هل تؤدي أمريكا دوراً في إنهاء أزمة السودان؟

55

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تحركات مكثفة تقودها أمريكا مع الاطراف السودانية بشأن إيجاد مخرج للأزمة ، حيث تمثلت هذه التحركات بلقاءات متعددة أجرتها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية “مولي في” في الايام الماضية مع عدد من المسؤولين السودانيين ،الامر الذي أفرز تساؤلا عريضا ، على شاكلة : هل تؤدي مساعدة وزير الخارجية الأمريكية دورا في إنهاء الأزمة السودانية؟

مولي والمهدي

أول اللقاءات الذي جمعت “مولي في ” كانت بوزيرة الخارجية في الحكومة المنحلة، مريم الصادق المهدي حيث أعربت مولي، في اللقاء عن دعم بلادها لعودة الحكومة المدنية الانتقالية في السودان، وأوضح بيان للسفارة الأمريكية بالخرطوم “أن مولي قالت في اللقاء إن المهدي كان صوتها قويا للحراك وإعادة الديمقراطية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة”، وأوضح بيان السفارة أن “مولي تسعى خلال زيارتها للتشجيع على حل القيادة السودانية للأزمة، بما في ذلك إطلاق سراح القادة السياسيين والمدنيين، وعودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منصبه، واستعادة الحكومة بقيادة مدنية”.

 لقاء البرهان

كذلك التقت “مولي في” قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وذلك ضمن مساعي واشنطن لعودة رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك إلى منصبه، واستعادة الحكومة بقيادة مدنية، وإطلاق سراح القادة السياسيين والمدنيين ، وأبلغ البرهان المسؤولة الأميركية أن المكون العسكري بالسودان غير راغب في الاستمرار بالسلطة، مؤكدا أنه ملتزم بالوثيقة الدستورية وبالحوار مع القوى السياسية كافة ،وأضاف البرهان أن أي معتقل لا تثبت عليه تهمة جنائية سيتم إطلاق سراحه.

تحريك الجمود

وبحسب مراقبين، فإن زيارة المسؤولة الأميركية حرّكت الجمود في مجال الوساطات الدولية لحلحلة الأزمة السودانية، سيما أن الوساطات كانت قد توقفت لمدة 10 أيام بين قيادة الجيش والقوى الرافضة لقرارات البرهان ، كما كشفت مصادر مطلعة أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية شددت خلال اجتماعها بقائد الجيش على ضرورة عودة حمدوك لرئاسة الحكومة على اعتبار أنها أساس لحل الأزمة الحالية في البلاد، كما أن المعلومات المتوفرة عن الاجتماع تفيد بأن البرهان لا يعارض عودة حمدوك، شريطة أن يترأس حكومة من الكفاءات الوطنية.

 زيارة ناجحة

عبد الرحمن أبوخريس ، محلل سياسي سوداني

يقول أستاذ العلاقات الدولية، بالجامعات السودانية ، عبدالرحمن أبو خريس لموقع “أفريقيا برس” إن الولايات المتحدة الأمريكية تملك علاقات قوية مع جميع الأطراف السودانية، حيث بحسب ابو خريس ، عملت خلال السنوات الماضية على تقديم دعم مكثف سياسي واقتصادي للسلطة الانتقالية في الخرطوم، بجانب أنها رفعت اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، لذلك يرى أبو اخريس إنها يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً في إنهاء أزمة السودان عقب إعلان الجيش السيطرة على مقاليد الحكم، وحل مجلسي “السيادة” والوزراء، ووقف العمل بعدد من بنود الوثيقة الدستورية. ويقول أبو خريس إن زيارة مولي زيارة ناجحة وسيكون لها ما بعدها ، مؤكدا أنها ستحدث اختراق في الازمة السياسية التي يشهدها السودان ، ويلفت ابوخريس إلى أن الزيارة الهدف منها مساندة حمدوك والحكومة المدنية مستدلا بالدعم الكبير التي وجدته حكومة حمدوك في الفترة الانتقالية.

أزمة معقدة

الرشيد أبوشامة، سفير سابق بوزارة الخارجية السودانية

لكن السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية الرشيد أبوشامة يرى في حديثه لموقع”أفريقيا برس” أن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لن يكون لها تأثير على الازمة السودانية ، معتبرا الزيارة مثلها مثل زيارة الوفود الاجنبية التي وصلت الخرطوم والتي لم تفلح في حل الازمة والتي وصفها بالمستعصية والمعقدة، لكن الرشيد عاد وأكد أن امريكا يهمها استقرار السودان على اعتبار إنه يمثل موقع إستراتيجي لها ولحلفائها في الغرب ، لذلك بحسب الرشيد فإنها تسعى بكل ما بوسعها لحل الازمة ، وذلك عبر ارسال وفد أرفع من مساعدة وزير الخارجية ، وهنا يتوقع الرشيد أن ترسل أمريكا وزير خارجيتها للسودان لحل الازمة السياسية سيما وإنه قد زار من قبل السودان . وقال الرشيد إن امريكا لايهمها الانتهاكات والحكم المدني في السودان بل في نظر الرشيد مايهمها هو الاستقرار بغض النظر عن منن يحكم وهو الامر الذي يجعلها تسارع في حل الازمة السودانية ، ولفت الرشيد إلى أ حقوق الانسان والديمقراطية تعد أهداف ثانوية للولايات المتحدة بعد مصالحها التي تأتي في المرتبة الاولى .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here