بقلم : بدرالدين خلف الله
افريقيا برس – السودان. دفع السودان رسمياً بمطالبة بوساطة رباعية دولية تضم كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لحل أزمة سد النهضة الأثيوبي وشدد السودان في طلبه الذي قدمه مجلس الوزراء السوداني على أنه آلية جديدة لتغير نهج التفاوض ولتأسيس نهج يقوم على وجود الشركاء الدوليين الرئيسيين من خلال الآلية الرُباعية للاستفادة من تجربة جولات التفاوض السابقة.
دور الاتحاد الأفريقي
وأشار طلب السودان إلى أن اللجنة الرباعية تهدف لتعزيز دور الاتحاد الافريقي في عملية المفاوضات وهي ليست أبداً بديلاً عنه، وأمن السودان على أن جمهورية الكونغو الديموقراطية بوصفها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي يجب أن تواصل تنسيق وقيادة هذه الرباعية.
ضمانات دولية
و أمضى السودان بالشرح أن الرباعية من شأنها أن تقدم دعماً دولياً واقليمياً كبيراً وتشكل الضمانة المطلوبة لبناء الثقة وتعزيز الخبرات الموجودة في مجال قضايا المياه العابرة للحدود، فضلاً على أن الاتحاد الاوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الامريكية كانت جزءاً من المفاوضات مما يؤكد درايتها التامة حول قضية سد النهضة.
موعد الملء الثاني
يتزامن مقترح السودان مع اقتراب موعد ملء سد النهضة الثاني المتوقع في منتصف يوليو المقبل، ويمثل الملء الثاني مخاوف كبيرة للسودان ومصر اللذين أبديا قلقهما إزاء تعثر المفاوضات وتعنت الجانب الأثيوبي وإصراره على الملء الثاني دون توقيع اتفاق وسبق أن رفضت أثيوبيا الآلية الرباعية وأصرت على قبولها وساطة الاتحاد الأفريقي.
موافقة أمريكية
وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على طلب ودعوة السودان حيث قالت وزارة الخارجية الأميركية إن “الولايات المتحدة تواصل دعم الجهود الحثيثة بين إثيوبيا ومصر والسودان، لحل الخلافات بشأن أزمة سد النهضة”. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تشجع استئناف الحوار بين إثيوبيا ومصر والسودان لحل الخلاف. وقالت إنها تواصل العمل بنهج محكم ومتوازن للحد من التصعيد في المنطقة. فيما وافقت أيضا الأمم المتحدة بتشجيع الأطراف الثلاثة لخوض مفاوضات من شأنها نزع فتيل الأزمة بين السودان ومصر وأثيوبيا.
تلويح بالرفض
وفي إشارة لرفض الجانب الأثيوبي وساطة الخرطوم الرباعية أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دنيا المفتي أن اثيوبيا تجدد قبولها وساطة الاتحاد الأفريقي وأشار إلى أن أثيوبيا أبدت استعدادها لاستئناف المفاوضات في أي وقت وشدد المفتي على ضرورة احترام دور الاتحاد الأفريقي في حل النزاع. ولفت المتحدث الرسمي إلى أن أثيوبيا ليس لديها أي تفاصيل حول النهج الذي تضمنه الطلب السوداني.
كسب الوقت
وبحسب مراقبين ومتابعين فإن الرفض الأثيوبي يأتى مماطلة لكسب المزيد من الوقت للبدء في الملء الثاني للسد مؤكدين أن طلب السودان يأتى فى إطار الضغط المتواصلة و الجهود المكثفة التي تقودها دولتي مصر والسودان لإرغام أثيوبيا لقبول أثيوبيا الوساطة الرباعية وعدم الشروع في الملء الأوحادي لسد النهضة الذي يثير قلق الخرطوم والقاهرة.
صبغة دولية
وصف المحلل السياسي فزاري محمد علي طلب السودان وساطة دولية بأنه خطوة مهمة لتوسيع مظلة الوساطة واعطاء ملف سد النهضة صبغة دولية، وأشار في حديثه لموقع أفريقيا برس أن الخطوة تأتي أيضاً في اطار إطلاع الأسرة الدولية على مايحدث في حال اصرار و تعنت الجانب الأثيوبي. ونبه إلى أن طلب السودان يعطي مزيد من الضمانات لعدم انفراد أثيوبيا بملء السد الثاني دون موافقة السودان ومصر.
آخر خطوة
ونبه إلى أن طلب السودان يدعم الجهود الدولية للضغط على أثيوبيا لاحترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وأعتبر أن طلب السودان وساطة دولية آخر خطوة نحو حل النزاع سلمياً بالتفاوض وتوقع أن تكون الخطوة القادمة اللجوء للتحكيم الدولي عبر محكمة العدل الدولية.
وفي مطلع يوليو 2019 قدم السودان مقترحات بشأن الملء الأولى والتشغيل السنوي لسد النهضة، وذلك في ختام الاجتماع الثلاثي لوزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا بالقاهرة وهو مارفضه الجانب الأثيوبي. ويطالب السودان ومصر باتفاق ملزم قبل الملء الثاني لسد النهضة مع تمسكهما بوساطة رباعية دولية. وفشلت العديد من المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل إلى اتفاق بشأن ملء السد وتشغيله.
