ما مدى إستجابة القوى السياسية لمبادرة الميرغني؟

84
محمد عثمان الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي
محمد عثمان الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي "الأصل"

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. على نحو مفاجئ، أطلق رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” محمد عثمان الميرغني مبادرة، للوفاق الوطني، ودعا، رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، للانخراط في حوار مع كافة مكونات الشعب لتجنيب البلاد الانزلاق في المخاطر، وقال الميرغني في تسجيل فيديو بثه من مقر إقامته بالقاهرة؛ حرصا منه على المساهمة في القضايا الوطنية، قرر العودة إلى الوطن، ولفت الميرغني، إلى أنه طرح مبادرة تم بناؤها على القواسم المشتركة في كل المبادرات المطروحة حالياً، ودعا كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع المدني لدعمها، وطالب الميرغني البرهان وكافة مكونات الشعب للانخراط في حوار سوداني سوداني، يمنح تمييزا ايجابيا للشباب وللمرأة.. فيما يتمدد السؤال حول مدى استجابة القوى السياسية للمبادرة؟ وهل ستخرج البلاد من أزماتها؟

شكل تفصيلي

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير وحركة القوى الجديدة الديمقرطية (حق) مجدي عبدالقيوم في حديثه لموقع “أفريقيا برس”: “حتى الآن لم تطرح المبادرة بشكل تفصيلي حتى نستطيع القول أنها مقبولة أم لا”، وتابع: “الإطار العام الذي ورد في تصريح السيد محمد الحسن الميرغني ربما تختلف حوله القوى وتتباين مواقفها، مثلا إن كانت المبادرة لا تستثني الإسلاميين (وهذا هو معنى التسوية) فهذا موضوع خلاف باعتبار أن هناك من يرفض ذلك من حيث المبدأ وهناك من لا يضع الاسلاميين في سلة واحدة”، وزاد: “ما يعنينا من أي مبادرة هو أن تكون موضوعية تتعاطى مع الواقع والمناخ السياسي الحالي”.

رفض المبادرة

عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير
عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير

كذلك، قلل القيادي في قوى الحرية والتغيير عادل خلف الله من المبادرة التي طرحها رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني لحل الأزمة السياسية في البلاد، وقال إنهم في “قحت” يرفضون أي مبادرة لا تقوم على إسقاط الانقلاب، وأكد عدم تلقيهم في الحزب أي مبادرة من الحزب الاتحادي الأصل، وشدد في تصريح لصحيفة “الجريدة” السودانية على ضرورة حشد الإرادة الشعبية لإسقاط الانقلاب وإنهاء الدور السياسي للقوات المسلحة وتنفيذ الترتيبات الأمنية وبناء جيش وطني حديث ومقدر، ووضع برنامج وطني إسعافي لوقف التدهور الاقتصادي وحل الضائقة المعيشية لتخفيف الضغط على المواطنين وتوفير الظروف الملائمة لقيام انتخابات نزيهة والحرص على نظام ديمقراطي.

مبادرة مهمة

الرشيد أبوشامة، السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية
الرشيد أبوشامة، السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية

ويرى المحلل السياسي والدبلوماسي الرشيد أبوشامة في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ أن مبادرة الميرغني ستجد استجابة واسعة من قبل القوى السياسية على اعتبار أن الرجل له ثقله ووزنه السياسي سيما إنه يتربع على عرش أكبر حزب في تاريخ السودان، كما إنه بحسب أبوشامة يمتلك شعبية واسعة في المجتمع السوداني، فضلا أنه محترم وسط القوى السياسية، مؤكدا أن المبادرات في الوقت الراهن مطلوبة ومهمة سيما في ظل التنافر بين القوى السياسية، متسائلا؛ لكن كيف تحدث المبادرة وتلقى القبول من قبل القوى السياسية؟ والتي في نظر الرشيد أصبحت غير متناغمة، منوها إلى أن المبادرات في السودان أصبحت تجد عرقلة، مستشهدا بكثير من المبادرات التي طرحت في الفترة الماضية والتي كان مصيرها الفشل، وتوقع الرشيد في حال وجدت المبادرة إستجابة من قبل القوى السياسية تسهم في حل الأزمة السياسية وصولا لخروج البلاد إلى بر الأمان.

شخص غير مؤهل

فيما وصف مراقبون مبادرة المرغني بالغريبة على اعتبار أنها جاءت من شخص كان يمثل الرجل الثالث في حكومة البشير، معتبرين أن الميرغني غير مؤهل لطرح هذه المبادرة، وجزم المراقبون بأن المبادرة لن تجد استجابة من قوى الثورة لجهة إنهم “الثوار” كانوا ينهاضون سلوكا قمعيا كان الميرغني جزءً منه، وأردفوا؛ يمكن أن تجد المبادرة من الذين يناصرون الانقلاب بيد أنها لن تجد قبولا من قوى الثورة الحية لجهة أنها طرحت من شخص غير مؤهل وكان مشاركا مع النظام السابق.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here