أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. من المقرر أن تشهد الخرطوم اليوم تظاهرات ضخمة أطلق عليها الثوار “زلزال 6 أبريل”، وتأتي التظاهرات استلهاما وتخليدا لعدد من الانتفاضات في السودان سيما أنها أسقطت أنظمة شمولية، ويأمل الثوار في هذا اليوم أن ينحاز الجيش للشعب السوداني أسوة بانتفاضة 6 أبريل من 1985 التي أسقطت نظام نميري، و6 أبريل من العام 2019 التي أطاحت بالبشير.. فهل يتكرر السيناريو وينحاز الجيش للشعب؟
زلزال بشري
في نظر القيادية، بقوى الحرية والتغيير، عبلة كرار، فإن مظاهرات 6 أبريل ستكون زلزالا بشريا، متوقعة أن يعيد التاريخ نفسه، فثورة ديسمبر المجيدة تراها عبلة بأنها ثورة مجتمعية تجذرت في وجدان السودانيين، وأضافت “كذلك اليوم سيكون موجة ثانية تزيل أذيال الطغاة والجبابرة”، وقطعت كرار بأنه لا يمكن التكهن بالسناريوهات التي ستحدث بعد 6 أبريل، فإما أن يكرر التاريخ نفسه ويسقط الانقلاب، أو سيكون يوما مهما من أيام الثورة له ما بعده ونقطة فارقة ينهار بعدها الانقلاب عاجلا ام آجلا، وتابعت كرار؛ “أستطيع القول اننا مستعدون لكل السيناريوهات ولدينا عزيمة وإرادة تكفي لإحداث التغيير المنشود”، وأكدت عبلة في سياق حديثها لموقع “أفريقيا برس”؛ إنهم “الحرية والتغيير” يدعمون الحراك، معلنة خروجها مع الجماهير والتي ترى انها تعبر عن رفضها لنظام الانقلاب، وأضافت؛ كذلك سنكون مع المدافعين عن مسار التحول المدني الديمقراطي مع أبناء الشعب السوداني.
يوم عظيم
ولم يختلف القيادي بحزب المؤتمر السوداني فؤاد عثمان كثيرا عن حديث عبلة، إذ يقول في إفادته لموقع “أفريقيا برس”: “سنكون في طليعة المشاركات والمشاركين في هذا اليوم الثوري العظيم”، وتابع؛ “ندعو كل قوى شعبنا الثورية المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي بالاحتشاد في هذا اليوم، وذلك لنجعل منه علامة فارقة في تاريخنا النضالي”، و6 أبريل بالنسبة لفؤاد هو يوم له صداه الخاص في ذاكرة السودانيين، مؤكدا أن اليوم سيثبت للسودانيين عظمة ورمزية ذكرى 6 أبريل وأن السلطة الانقلابية سترى بأن عينيها هزيمة مشروعها الانقلابي وسط السودانيات والسودانيين، وبحسب عثمان فإن كلمة سر الانتصار اليوم هي وحدة قوى الثورة، مؤكدا أنها العامل الحاسم لهزيمة الانقلاب، ونبه إلى إنهم في حزب المؤتمر السوداني يعملون بجانب القوى الثورية الحية لإنجاز وحدة الثورة مصحوبة بالحراك الجماهيري والمتوقع بحسب عثمان ضخامته اليوم.
فرضية السقوط
يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ إن سقوط الحكومة بتظاهرات وبدون انشقاق في القوات المسلحة شبه مستحيل، واضاف؛ الانظار اليوم لن تتجه للمظاهرات بل ستتجه للقوات النظامية ومدى تماسكها لأن اي تغيير تم في نظام عسكري لم يتم في داخل التظاهرات بل في داخل القوات النظامية نفسها، منبها إلى إنه وفي حال حدثت انشقاقات سينهار النظام وان تماسكت القوات النظامية فهذا يعني بحسب الفاتح استمراية نظام البرهان وحتمية قبول “قحت” والشيوعي بحكومة توافق وطني سياسي جديدة بالتعاون مع المكون العسكري.
يوم تاريخي
بالنسبة للقيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، فإن 6 أبريل يوم مميز في تاريخ الثورة السودانية على اعتبار إنه أسقط نميري وكان بداية لسقوط البشير، وتوقع كرار أن يكون اليوم يوما تاريخيا ويكون فيه حشد كبير، مستدركا، ولكن ليس بالضرورة أن يكون يوما فاصلا لإسقاط الانقلاب، منوها إلى إنه سيعطي دفعة قوية للثورة والذي يرى إنها لم تتوقف منذ عام 2018، وأضاف “بعد انقلاب البرهان أشعلت الثورة جذوتها وأصبحت كل يوم تمر بمرحلة قوية كما كانت تشكل خنجرا مسموما في خاصرة الانقلابين”، متوقعا أن يكون اليوم فيه تكتيك من قبل الثوار وصولا إلى الاعتصام ومن ثم انحياز شرفاء القوات المسلحة للشعب وذلك تميهيدا للإطاحة بالعسكر والذين بحسب كرار يمثلون اللجنة الأمنية للمخلوع البشير.
مليونية عادية
فيما قلل مراقبون من مليوينة 6 أبريل، إذ اعتبروها بأنها ستكون مواكب عادية وأنها لن تختلف كثيرا عن غيرها من المواكب الأخرى، وقال مراقبون “إن المتظاهرين سيخرجون اليوم ويهتفون ويتم إطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم ومن ثم ينفضون إلى منازلهم” وبرروا ذلك بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة في التصدي لموكب اليوم.
هذا وقد أغلقت الحكومة عددا من الجسور تحسبا لمليونية اليوم 6 أبريل، فضلا عن إعلانها لعطلة رسمية للمؤسسات الحكومية، بجانب الانتشار الأمني الكثيف للقوات النظامية في العاصمة الخرطوم.
وجزم مراقبون بأن الجيش لن ينحاز للشارع، على اعتبار أن كل قياداته تحت قلب رجل واحد وأنها تأتمر بأمر قائد الجيش الفريق البرهان، معتبرين أماني الثوار بانحياز الجيش لهم بالاشواق الصعبة المنال والتحقيق.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس
