هل تنجح تركيا في طي الخلافات بين السودان والإمارات؟

56
هل تنجح تركيا في طي الخلافات بين السودان والإمارات؟
هل تنجح تركيا في طي الخلافات بين السودان والإمارات؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بشكل مفاجئ، أعلنت تركيا عن مبادرة لحل الخلافات بين السودان ودولة الإمارات، حيث صرحت الرئاسة التركية بأن الرئيس رجب طيب أردوغان، أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، في مكالمة هاتفية، بأن أنقرة مستعدة للتوسط في حل النزاعات بين السودان والإمارات.

واقترح أردوغان أن تتدخل أنقرة لحل النزاعات بين السودان والإمارات، كما توسطت من قبل في نزاع بين الصومال وإثيوبيا، وذلك حسبما ذكرته الرئاسة التركية دون الإشارة إلى تفاصيل.

وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بضلوعها في الحرب الدائرة في السودان، مشيرة إلى معلومات تفيد بدعم الإمارات لقوات الدعم السريع، وقد تقدمت الحكومة السودانية بشكوى لمجلس الأمن بشأن الدعم الإماراتي للدعم السريع.

وأكد أردوغان للبرهان أيضاً على المبادئ الأساسية لتركيا، وهي حماية سيادة السودان ووحدة أراضيه، ومنع تحول البلاد إلى ساحة للتدخل الأجنبي.

رؤية واضحة

يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لموقع “أفريقيا برس”، إن مشروع الوساطة التركية المقترح بين السودان والإمارات العربية المتحدة يتطلب أولًا موافقة الطرفين.

وأشار محجوب إلى أن السودان وافق على لسان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مستدركًا، ولكن الإمارات العربية المتحدة لم تعلن عن موافقتها حتى الآن، عليه فإن مقترح الوساطة لم يتحول إلى وساطة حتى الآن.

وأضاف أن مشروع الوساطة الناجح الذي قادته تركيا بين إثيوبيا والصومال تتضرر منه كل من الإمارات العربية المتحدة التي تنسق مع “دولة صومالي لند” غير المعترف بها دوليًا وكذلك تتضرر منها جمهورية مصر العربية التي تلعب على التوترات الإثيوبية الصومالية للضغط على إثيوبيا في مشروع سد النهضة.

إذن، الإمارات العربية المتحدة بحسب الفاتح ليست راضية عن جهود المصالحة بين إثيوبيا والصومال التي أعطت إثيوبيا ميناء في الصومال.

وقال الفاتح إن الإمارات العربية المتحدة التي تنكر رسميًا أي تدخل لها في الحرب في السودان، لا تزال تعلن أنها ليس لها أي أزمة مع السودان بل وتطرح نفسها جهة راعية كما حاولت إبان مفاوضات جنيف التي قاطعتها الحكومة السودانية، ولذلك قد تفشل الوساطة التركية كما فشلت قبلها الوساطة الإثيوبية والكويتية.

وتوصل الفاتح إلى أن “نجاح أي وساطة مع الإمارات يتطلب تقديم السودان رؤية واضحة لمطالبه حتى يتسنى للوساطة بحث الأمر مع الحكومة الإماراتية والتوصل إلى حل مقبول لدى الطرفين”.

قدرة تركيا

من جانبه، يرى الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين في حديثه لموقع “أفريقيا برس”، أن تركيا مؤهلة جدًا أكثر من غيرها للعب دور رئيسي في أمن واستقرار السودان، على اعتبار أن هنالك علاقات وطيدة بين السودانيين والقيادة التركية. وتابع قائلًا: “لاحظت من خلال مقابلاتنا للسفير التركي أوغلو قبل الحرب، وعلاقة الرئيس رجب طيب أردوغان بشيخنا المرحوم الدكتور الفاتح حسنين رحمه الله، ولما تجده من قبول لحكومة بن زايد التي أحسب أنها اضطرت للموافقة للتفاوض، خاصة بعد الهزائم المتتالية التي مني بها حليفها العسكري، قوات الدعم السريع.” تريد دولة الإمارات بحسب الخزين المحافظة على ماء وجهها وتجنب العقوبات الدولية والتعويضات المليارية للشعب السوداني جراء دعمها لمليشيا الدعم السريع.

وأعرب الخزين عن أمله في أن تجلس حكومة السودان للتفاوض وأن لا تضيع حقوق السودانيين وقبول السلام دون إهدار الكرامة أو الانتقاص من السيادة السودانية على أراضينا.

وبالتالي نجاح تركيا في طي الخلافات بين السودان والإمارات يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك مدى استعداد الطرفين للتفاوض وقبول الوساطة، ومدى فعالية الدبلوماسية التركية في التعامل مع المصالح المتضاربة والتحديات السياسية بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، سيكون دور تركيا مرتبطًا بشكل كبير بقدرتها على تقديم حلول مقبولة لكلا الطرفين والتي تحترم سيادة السودان وتأخذ في الاعتبار مخاوفها الأمنية والاقتصادية.

من المهم أيضًا مراعاة الديناميكيات الإقليمية والدولية التي قد تؤثر على العملية، بما في ذلك مواقف القوى الأخرى المؤثرة في المنطقة مثل السعودية ومصر، وكذلك الأحداث الجارية داخل السودان وفي المنطقة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here