مسار الشرق… الإلغاء والتداعيات

69
مسار الشرق... الإلغاء والتداعيات
هل سيتم إلغاء مسار الشرق؟ وما هي تداعيات الإلغاء

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. مرة أخرى تجددت الخلافات حول إلغاء مسار الشرق المضمن في إتفاق سلام جوبا، وفيما حذر الموقعون على المسار من تداعيات لا يحمد عقباها في حال إلغاءه، تمسك رافضو المسار بضرورة الإلغاء، مهددين بإغلاق الشرق مرة أخرى حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم، وبين هذا وذاك، يبرز سؤال عريض، وسط المراقبين، فحواه، هل سيتم إلغاء مسار الشرق؟

ما هو مسار الشرق المتنازع عليه؟

مسار شرق السودان، من المسارات الخمسة التي تم الاتفاق عليها بين الحكومة والجبهة الثورية في إتفاق سلام جوبا، حيث مثل المسار خالد شاويش رئيس الجبهة الشعبية المتحدة بالشرق، ورئيس حزب مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، ولاقت خطوة التوقيع على المسار رفضا واسعا من بعض مكونات شرق السودان أبرزها نظارات البجا التي يقودها زعيم الهدندوة محمد الامين ترك، وترى هذه المكونات، أن المسار لا يلبي طموحات أهل الشرق سيما في التنمية وقسمت السلطة والثروة، كما ترى ذات المكونات أن من وقع على المسار لا يمثلون كل شرق السودان وأن هنالك من له انتماء خارج الشرق.

رفض الإلغاء

ورفض موقِّعو مسار الشرق، المضمَّن في اتفاق السلام بشدة الدعوات التي يتبناها المجلس الأعلى لنظارات البجا بإلغاء المسار، وحذّروا من أن الصراع الموجه في شرق السودان حيث أكدوا إنه قد يؤدي إلى حرب أهلية. وقال مشرف مسار الشرق خالد شاويش، ورئيس وفد التفاوض أسامة سعيد، في بيان مشترك، إن المسار غير قابل للتنازل أو المساومة وسيدافعون عنه بكل الوسائل. وأشار البيان إلى أن الصراع في شرق السودان يتم توجيهه الآن ليكون صراعاً حول المواطنة بخطاب شعبوي بغيض، يقسم شعب الشرق إلى مواطنين من الدرجة الأولى، وأجانب ولاجئين، وأضافوا “وهذه مقدمات الحرب الأهلية”

مزايدة سياسية

مبارك النور ، رئيس تجمع الشرق ،وعضو التنسيقية العليا لكيانات الشرق
مبارك النور ، رئيس تجمع الشرق ،وعضو التنسيقية العليا لكيانات الشرق

لكن القيادي بالتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، مبارك النور، فند الحديث السابق، إذ يرى أن مشكلة الشرق ليست قبلية، مؤكدا أنها سياسية في المقام الاول، واعتبر تحذيرات موقعي المسار بالمزايدة وإنهم يريدون أن يدعموا اتفاقهم، والذي قال إنه لم يمثل كل أهل الشرق ولم يحقق تطلعاتم سيما في ولاية القضارف والتي يرى أنها لم يكن لها ممثل في منبر جوبا ولم تناقش قضاياها، وأكد النور لـ”أفريقيا برس”؛ أن هدفهم من الإلغاء هو التوافق بين كل مكونات الشرق بما فيهم من وقعوا على المسار، واعرب النور عن أمله في أن تستجيب الحكومة لمطلبهم وان يكون هنالك منبر جامع لكل أهل الشرق يناقشوا به كل قضاياهم، وقال النور: “إن لهم ملاحظات على مسار الشرق أبرزها؛ لم يكن جامع وأن موقعي المسار لايمثلون كل الاقليم”.

ضمانات الإلغاء

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

فيما توقع المحلل السياسي، الفاتح محجوب إلغاء مسار الشرق، مشددا خلال حوار مع “أفريقيا برس”؛ على ضرورة أن يكون الإلغاء ضمن تفاهم مع جبهة الشرق وبقية مكونات الجبهة الثورية، بجانب أن يتم تقديم ضمانات لكل أطراف شرق السودان، فحواها: “بأن البديل سيكون عادلا لهم جميعا” ويضيف: “التفاوض حول طبيعة البديل للمسار لم ينضج بعد وهذا سبب طلب الفريق أول حميدتي مهلة إضافية من مجلس نظارات البجا قبل الإعلان عن إلغاء مسار الشرق”. ويؤكد الفاتح، ان الإلغاء سيتم غالبا بعد الوصول الى تفاهمات مع جبهة الشرق وبقية مكونات الجبهة الثورية، وبشأن تهديدات جبهة الشرق اعتبرها، محجوب، نوعا من الضغوط لإرغام الحكومة الانتقالية على تقديم تنازلات لها مقابل الموافقة على إلغاء مسار الشرق، مستدركا: “لكن من المؤكد أن الحكومة الانتقالية لن تغامر قط بعدم إلغاء مسار الشرق لأن قضية البجا واضحة ولا احد يرغب في تحويلهم إلى متمردين”.

حديث أجوف

سيد علي أبو أمنه  – الامين السياسي للمجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة

كذلك أعتبر الامين السياسي للمجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة  سيد أبو أمنه  أن التحذيرات بشأن الغاء المسار؛ حديث اجوف، مؤكدا في تصريحات لصحفية (الوطن) السودانية، أن قيادات المسار لا تستطيع ان تحرك سكان شرق السودان، مستدركا ، “والا ما كان الواقع خلال السنوات الماضية في شرق السودان في قبضة او موالي للمجلس الأعلى لنظارات البجا”، واردف، “مثل هذه العبارات يخوفون بها الخرطوم والتي في الغالب قياداتها حديثة ولا تدري عن الواقع في الإقليم ومن يطلقون عليهم قيادات المسار هي ليست قيادات لشرق السودان وغير موجودة في شرق السودان وربما البعض حديث الوجود في السودان بشكل كبير وبالتالي حكاية حرب أهلية غير واردة وليست منطقية لأنهم لا يستطيعون تحريك شعرة في شرق السودان ناهيك عن القيام بحرب أهلية” ، وتابع: “نحن نرفض هذا المسار حتى لو أدى لحرب كونية وليس حربا أهلية فقط، لأن هذا المسار ينتهك سيادتنا كبجا وسيادة الدولة السودانية ويخترق الامن القومي ويحاول اجراء تغير ديمغرافي للإقليم وانتزاع سلطة اهل الإقليم ومنحها لكيانات هي في الأساس أحزاب معارضة لدولة أخرى ولا علاقة او ارتباط لها بقضية اهل الأرض، ولذلك هذا التهديد قد يخيف الخرطوم لكن بالنسبة لنا هو لا يساوي الحبر الذي كتب به”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here