أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. تباينت الرؤى واختلفت التحليلات بشأن “ميثاق سلطة الشعب”- الذي وقعت عليه لجان المقاومة- ففي الوقت الذي يرى فيه البعض، أن الميثاق خطوة في طريق حشد قوى الثورة وتوحيدها، رأى البعض الآخر، أن التوقيع على الميثاق دعوة صريحة للفوضى على اعتبار أن الشباب الذين وقعوا عليه لايملكون رصيدا سياسيا، كما أن الميثاق لا يقبل الطرف الآخر، مؤكدين إنه لا يؤسس لتجربة سرة بل يمهد إلى طريق مسدود وعدم حدوث توافق وطني بين القوى السياسية.
نص الميثاق
ووقّعت مجموعة من لجان المقاومة على «ميثاق سلطة الشعب»، الذي ينص على وضع حدٍ للانقلابات العسكرية في السودان، ورفض الشراكة مع «القوى المضادة للثورة»، ويؤكد على إبعاد «المؤسسة العسكرية» من الحياة السياسية، وقال ممثلون عن لجان المقاومة في مؤتمر صحافي، إن الميثاق مطروح للتوقيع عليه من قِبل لجان المقاومة في الخرطوم والولايات، والتنظيمات المهنية والنقابية والنسوية، وتنظيمات معسكرات النازحين، والاتحادات العمالية والطلابية، والتنظيمات السياسية الرافضة عسكرة الحياة السياسية، والساعية لـ«إسقاط الانقلاب»، على أن تتولى اللجان ضبط التعديلات المقترحة على الميثاق.
مجهود عظيم

وترى القيادية بحزب المؤتمر السوداني، عبلة كرار أن ميثاق سلطة الشعب مجهود عظيم تم إعداده بواسطة لجان المقاومة، معتبرة بأنه وثيقة غير جامدة وقابلة للتطوير والنقاش، وأضافت لموقع “أفريقيا برس”؛ “بالتأكيد لن يتفق الجميع حول ما ورد في بنوده ولكنه بمثابة حجر في بركة راكدة يفتح في المستقبل آفاق للنقاش والتداول”، وبشأن موقفهم منه “حزب المؤتمر السوداني”، قالت عبلة “سوف نقوم بدراسة ماجاء في الميثاق وسنضع ملاحظاتنا حوله وستكون مبذولة للرأي العام”.
عقد اجتماعي جديد

أما القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن الميثاق خطوة كبيرة في سبيل توحيد قوى الثورة الشبابية وتبين جليا أنه من صنع هؤلاء الشباب الذين تمتعوا باستقلالية تامة وتمنعوا عن كافة الاملاءات ومحاولات الاختراق”، وأضاف “الميثاق أشبه بعقد اجتماعي جديد كونه ميثاق سياسي لتحالف كيانات مقاومة”، وقال عروة “إن ما يثير التحفظات فيه، هو الاشتراط على القوى السياسية السودانية اشتراطات؛ حشرت حشرا في السياق وهو أمر يحتاج إلى نقاش”، وبشأن موقفهم منه “حزب الأمة” قال عروة “كل من الحرية والتغيير وحزب الأمة القومي يقومان بإخضاع الميثاق للدراسة وستصدر بيانات رسمية بخصوصه”، مستدركا، “ولكن هو نواة لوحدة لجان المقاومة وسد لباب الذرائع بتخليق لتنسيقيات إنقلابية”، واردف، “سندعم ونساند جهود هؤلاء الشباب بكل الإمكانات المتاحة، فالجهد الذي بذل في الوصول لهذا الميثاق استمر لشهور ولقاءات مع كافة التكوينات القاعدية وصولا لتنسيقيات الخرطوم المختلفة، وهذا الجهد يشير إلى أن الثقة التي تربط هؤلاء الشباب كبيرة جدا والواجب الحفاظ عليها وتعزيزها والتصدي لكافة محاولات اتخاذ الميثاق ذريعة للتقسيم والاختراق وبث الفرقة”.
خطوة كبيرة

كذلك، يرى القيادي بقوى الحرية والتغيير عمر الدقير، إنّ التوقيع على ميثاق سلطة الشعب يعد خطوة كبيرة للأمام في طريق حشد طاقات قوى الثورة وتوحيدها، ودعا رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر يوسف الدقير، إلى التفاعل الإيجابي بعقولٍ مفتوحةٍ ونفوسٍ متجرّدة من أيّة أجندة خاصة، من أجلّ الخروج برؤية مشتركة يتمّ إنتاجها من كلّ المساهمات التي طرحتها قوى الثورة بصورةٍ منفردةٍ أو مشتركة، قال الدقير في مقال له إنّ “ميثاق سلطة الشعب الذي وقّعت عليه لجان المقاومة بولاية الخرطوم، ومبادرة (نحو وحدة قوى الثورة) التي وقّعت عليها بمدينة عطبرة أحزاب سياسية ولجان مقاومة ومنظمات مجتمع مدني، تمّ الوصول إليهما بعد جهدٍ جماعي مقدّر”، وأضاف: “يمثّل التوقيع عليهما خطوة كبيرة للأمام في طريق حشد طاقات قوى الثورة وتوحيدها، في مواجهة انقلاب 25 أكتوبر”، وأشار عمر الدقير إلى أنّه لا بدّ من الاتّفاق على صيغة تنسيقية تضمن توحيد جهود الجميع، إعلاميًا وميدانيًا وسياسيًا، للتعجيل بإنجاز المهمة التي لا خلاف عليها بين كافة قوى الثورة المتمثّلة في إنهاء الانقلاب وإبطال كلّ ما ترتب عليه، والتوافق على ترتيبات دستورية تنشأ بموجبها سلطة مدنية كاملة، في المستويات السيادية والتنفيذية والتشريعية، لتنفيذ مهام متفق عليها خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية وصولاً لانتخابات عامة حرة ونزيهة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس