أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. صراع محتدم بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع يدور هذه الأيام، في تخوم مدينة الفاشر “عاصمة إقليم دارفور”، فبعد سيطرة الدعم السريع على ولايات دارفور الثلاثة، ترمي الدعم السريع بكل ثقلها نحو السيطرة على شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، وبذلك تكون قد أحكمت قبضتها على دارفور كلها.. فهل ستنجح الدعم السريع في السيطرة على الفاشر؟
وتعد مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور، أكبر المدن في الإقليم، فضلا على أنها تمثل رمزية معنوية ومادية لدى السودانيين والجيش، فهي مدينة ذات إرث تاريخي وتملك مقومات إقتصادية عالية.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت سيطرتها الكاملة على “اللواء 24” مشاة أم كدادة بولاية شمال دارفور، وقالت إنها تطلق التحذير الأخير للفرقة السادسة بالفاشر.
هذا، وقد وصلت قوات الدعم السريع إلى حامية ومنطقة أم كدادة في شمال دارفور وفرضت سيطرتها عليها بعد معارك ضارية أدت إلى انسحاب قوات الجيش والشرطة منها.
وتبعد أم كدادة نحو 200 كيلومتر عن الفاشر، وتحدها من الشمال الغربي محلية الكومة ومن الجنوب الطويشة ومن الشرق ولاية غرب كردفان، وغرباً محلية كلمندو.
وما إن أحكم الدعم السريع قبضته على ولايات دارفور الثلاثة، حتى تحالفت قوات الحركات المسلحة – وقعت سلام جوبا- مع الجيش السوداني، مشكلة بذلك قوى لحماية الفاشر من أي تدخل لقوات الدعم السريع.
معركة شرسة
ويدور في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السودانية حديث مفاده “أن الجيش السوداني اتفق مع الدعم السريع على أن ينسحب من الفاشر مقابل انسحاب الدعم السريع من الجزيرة والخرطوم”. وهنا يقول المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم كنب “ثمة اتفاق يقضي بانسحاب الجيش من الفاشر فهذا يمثل مؤشرا واضحا على الأصابع الأجنبية التي تعبث بالسودان”. واضاف العبارة الدقيقة أنه ليس حديث عن انسحاب الجيش من الفاشر بل انما جزء من السيناريو الدولي في سياق الحرب بالوكالة التي تديرها أطراف إقليمية لصالح قوى دولية في إطار الصراع العالمي على الموارد.
ولا يرى مجدي أن ما يحدث في الجزيرة يدخل في سياق الحرب فقط، بل اعتبره جزءً من السيناريو الدولي، فهو حسب مجدي، “عمل ممنهج لتغيير ديمغرافي واحلال وابدال كانت محاولات إنفاذها في السابق تتم عبر محاولات تغيير قانون مشروع الجزيرة الذي يقنن العلاقة بين الحكومة والمزارعين”، متسائلا، في حال صحة الفرضية، هل نقبل كسودانيين بذلك؟.
ويقول كنب لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن ما يتصل بدخول الدعم السريع الفاشر بعد معركة مفتوحة على عدة إحتمالات ولن تكون سهلة بل ربما تكون أشرس من كل معارك الحرب التي تدور الآن”. وتابع “إذا قلنا أن هذه الحرب يمكن إعتبارها من حروب الجيل الخامس بامتياز، وبالتالي هي حرب بالوكالة فالسيطرة على دارفور تفتح على الصراع الأمريكي الفرنسي في أفريقيا من ناحية والروسي الأمريكي من ناحية أخرى”.
ولفت كنب بالقول إلى أن”أمريكا لا تحبذ فكرة انفصال دارفور التي تقودها دول أوروبية حسب ما يرشح من معلومات”، مستدركا، “ولكن إن حدث فسيكون أشبه بالسيناريو الليبي”.
أطماع الدعم السريع
خبير عسكري مقرب من قيادة الجيش، استبعد انسحاب الجيش من الفاشر، قائلا لموقع “افريقيا برس”؛ “أشك في فرضية الانسحاب ولا أتوقع انسحاب الدعم السريع من الخرطوم أو الجزيرة تحت اي ظرف، أما بشأن مقدرة دخول قوات الدعم السريع للفاشر، فهذا يعتمد على مدى قوة أحد الطرفين سواء من ناحية سيطرة الجيش أو قوة تمنح الدعم السريع امكانية الدخول بكسب المعركة”. وأضاف “إن سيطرة الدعم السريع على دارفور بالكامل ستدفعهم لمزيد من الأطماع للتوسع في كردفان على سبيل المثال”.
مدينة مهمة
يقول الباحث السياسي عبدالباقي عبدالمنعم لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن قوات الدعم السريع قادرة على دخول مدينة الفاشر، مستشهدا بأنها قوات سريعة الحركة وتتأقلم مع البيئة في دارفور باعتبار إنها تعرف تضاريسها وشوارع المدنية”، مضيفا بالقول “كذلك تعد الفاشر مدينة مهمة للدعم السريع كونها المدينة الوحيدة من كل مدن دارفور البعيدة من سيطرة الدعم السريع، لذلك فإن السيطرة عليها تساعد الدعم السريع على فرض شروطه في المفاوضات القادمة”. ويرى عبدالباقي، أن هنالك سبب أخر لدخول الدعم السريع مدينة الفاشر، وهو بحسب عبدالباقي، إنشغال الجيش بمعارك مهمة في جبهات القتال، مؤكدا أن هذا السبب كفيل بهزيمة الجيش في الفاشر.
وأعلن المبعوث الأمريكي في السودان إستئناف مفاوضات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 18 ابريل القادم.
حديث غير منطقي
وفي رده على سؤال، إن ما كان هنالك اتفاق بين قوات الدعم السريع والجيش على ضرورة أن ينسحب الأخير من الفاشر مقابل انسحاب قوات الدعم السريع من الجزيرة والخرطوم، قلل مستشار حميدتي عمران عبدالله من هذا الحديث. وقال لموقع “أفريقيا برس”؛ “نحن سندخل الفاشر عاصمة إقليم دارفور عنوة وااقتدارا، وقادرون على ذلك مثل ما فعلنا في بقية ولايات دارفور والجزيرة والخرطوم، لذلك مسألة نتفق مع الجيش بأن ينسحب هذا غير منطقي وغير صحيح”، وتابع “انسحاب الجيش يتم بأمر واحد وذلك عندما يتم الخناق عليه من قبل قواتنا ويشعر بالانهزام كما فعل في الجزيرة والضعين ونيالا”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس