أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. يبدو أن هنالك ثمة خلافات غير معلنة بين نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” وعضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي ، وهذا يقرأ من خلال التصريحات المتبادلة بينهم فيما يخص الاتفاق الإطاري. فالفريق حميدتي أعلن في تصريحات متكررة إنه مؤيد للإتفاق الإطاري وإنهم سيمضون فيه إلى نهاياته. في المقابل، قال الكباشي ردا على تصريح حميدتي، إن القوات المسلحة لن تمضي في الاتفاق الإطاري من دون مشاركة قوى “معقولة ومقبولة” لتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، وأضاف “لن تحمي دستورًا ناقصًا صاغه عشرة أشخاص”.. فيما يطرح سؤال هل توجد خلافات بين حميدتي والكباشي ؟ وما سر حرب التصريحات بين جنرالات النظام الواحد؟
مواقفه واضحة
يقول الخبير العسكري العميد ياسر أحمد الخزين لـ “أفريقيا برس” إن الإتفاق الإطاري ولد ميتا قبل خروجه للعلن لعدم إشراك القوى التي لها سند جماهيري حقيقي فيه ، بجانب أن التعتيم الذي صاحب حتى مسودته والتي لا يعلم عنها السواد الأعظم من السودانيين وهو الذي جعل الكباشي يقول ذات الحديث ، منوها إلى إنه كان حديثا صريحا ومواقفه واضحة بداية منذ إشتراط الحلو لعلمانية الدولة كشرط أساسي للحوار، أعقبه موقفه من الإتفاق الإطاري والذي يرى الخزين أن الكباشي يشدد على ضرورة قبوله من الاغلبية من القوى السياسية الفاعلة، مؤكدا إن هذا لا يتوفر الآن بين المؤيدين للإطاري. وتابع ، كذلك الكباشي أوضح موقفه من دمج الدعم السريع في القوات المسلحة وهذا بدوره أدى لإشتعال حرب الإعلام مع قائد الدعم السريع حميدتي والذي حسب الخزين يرى أن الرجل ظل منذ أمد بعيد يعمل ويصرح بغير قناعاته ويجري خلف سراب خداع مما شكل رأيا عاما بأن الرجل صار متناقضا في أقواله وأفعاله بداية من موقفه من مبادرة نداء أهل السودان ورفضه لها ولاحقا تماهى معها وتأييده للإتفاق الإطاري أولا وتصريحاته الأخيرة بأنه لم يكن حاضرا لصياغته وتوقيعه دون مشاركته في بنوده مما أضعف موقفه سيما بعد تصريحه بأنهم وقعوا ورجليهم في رقابهم وأن قوى خارجية فرضته عليهم، وهنا يقول الخزين إن هذا الحديث أفقد حميدتي كثيرا من شعبيته وسنده الجماهيري ، فبتصريحه الأخير وهو يمثل الرجل الثاني في الدولة يقول الخزين نبه الكثيرين بأنهم رهنوا أمر السيادة الوطنية للأجانب وأن الاتفاق الاطاري جلب من الخارج.
لماذا الخلاف؟
أما القيادي بحزب الامة القومي عروة الصادق لديه رؤية مغايرة عن الحديث السابق ، إذ يقول لـ “أفريقيا برس” إن خلاف دقلو والكباشي مرده خلفية الرجلين ومدرستيهما، فحميدتي يقول عنه عروة شخص تلقائي تحركه العفوية واللحظية وقائد لجيش طابعه الأغلب قبلي. أما الكباشي فهو جنرال محترف متفوق أكاديميا ولكنه منغمس سياسيا أكثر منها في العسكرية، لذلك نستطيع أن نرى أن السجال الماثل ليس في أجندة حرب أو سلم أو استراتيجيات أو تكيتكات عسكرية، بل يتخذ طابع المناورة السياسية، والتكتيك واللعب على الحبال وخلط الأوراق. فدقلو بحسب عروة معلوم أنه داعم للعملية السياسية التي تجري في الخرطوم، وكباشي من الجانب الذي مهد الطريق لانطلاق مبارات أخرى لقطع الطريق أمام الإتفاق الإطاري إن لم نقل إعاقته، وهنا يكمن الخلاف. وأردف، من جانبنا لو أردنا الوقيعة بينهما لزدنا الطين البلة والنار ضراما، ولكن العقل يقول بضرورة إحتواء الخلاف بين الجنرالات وبين كافة الفرقاء السودانيين وبخاصة الذين يحملون البارود في أيديهم، لأن جحافل المسلحين التي يقودها الأطراف بحسب عروة قد تندلع بينهما عمليات وعمليات مضادة يجري الإعداد لمسرحها وعتادها، كاشفا عن من يسعى للوقيعة بينهم لتأجيج الحرب المكتومة، وهو أمر شدد عروة على ضرورة نزع فتيلته عاجلا وإيقاف التصعيد والتصعيد المضاد له، كما شدد على أن يكون التعاطي في البلاد وفق حجج ومنطق قوي لا منطق قوة وتسلح وتجييش.
أدوار متبادلة
ثمة من يقول لـ “أفريقيا برس” إن التصريحات المتبادلة وحرب الاعلام المشتعلة ، بين حميدتي وكباشي، ما هي إلا أدوار متبادلة بينهم ومناورة للعسكر، وليس هنالك ثمة خلافات مكتومة بينهم، ولن تحدث بين الدعم السريع والجيش أي صراع أو حرب على الميدان . وتابع محدثي ، كلاهما على تنسيق تام ويعملون في تناغم وإنسجام لإبعاد قوى التغيير “المجلس المركزي” من المشهد السياسي، عن طريق حرق كرتها في مخيلة لجان المقاومة وقد نجحوا في ذلك عندما وقعوا معها إتفاقا إطارئيا، الوصول إلى نهاياته في غياهب الجب ورحم الغيب .
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس