مليونية 13 نوفمبر .. هل ترجح كفة المدنيين؟

35

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تمضي الأحداث في السودان بوتيرة متسارعة، وفيما دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى سلسلة جديدة من التظاهرات المناهضة لاستيلاء الجيش على السلطة في البلاد، بدأت لجان المقاومة في السودان تنظم صفوفها استعدادا لمليونية 13 نوفمبر الجاري، والتي رفعت شعار “لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية مع المكون العسكري”،  وبين دعوة تجمع المهنيين، وجاهزية لجان المقاومة، يبرز سؤال عريض لدى المراقبين، فحواه: هل سترجح مليونية 13 نوفمبر كفة المدنيين؟

 

جدول التصعيد

ونشر تجمع المهنيين السودانيين – قائد الاحتجاجات في السودان –  في صفحته الرسمية على «فيسبوك» جدول «التصعيد الثوري»، وأوضح أن الجدول التصعيدي يبدأ الثلاثاء بمشاركة الأجسام المهنية والنقابية والعمالية في فعاليات المواكب المعلنة بواسطة لجان المقاومة، والأربعاء، وقفات احتجاجية وتتريس “إغلاق” الشوارع ومواكب توعوية ودعائية داخل الأحياء لمليونية 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، ووفق الجدول؛ فإنه في يوم الخميس ستتم الدعاية لمليونية 13 نوفمبر، والسبت، انطلاق مليونية «إسقاط المجلس العسكري الانقلابي».

انتصار ومواجهات

تباينت الرؤى وأختلفت التحليلات بشأن مليونية 13 نوفمبر، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض، أن المليونية سترجح كفة التحول الديمقراطي والمدني، قلل البعض الآخر من الموكب، مرحجين أن يكون مثله مثل المواكب التي خرجت في الشهر الماضي، وبين هذا وذاك، توقع القيادي بقوى الحرية والتغيير عادل خلف الله؛ أن “تحدث مواجهات بين الثوار والاجهزة النظامية في موكب 13 نوفمبر”، مرحجا أن تنتصر الآلة السلمية على آلة القمع، وقال خلف الله: “إن الإرادة الشعبية أطاحت وستطيح بأي توجه لإعادة فرض التسلط على الشعب السوداني”.

عادل خلف الله : دعوة المنشقين للخروج في 21 اكتوبر استفزاز للشعب
عادل خلف الله : دعوة المنشقين للخروج في 21 اكتوبر استفزاز للشعب

واضاف خلف الله لـ”افريقيا برس”: “إن المقاومة السلمية المتمثلة في العصيان المدني والاضراب كانت الوسائل المجربة في مقاومة الإنقلابات في السودان”،  ضاربا مثالا بذلك، بالمقاومة السلمية التي أسقطت نظام عبود ونيمري والبشير، منوها إلى أن هنالك ثمة ميزة تتميز بها الإرادة الجبارة الحالية حيث -بحسب خلف الله – فإن الانقلاب الذي قام به البرهان مكشوف ومدبره مكشوف وأهدافه كذلك مكشوفة، مشيرا إلى إنها جميعها تتناقض مع ثورة ديسمبر الجسورة وخلاصة الدولة المدنية والانتقال الديمقراطي وركائزه التي تم التوافق عليها والتي في مقدمتها تفكيك بنية النظام السابق والفساد، وأضاف؛ كذلك الميزة التي تتميز بها المقاومة الحالية أن الانقلاب أعلن في وقت كانت فيه الإرادة الشعبية حاضرة، مشيرا إلى وجود مواجهة بين المشروع الوطني الذي تقوده التنظيمات المدنية والقوى الحية في المجتمع المدني، في مقابل قوى الإعاقة والتمكين والانتهازيين والتي قال إنها تتسلط على الشعب السوداني والجيش باسم الجيش.

غاية الثورة

كمال كرار ، قيادي بالحزب الشيوعي السوداني

يرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، إن انقلاب البرهان لن يستمر على اعتبار أنه جاء في ظل نهوض شعبي، متوقعا في حديثه لموقع “افريقيا برس”؛ أن “يلقن الشعب في 13 نوفمبر الانقلابيين درسا لا ينسوه”، وأعلن مشاركة حزبه في الموكب، وأعتبر ما قام به البرهان انقلابا كامل الاركان وأنه ليس تصحيحا مسار الثورة، وأردف: ” تصحيح مسار الثورة يأتي من الشارع السوداني وليس من يملك القوى العسكرية والاقتصادية”، وأكد دعمه للمليونية ومناهضة الاجراءات التي أتخذها البرهان، وبحسب كرار فإن مليونية 13 نوفمبر ستكون لها مع بعدها باعتبارها ستضع حداً للعسكر والذي قال إنهم يقرأون من ذات كتب الجنرالات، وأكد أن الثورة ستستمر تمضي في تحقيق غايتها.

مطالب الثورة

الواثق البرير: لا توجد حاضنة سياسية وليس لدينا زمن لمهاترة”قحت”
الواثق البرير: لا توجد حاضنة سياسية وليس لدينا زمن لمهاترة”قحت”

كذلك، يقول الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير؛ إن الشعب السوداني له مطالب واضحة متمثلة في التحول المدني والديمقراطي والتي قالها في 21 أكتوبر و30 أكتوبر وسيقولها في 13 نوفبمر، مؤكداً في حديثه “للجريدة”؛ إنهم كقوى سياسية يملكون نفس المطالب، وأشار البرير إلى أن الشعب السوداني أدهش العالم بثورته والتي كانت تتميز بالسلمية، كما إنه وبحسب البرير فإن الشارع السوداني أصبح يتحرك من غير اي جهة للمحافظة على مكتسبات ثورته التي مهرها بدماء الشهداء، واعرب البرير عن أمله في أن يستجيب المكون العسكري لمطالب الشارع وأن يستخدم صوت العقل والحكمة حتى لا تعود البلاد إلى الخراب والدمار والتي كانت عليه في العهد السابق. وابدى البرير الاستعداد لمقاومة اي انقلاب بالسلمية وذلك وفقا للدستور، واردف: “مهما طالت الأزمان فإن التحول الديمقراطي سيكون مكتوبا للشعب السودان وإنه سيتنفس الحرية والعدالة”.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here