لا حل للأزمة السياسية في السودان بدون تحاور مباشر بين العسكريين والمدنيين لكنه ايضا يرى بأن واجب العسكريين هو تهيئة الأجواء عبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وايضا إنهاء حالة الطوارئ”، وعليه وبحسب الفاتح فغالبا يكون  عبدالفتاح البرهان قد تلقى تأكيدات وتطمينات من القوى السياسية السودانية بقبولها الانخراط في الحوار مباشرة قبل موافقته على إطلاق سراح المعتقلين وإنهاء حالة الطوارئ، وان صح ذلك فهذا يعني ان السودان موعود قريبا ببدء جولات المفاوضات بين العسكريين والمدنيين للتوافق حول كيفية انهاء الأزمة السياسية وتكوين حكومة توافق سياسي بقيادة مدنية.

ضغط مستمر

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير
عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

أما القيادية بحزب المؤتمر السوداني عبلة كرار، لم تذهب بعيدا عن حديث الحجوب، إذ تقول في حديثها لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن المجتمع الدولي يمارس ضغوطا كبيرة على السلطة الانقلابية لتقوم الأخيرة بتهيئة الأجواء للحوار، كما أن الضغط الثوري الداخلي مستمر وصامد رغم مضي قرابة السبعة أشهر”، مشيرة إلى أن هذه كلها عوامل حتمت على النظام مجبرا القيام بإجراءات إيجابية مثل رفع حالة الطوارئ أو إطلاق سراح المعتقلين، مطالبة بضرورة إيقاف عنفها المفرط والممنهج ضد المتظاهرين السلميين وعليها إيقاف آلة القتل.

خطوة مهمة

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

ووصف القيادي بحركة القوى الجديدة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب رفع حالة الطوارئ بالخطوة المهمة ، وقال لموقع “أفريقيا برس” : فى تقديرى أن هذا متصل بجهود الالية الثلاثية والتى بدأ جليا انها تسير بخطى حثيثة فى الطريق الذى رسمتهة، وأضاف ، كانت احاطة فولكر الاخيرة تشير الى ذلك هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تاتى الخطوة فى اطار تهيئة المناخ للحوار فى سياق معالجة الازمة السياسية الشاملة وهى بلا شك خطوة مهمة وهامة تدفع فى اتجاه الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة.

قرار متأخر

عبده مختار ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية
عبده مختار ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية

فيما يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية، عبده مختار لموقع “أفريقيا برس”؛ إن قرار رفع حالة الطوارئ تأخر كثيرا وإنه كان لا داع لهذه الطوارئ، مشددا على ضرورة أن لا تلتف جهات ما حول القرار وتحول المعتقلين الذين افرجوا عنهم إلى مواد قانونية أخرى، وأضاف، يجب إطلاق سراح كل المعتلقين، بجانب إعلان نتائج لجان التحقيق سيما التي تشكلت في قتل المتظاهرين وأن تعلن في أسرع ما يكون حتى لا تلعب بالقضية وتقتلها. كما شدد مختار على ضرورة إجراء تحقيقات جنائية واضحة ومحددة من الجهات المعنية والقضائية المحايدة. ودعا إلى إعادة النظر في ملف الذين تم تعيينهم في فترة الطوارئ على اعتبار إن هذه فترة شملت إعادة عناصر النظام السابق الذي رفضه الشعب السوداني بثورة كبيرة وشهد عليها كل العالم. واردف؛ البرهان يسبح ضد تيار الشعب، وشعبيته تحت الحضيض ويجب أن يتدارك هذه المواقف وهذه القرارات والتي بحسب مختار شوهت وضع السودان وأعادت الكثير من الأزمات بل وفاقمتها. وقال مختار؛ إن الخطوة التي تلي رفع حالة الطوارئ هي أن الكرة في ملعب القوى المدنية، إذ عليها أن توحد كلمتها وقرارها خلف قيادة واحدة وإرادة سياسية قوية وتختار برنامجا واحدا وتنتقي شخصية قومية كرئيس للوزراء بأن يكون مستقلا ومحايدا وذات كفاءة ومقبولية قومية واسعة من جميع الأطراف، وبعدها يقول مختار يتم تشكيل حكومة من كفاءات مستقلة لتعمل وفق الأولويات والإعداد للإنتخابات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here