هل تنجح التحركات الأمريكية في تسوية ملف سد النهضة بعد توتر غير مسبوق؟

67

بقلم : بدرالدين خلف الله

أفريقيا برسالسودان. تحركات أمريكية لتسوية أزمة ملف سد النهضة الأثيوبي في أعقاب فشل جولات التفاوض السابقة للتوصل لحل سلمي ينهي الأزمة مع تمسك الأطراف الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا بمواقفهما، واتجاه الجارة أثيوبيا إلى فرض سياسة الأمر الواقع نحو عملية الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل دون تردد.

تحرك أمريكي

و أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سفر مبعوثها الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان إلى مصر و إريتريا وإثيوبيا والسودان في الفترة من 4 مايو إلى 13 مايو الجاري. وبحسب البيان الرسمي الأمريكي فإن فيلتمان سيعقد اجتماعات مع مسؤولين من الحكومات المعنية للدول الأربع والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، كما سيلتقي بمجموعة من أصحاب المصلحة السياسيين والمنظمات الإنسانية.

كما أعرب وفد من الكونغرس الأمريكي الذي يزور العاصمة السودانية الخرطوم عن استعداد واشنطن للعب دور فاعل من أجل التوصل إلى اتفاق في ملف سد “النهضة” الإثيوبي. جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين لوفد الكونغرس برئاسة السيناتور كريستوفر كونز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والسيناتور كريس فان هولين، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ووزير الري والموارد المائية ياسر عباس.

رد سوداني

وقال مجلس السيادة إن البرهان قدم “تنويرًا لوفد الكونغرس حول رؤية السودان لمعالجة التباينات في ملف سد النهضة عبر الحوار للوصول إلى حلول ترضي الأطراف كلها، وكذلك قضايا الحدود بشرق البلاد مع الجارة إثيوبيا”، وفق البيان.

من جهته  شدد وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس بعد لقائه وفد الكونغرس الأمريكي على عزم السودان مواصلة التفاوض برعاية الاتحاد الافريقي بمشاركة نشطة ووساطة من شركاء دوليين لمساعدة الأطراف الثلاثة للتوصل للاتفاق. وشرح الوزير مواقف وخيارات السودان حول هذه القضية، وأوضح أنها كبيرة ومؤثرة ، على الأمن القومي السوداني واقتصاد وحياة مواطنيه.

تحوطات

وفي ذات السياق كشف وزير الري السوداني عن تنفيذ تحوطات في مختلف المسارات الفنية والقانونية والدبلوماسية والسياسية فى حالة الملء الاحادى فى يوليو القادم. ورداً على تصريحات أثيوبيا حول رفضها الاحتفاظ بالحصص المائية. قطع الوزير بأن اتفاقية 1902 اتفاقية وقعها امبراطور أثيوبيا، ليست اتفاقية استعمارية وتم تجاوزه فيما يختص سد النهضة بإعلان المبادئ في 2015.

دور أريتري

ومع تطورات قضية سد النهضة الأثيوبي بدأ الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، زيارة رسمية إلى الخرطوم. وأشارت مصادر مطلعة أن افورقي يحمل وساطة جديدة بشأن “سد النهضة” الإثيوبي وبحسب بيان مجلس السيادة السوداني، فإن أفورقي وصل الخرطوم في زيارة رسمية تستمر يومين يبحث خلالها مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، سبل دعم وتعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين البلدين، بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك.

قضية مصير

توقع المحلل السياسي محمد حسن كبوشية أن يكون للتحركات الأمريكية تأثير كبير في وضع أسس لعملية تنظيم التفاوض من جديد. وأشار في حديثه لموقع أفريقيا برس أن التدخل الأمريكي في الشأن الأفريقي والسوداني ليس بالجديد ولم يحرز أي تقدم منذ سنوات. ولم يستبعد أن تلعب سياسات الحكومة الأمريكية في عهد بايدن دوراً مهماً في قضية سد النهضة وتخرج بها من النطاق المحلي إلى النطاق الدولي. وجزم كبوشية بأن القضية أصبحت قضية مصيرية تمس شعوب الدول الثلاث أكثر من كونها قضية سياسية. ولفت إلى أن الشعب السوداني يواجه خطر حقيقي في حال ملء السد الثاني. وحذر الدول الثلاث من مغبة تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ملف سد النهضة لجهة أنها ستدفع نتيجة ذلك ثمن غال في المستقبل.

وفي الأسبوع الماضي قامت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، يجولة أفريقية لشرح موقف السودان من سد النهضة الأثيوبي وشملت الجولة دولة كينيا وبورندي وأوغندا والكنغو وأعتبرت مريم أن الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي يشكل قضية أمن قومي ومصير لشعبها. جاء ذلك بحسب بيان أصدرته عقب لقائها رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، بالعاصمة كينشاسا، في ختام الجولة الأفريقية.

وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، في حين تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎، البالغتين 55.5 مليارا و 18.5 مليار متر مكعب، على الترتيب.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here