هل تقرّب الجامعة العربية وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية؟

114
الجامعة العربية

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. تباينت الآراء واختلفت التحليلات حول قدرة الجامعة العربية على حل الأزمة السياسية التي يشهدها السودان، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض، أن الجامعة يمكن أن تقرب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السياسية، ذهب آخرون إلى أن الجامعة العربية ليس لها تأثير على الأطراف السودانية على اعتبار أنها لم تكن مشاركة في الاتفاقيات السودانية التي شهدتها الفترة الانتقالية ضاربين مثالا لذلك باتفاقية السلام والتوقيع على الوثيقة الدستورية .

بيان الجامعة

ووصل الخرطوم وفد رفيع المستوى من جامعة الدول العربية لمحاولة حل “الوضع المتأزم” في السودان كجزء من جهود الوساطة بين العسكريين والمدنيين، بعد قرابة أسبوعين على حل الجيش مؤسسات الحكم الانتقالي، وفقاً لبيان صادر من الجامعة فإن الأمين العام أحمد أبو الغيظ “كلّف وفداً رفيع المستوى برئاسة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد، للإسهام في معالجة الوضع المتأزم في السودان”. وأضاف؛ “من المقرر أن يلتقي الوفد مع القيادات السودانية من المكونات المختلفة بهدف دعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية، في ضوء الاتفاقات الموقعة والحاكمة للفترة الانتقالية”.

الجامعة المصرية

الرشيد أبوشامة، سفير سابق بوزارة الخارجية السودانية

السفير السابق في وزارة الخارجية الرشيد أبوشامة، يستبعد في حديثه لـ”أفريقيا برس” أن تحدث الجامعة العربية اختراقاً في الأزمة السودانية على اعتبار أن الجامعة العربية تعد جزءً من وزارة الخارجية المصرية، معللاً بأن الجامعة العربية تقع تحت سيطرة المصرين، ومستشهدا بأمناء الجامعة حيث كانوا أغلبهم من مصر، لذلك بحسب الرشيد، فإن الجامعة العربية لا تريد أن يحدث صلح بين أطراف الأزمة السودانية ، كما أشار الرشيد إلى أن الجامعة العربية في مهتمها الدبلوماسية للسودان ستقف مع البرهان ومع أهداف مصر والتي تريد أن “تصنع سيسي آخر شبيهاً بما حدث في بلادها”،  وأضاف: “كذلك مصر من مصلحتها في السودان تكمن في عدم وجود حكومة ديمقراطية والتي بدورها تهدد مصالح مصر سيما على الصعيد العالمي والإقليمي” .

ضعف الجامعة

راشد التجاني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية

في ذات الشأن، يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أمدرمان الاسلامية راشد التجاني في إفادته لموقع “أفريقيا برس”؛ إن الجامعة العربية تأثيرها ضعيف على أطراف الأزمة السياسية في السودان على اعتبار أنها لم تكن مشاركة في الاتفاقيات السابقة كعملية السلام والاتفاق الذي تم بين المكون العسكري والمدني إبان فض الاعتصام،  لكن راشد عاد ليؤكد أن الجامعة يمكن أن تقرب وجهات النظر وتكمل الأدوار التي قامت بها الوساطات الخارجية، واتفق راشد مع أبو شامة في أن الجامعة تسيطر عليها  من قبل بعض الدول العربية وهو الأمر الذي يجعلها بأن تكون غير مقبولة من الأطراف السودانية، كما قال راشد: “إن التحالفات الدولية داخل الجامعة أضعفتها وجعلتها غير فاعلة في المجتمع العربي بحيث لا يكون لها تأثير وحل للأزمات العربية” .

تدخل ضار

أسماء محمود محمد طه – الأمين العام للحزب الجمهوري

ولم تذهب بعيدا، الأمين العام للحزب الجمهوري أسماء محمود محمد طه عن الحديث السابق، إذ ترى في حديثها لـ”افريقيا برس” أن تدخل الجامعة في الأزمة السياسية سيكون ضاراً على رغبة الشعب السوداني وعلى عملية التحول الديمقراطي والمدني، معللة بأنها لم تساهم في دفع الحراك الشعبي الذي حدث في السودان ولم تباركه، وقالت محمود: “إن الجامعة العربية تتبطق السياسة المصرية التي من الواضح أنها وراء الانقلاب الذي حدث في السودان، لذلك فإن تدخل مصر في الأزمة السياسية السودانية سيكون في صالح العسكريين”، وشنت أسماء هجوما عنيفا على مصر على اعتبار أنها “تتدخل تدخلاً سافراً في الشأن السوداني” ، مستدلة بتدخلها في قضية سد النهضة واعتبارها السودان بأنه الحديقة الجنوبية لها، كما أكدت محمود أن “مصر وراء الانقلاب الذي حدث في السودان”.

 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here