من أجل الإطاحة بالعسكر..هل تتوحد قوى الثورة؟

111
من أجل الإطاحة بالعسكر..هل تتوحد قوى الثورة؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثار الميثاق السياسي الذي أعلنته لجان المقاومة خلال الأيام الماضية إستفهامات واسعة في الساحة السياسية في السودان، أبرزها؛ هل يمثل طوق نجاة للأزمة السياسية؟ وهل يوحد الميثاق قوى الثورة المتنافرة؟

فكرة التوحيد

وطرحت لجان مقاومة الخرطوم ميثاقا سياسيا أطلقت عليه “ميثاق تأسيس سلطة الشعب”، وذلك لتوحيد القوى الثورية، وإقامة دولة مدنية وديمقراطية، تحفظ حقوق المواطنين، وترفض شرعنة السلطة العسكرية، وإعادة هيكلة وإصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية، ويقول أعضاء لجان المقاومة؛ إن الميثاق يهدف لوضع حد «للانقلابات العسكرية» ودورها في تشكيل ملامح المشهد السياسي في السودان، وأضافوا: «الانقلابات العسكرية حالت دون تأسيس دولة وطنية ديمقراطية»، وقطع الميثاق برفض الشراكة مع ما أطلق عليها «القوى المضادة للثورة»، وإبعادها عن الحياة السياسية، ورفض شرعنة الشموليات، وعدم المساومة على حق الشعب في الحياة، وتحقيقها عبر الضغط الشعبي المدني، بانتهاج العمل السلمي المجرب والمبتكر، باستنهاض الحركة الجماهيرية كما نص الميثاق على ضرورة إسقاط انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ومحاسبة الضالعين فيه من القوى المدنية والعسكرية، وإلغاء الوثيقة الدستورية، ومراجعة الاتفاقات والمراسيم المبرمة منذ 11 أبريل 2019، ورفض أي دعوات للتفاوض المباشر وغير المباشر معهم».

انقسامات حادة

هذا، وتشهد القوى الثورية المناهضة للإنقلاب إنقسامات حادة فيما بينها، وحتى الآن لم تتوحد في ميثاق موحد لمقاومة الانقلاب والإطاحة به، فهنالك عدة جهات سياسية تعمل منفردة، ولجان المقاومة مثال بارز، وإعلان الحرية والتغيير والذي ينقسم إلى قوى التغيير “الميثاق الوطني” والمجلس المركزي لقوى التغيير، وقوى الحرية والتغيير “القوى الوطنية”، كذلك بعض الحركات المسلحة التي تناهض الانقلاب والتي لم توقع حتى الآن على اتفاقية السلام كحركة عبدالعزيز الحلو “الحركة الشعبية ” وحركة عبدالواحد محمد نور “حركة وجيش تحرير السودان”، علاوة على تجمع المهنيين -قائد الاحتجاجات- والذي انقسم إلى شقين.

جوهر التوحيد

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

يقول عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، أحمد حضرة لموقع “أفريقيا برس”؛ إن تلاحم الآباء والأمهات مع أبنائهم الثوار في موكب 26 فبراير يعد جوهر التوحيد الحقيقي لقوة الثورة، فهذا هو الشعب السوداني بتنوعه لم يستثني أحدا عندما يلبي مثل هذا النداء، فهو متوحد الآن ضد القضية الكبري وهي إزالة الانقلاب العسكري، مشيرا الى أن عمل الآباء مع أبنائهم الثوار في المواكب يعكس تناغما كبيرا بينهم لاستعادة شعارات الثورة، واستعادة البلاد من العسكر والذين – بحسب حضرة -يقودونها للهاوية، وأردف؛ “الانقلاب ساقط لا محالة وذلك بمواصلة تضامن الشارع الذي رأيناه أمس وسنراه في أشكال المقاومة الكبيرة القادمة”.

صعوبة التوحيد

الفاتح محجوب - محلل سياسي
الفاتح محجوب – محلل سياسي

لكن المحلل السياسي الفاتح محجوب يذهب بعيدا عن الحديث السابق، إذ يرى أن أمر توحيد قوى الثورة في هذا التوقيت صعب للغاية، على اعتبار أن تجمع مهنيين ولجان المقاومة والحركات المسلحة تختلف في برامجها، كما قال الفاتح: “كذلك داخل قوى الحرية والتغيير نفسها هنالك اختلاف، فمثلا الحزب الشيوعي انسحب مبكرا منها وانقسمت هي لاحقا إلى قوى الحرية والتغيير -ميثاق قاعة الصداقة- وقوى الحرية والتغيير -المجلس المركزي- ولاحقا انقسمت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مرة أخرى بخروج تجمع المنظمات المدنية ومع وجود حزب الأمة القومي الذي ينسق مع هذا وذاك وعينه علي الاخر ، يرى الفاتح إنه يصعب الحديث حاليا عن توحد قوي الثورة “، مشددا في حديثه لموقع “أفريقيا برس” على ضرورة التوافق السياسي بحيث يكون هنالك مشروع سياسي مرن ينفتح على كل القوى السياسيه عدا المؤتمر الوطني لأنه بدون التوافق علي برنامج سياسي يقول الفاتح: “ستظل الأزمة السياسية الراهنة من دون حل لأن غياب البرنامج التوافقي يفقد قوى الثورة تعاطف القوات النظامية وبالتالي لن يتم التوصل إلى حل فى القريب العاجل”.

مؤشرات الوحدة

المعز حضرة، محامي سوداني، وقيادي في قوى الحرية والتغيير
المعز حضرة، خبير قانوني وقيادي بقوى الحرية والتغيير

يتوقع القيادي بقوى الحرية والتغيير المعز حضرة؛ توحد قوى الثورة، إذ يقول في إفادته لموقع “أفريقيا برس”: “جميع المؤشرات تدل على انهم سيتحدون على الأقل على الحد النسبي في المشترك العام وهو إسقاط الانقلاب”، مستدلا بالتظاهرات التي تخرج بين الفنية والأخرى بين كافة أطياف القوى السياسية، فضلا على ما اسماه “التاريخ السياسي السوداني”، والذي يرى إنه اسقط عددا من الدكتاتوريات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here