هل توحيد قوى الثورة ينهي الأزمة السياسية؟

206

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. وقع ستة وثلاثون كياناً سياسياً سودانياً، من بينها المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، على إعلان مشترك “لتوحيد قوى الثورة ومناهضة خطاب الكراهية”، كما تفاعلت قوى ثورية أخرى مع التوقيع المشترك، إذ سرعان ما ارتفع عدد الكيانات بعد أقل من 24 ساعة من طرح الإعلان حيث وصل 52 كيانا ضم عددا من لجان المقاومة.. فيما يتمدد السؤال، حول توحيد قوى الثورة ومساهمته في حل الأزمة السياسية؟ وهل تتحد قوى الثورة المتنازعة؟

إزالة الفوارق

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

جزم القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق؛ بأن “توحيد قوى الثورة لن ينهي الأزمة السياسية فحسب بل سيفتح الباب نحو المستقبل، وينهي أظلم حقبة في تاريخ السودان السياسي”، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “كذلك سيؤسس لحياة سياسية واجتماعية جديدة، وسيضع هذا التوافق البرنامج المتوافق عليه والمخرج الأمني والاقتصادي للأزمات الماثلة، ويزيل الفوارق التي تم وضعها عمدا بين قوى الثورة وبالتالي تقريب وجهات النظر بين كتل سياسية واجتماعية ومدنية ومطلبية بينها مشتركات قد تقود مستقبلا لوحدة تنظيمية”، ويفترض عروة “في حال اكتمال التوحيد بصورته النهائية، فإن ذلك سيضع حدا لمشروع التقسيم السياسي والديني والثقافي في البلاد لأنها بين مزيج يجمع كل السودانيين والسودانيات بلا استثناء ولا فوارق اجتماعية، كما قال عروة “إن من يعزل نفسه عن هذه الوحدة سيجد نفسه في عزلة سياسية واجتماعية وثقافية لن تمكنه من إيجاد موطئ قدم في سودان الغد”، وقطع بأنه لن يعزل شخص أو كيان أو مؤسسة أو تنظيم إلا أولئك الذين لا يؤمنون بالثورة ولا المدنية ولا التحول الديمقراطي ويريدون ترسيخ الشمولية والدكتاتورية في السودان.

دعوة عاطفية

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

لكن القيادي بحركة “حق” مجدي عبدالقيوم كنب يذهب بعيدا عن الحديث السابق، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “اعتقد أننا لا ينبغي ان نلهث خلف شعار وحدة قوى الثورة بمعنى الوحدة التنظيمية لأن ذلك حسب تقديري غير واقعي في ظل تعدد الرؤى”، ويرى عبد القيوم أن “الأكثر واقعية هو أن نسعى لوحدة الهدف عبر برنامج يتم التوافق عليه، طالما ان كل القوى متفقة حول الأهداف”، مطالبا بأن يضع للوحدة الطرق والأساليب والاهداف، ومؤكدا ان الدعوة لوحدة قوى الانتقال دعوة عاطفية لا صلة لها بواقع الحال، وأردف “أرى أن الأصوب الدعوة لوحدة الموقف وليس الشكل التنظيمي فهذا أكثر واقعية على اعتبار أن الواقع الذي أراه لا ينتج تنظيميا إلا تنسيقية المراكز المتعددة”.

قوى متصارعة

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

الباحث في العلوم السياسية عبدالقادر محمود صالح يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “إنه من ضرب المستحيل أن تتوحد قوى الثورة السودانية، وذلك للتباينات الأيديولوجية التي تجعلها أبعد ما تكون إلى الوحدة والتجانس حول رؤية واحدة”، مستدركا “لكن يمكن أن يتم تشكيل تنسيق تكتيكي بين هذه القوى المتباينة بهدف إسقاط الانقلاب كما حدث من وحدة تكتيكية بينها لإسقاط النظام البائد”، لافتا إلى أن “تلك الوحدة لم تصمد طويلا عندما سقط النظام البائد”، حيث يقول “بدأت في التصدع والشقاق بسبب اختلاف الرؤى والأولويات”، ويرى إنه “لن تحدث وحدة بين قوى الثورة المختلفة خاصة قوى الثورة التي تصنف بالهبوط الناعم والقوى الجزرية، ويبدو أن هذه القوى المتصارعة قد حسمت أمرها بأن لا عودة إلى التكتل والتحالف ولو تكتيكيا”، ويضيف “ربما قوى الثورة الناعمة لا تمانع من الوحدة مجددا مع قوى الثورة الأخرى، وتعمل ليل نهار لإيجاد أرضية مشتركة لتجاوز أخطاء التجربة التي وقعت فيها قوى الحرية والتغيير إبان فترة حكمها القصير”. وفي المقابل، يقول محمود “ترفض القوى الثورية الجذرية الانخراط في أي شكل من أشكال التنسيق الموحد ولا ترى بأن ذلك سيقود إلى الخروج من الأزمة الراهنة، بل تذهب أبعد من ذلك بقولها بأنه ليس هنالك من ضمانات أن لا تتكرر التجربة الخاطئة نفسها”، وفي نظر عبدالقادر “تصف قوى الهبوط الناعم بالعمالة لسفارات الدول الإقليمية والغربية وتماهيها مع شروط المؤسسات المالية الدولية، الأمر الذي أدى وسيؤدي إلى مزيد من التبعية واستغلال موارد السودان”، وختم حديثه قائلا “في تقديري، ليس من الضروري وحدة قوى الثورة المتباينة أيديولوجيا في سبيل إنهاء الأزمة السياسية، بل عدم وحدتها يعكس فاعلية الصراع السياسي الذي لا بد منه في سياق السعي إلى التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية”، مستدركا “لكن ثمة مبادرات داخل قوى الثورة نفسها تحاول الوصول بجميع اللاعبيين إلى مركز قيادي موحد لإستعادة المسار الديمقراطي والعمل على إدارة البلاد والانتقال بها إلى حالة البناء وإعادة البناء السياسي التي تسمح لها العبور إلى دولة القانون والمؤسسات”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here