مشاورات واسعة لفولكر مع القوى السياسية بشأن الأزمة السودانية

202
مشاورات واسعة لفولكر مع القوى السياسية بشأن الأزمة السودانية
لقاء جمع رئيس بعثة "يونيتامس" فولكر بيرتس بحزب المؤتمر الشعبي

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تباينت الرؤى واختلفت التحليلات بشأن مشاورات “يونيتامس” مع القوى السياسية لحل الازمة السياسية المتصاعدة ، وفيما يرى البعض ، أن فرص نجاحها سيكون كبيرا لجهة أنها وجدت ترحيبا من بعض الأحزاب السياسية، اعتبر البعض الآخر، أن المشاورات لن تفضي لحل الازمة السياسية، معللين بأن البعثة تنحاز لطرف الحكومة التي يقودها الجيش، كما شدد آخرون عل ضرورة أن يكون الحوار حوارا سودانيا بصورة صرفة وأن لا تتحول عملية التسهيل التي يقودها فولكر بيرتس إلى تدخل دولي في الشؤون السياسية.

جولة جديدة

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في السودان “يونيتامس” استعداها لجولة جديدة من المشاورات الأولية للعملية السياسية مع الأطراف السودانية، وأفاد بيان صادر عن البعثة الأممية، أن رئيس البعثة فولكر بيرتس، يستعد إلى جانب فريق “يونيتامس” لجولة جديدة من المشاورات مع مزيد من ممثلي الطيف السياسي السوداني، وأكد البيان استمرار هذه المشاورات في توفير مساحة لأصحاب المصلحة السودانيين لعرض رؤاهم، ومقترحاتهم حول سبل المضي قدما في عملية الانتقال الديمقراطي، ونقل البيان عن بيرتس قوله: “لا نريد توقع نتائج، ستوجه هذه المشاورات الأولية خطواتنا التالية”، و أوضح أن الأسبوع الثالث من المشاورات شهد توسعا في مشاركات مجموعات سودانية مختلفة، من بينها مجموعات نسوية سياسية ومدنية وحزب البعث العربي الاشتراكي والتجمع الاتحادي (من كتل قوى إعلان الحرية والتغيير)، ولجنة المعلمين السودانيين (أبرز مكونات تجمع المهنيين السودانيين).

لقاءات “يونيتامس”

الشاهد إنه ومنذ بداية الشهر الحالي تجري “يونيتامس” مشاورات “أولية” لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية، بهدف التوصل إلى حل للأزمة التي تفاقمت عقب قرارات اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر، والتقى فولكر مع جهات يرى أنها ذات تأثير في العملية السياسية مثل النقابات ولجان المقاومة وأحزاب و شخصيات وتجمعات حزبية، بجانب مجلس السيادة والمكون العسكري.

مجهودات فولكر

عبلة كرار ، قيادية في حزب المؤتمر السوداني وقوى الحرية والتغيير

وفي ردها على سؤال لـ”أفريقيا برس” حول كيف ترين الجولة الجديدة لمشاورات فولكر للحوار مع القوى السياسية بشأن حل الازمة السياسية؟ تقول القيادية بقوى الحرية والتغيير عبلة كرار: ” نحن أبدينا ترحيبنا بمبادرة فولكر وقدمنا مبادرتنا ورؤيتنا للحل مبكرا ” مشددة على ضرورة أن تكون مبادرة فولكر ضامنة لتفكيك قوى الانقلاب وتسليم السلطة للمدنيين حتي تحظى بالمقبولية للشارع الثائر والقوى الوطنية المدنية المناهضة للانقلاب، وفي ردها على سؤال، هل ستحدث الحوارات اختراقا للأزمة السياسية؟ تقول كرار: “لا استطيع الجزم بالنفي أو الاثبات كون النتائج دائما ماترتبط ببنية الأطراف للوصول للحلول وللأسف لا أعتقد أن العسكر يرغب بتسليم السلطة عبر عملية سياسية” مستدركة، ولكن مجهودات الأمم المتحدة تعد احد وسائل مقاومة الانقلاب عبر البعد الخارجي الدولي، وتابعت، “نأمل أن يحدث الاختراق وتحل أزمة الوطن المختطف لينعم السودان بالأمن والاستقرار”. والرفاهية.

عملية معقدة

مجدي عبد القيوم القيادي فی حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)

القيادي بقوى الحرية والتغيير مجدي عبدالقيوم كنب، شدد على ضرورة أن تتواصل جهود البعثة الاممية في السودان مع كل الفاعلين السياسيين سواء القوى السياسية أو لجان المقاومة او غيرها، موضحا لموقع “أفريقيا برس “؛ أن استمرار الحوار الذي ابتدرته البعثة الاممية لتلمس أراء وموافف كل القوى السياسية ، والذي يرى كنب إنه سيمكن البعثة من الدفع بالامور فى اتجاه الحل، وفي رده على سؤال ، هل ستحدث مشاورات البعثة مع الاحزاب إختراقا في الأزمة السياسية؟ وهل يكتمل الحوار مع القوى السياسية سيما مع الممانعين؟ يجيب كنب قائلا: الاختراق اصلا تم إذا تحدثت عن الموقف الصفري أو العدمى السابق لدعوة البعثة الاممية على اعتبار أن هنالك أحزاب رفضت الحوار، وتابع، أما حل الازمة فهذه بالتاكيد عملية معقدة لحد كبير ، مستدركا، لكنها فى النهاية لا سبيل لحلها الا بالحوار والمضى فيه حتى نهاية الشوط.

وفي رده على سؤال ، هل ستجيب القوى السياسية الممانعة للحوار؟ يجيب كنب قائلا : لا اعرف أن هناك قوى رفضت الحوار فإذا كنت تتحدث عن التحالفات القائمة الان فكلها رحبت بالحوار ووافق عليه وانخرطت فيه وكذلك القوى خارج هذه التحالفات مع الاشارة إلى أن بعضها وضع شروطا لقبول الحوار متصلة بتهيئة المناخ وهذا مفهوم ومطلوب وشرط وجوبى لنجاح اى حوار .

لماذا الحوار؟

الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية
الفاتح محجوب، أستاذ العلاقات الدولية

في الصدد ، يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب في إفادته لموقع “أفريقيا برس ” إن الغرض من مشاورات فولكر مع القوى السياسية الاستماع لوجهات النظر المختلفة لكي يتم استخلاص نقاط تصلح للبناء عليها لجمع هذه القوي السياسيه المختلفة في مائدة مستديرة أو حوار غير مباشر أن تعذر ذلك وفق ما يتم استنتاجه من تلك المشاورات التي بطبيعتها مخصصة لسماع آراء تلك القوى السياسيه والنقابية والرسمية، إضافة لكافة الذين يرى فولكر أو يرون هم أنهم مؤثرين باستثناء حزب المؤتمر الوطني ، وتابع ، إذن الوقت لا زال مبكرا للحكم على نجاح مبادرة فولكر أو فشلها لانها وفقا لما قاله هو لم تتبلور إلى الان في نقاط تصلح للتفاوض حولها ، بمعنى أخر أنها لم تتخطى مرحلة الاستكشاف لآراء القوي السياسيه السودانية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here