هل سيتم طرد “فولكر” من السودان؟

130
مبعوث الأمين العام الخاص إلى السودان فولكر بيرتس

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. بلغت الخلافات بين الحكومة السودانية وبعثة يونيتامس ذروتها، إذ هاجمت وزارة الخارجية أمس فولكر رئيس البعثة، وقالت إنه ليس لديه الحق في التدخل في شؤون السودان، مشيرة إلى وجود تقصير واضح من البعثة في الإلتزام بمهامها، ونوهت الخارجية إلى أن السودان الآن بصدد تقييم وتقويم عمل البعثة وإصلاح مسارها وأشارت الحكومة أنه حينما طالبت بإنشاء البعثة كان الغرض مساعدة السودان في جوانب إستراتيجية أهمها توفير الدعم اللوجستي والمالي للتحضير للانتخابات، ولتنفيذ مطلوبات السلام، ولتأسيس البنية التحتية اللازمة للانتقال السلس، وأضافت بأن البعثة لم تلتزم بهذه الجوانب ولم توفي بالتزاماتها.. فيما يتمدد السؤال بشأن بقاء فولكر أو طرده؟ وماذا يترتب على عملية الطرد؟

تهديدات البرهان

وفي وقت سابق، هدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، بطرد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، فولكر بيرتس، من البلاد، وقال البرهان بصفته القائد العام للقوات المسلحة السودانية، خلال مخاطبته حفل تخريج ضباط من الكلية الحربية “إن على رئيس البعثة الأممية فولكر أن يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة، والتدخل السافر في الشأن السوداني”، مضيفاً أن ذلك “سيؤدي إلى طرده” من البلاد؛ داعياً الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتسهيل الحوار بين السودانيين، وتجنب تجاوز تفويضهم والتدخل في شؤون البلاد.

استهداف فولكر

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق، إن فولكر لا يعمل موظفا لدى مؤسسات الحكومة السودانية، فهو مبعوث للأمم المتحدة، جيء به بموجب تفويض وقرار من مجلس الأمن. وفي حال إلغاء قرار مجلس الأمن يقول عروة تنهى صلاحيات فولكر ويسحب تفويضه وتنهى مهمته في الخرطوم، مستدركا، ولكن مقابلة هذا بحملات صفراء وخطب سياسية وتهديد ووعيد ليس ذي جدوى، لأنه ببساطة سيظل مبعوثا خاصا ورئيسا للبعثة التي يمكن استضافتها في أي دولة جارة وتواصل مهامها، كما يحدث لسفارات غربية وبعثات أممية لليمن مستضافة في الرياض، وعلى ذلك يمكن القياس. ويرى عروة في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ أن البعثة لم يتبقى على أيامها الكثير، متوقعا أن يمدد لها مجلس الأمن على أعتبار أن هنالك دعم لجهودها في إحلال السلام ودعم العملية السياسية لاستعادة الانتقال، وأضاف؛ “أي حديث عن الطرد سيعجل بالتدخل المتوقع بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي سيكون وبالا على السودان”، و لم يستبعد عروة أن يحدث ذلك سيما في ظل تأخر الوصول للحكم المدني وفي ظل تنامي العنف في أطراف السودان المختلفة، ومطالبة بعض الكيانات السياسية والحقوقية والاجتماعية بضرورة التدخل خاصة بعد أحداث كرينك الدامية، وقال عروة إن فولكر مسنود بإرادة أممية إن أعملت بصورة حقيقية ستسهم في إنهاء الإنقلاب ونجاح المباحثات الثلاثية، مستدركا، ولكن إن أهملت ستكون البعثة هدفا طيعا للمناهضين لها ولغلاة الإسلاميين، ولم يستبعد عروة إستهداف فولكر بصورة شخصية كما حدث لغرانفيلد، وهنا يشدد عروة على ضروة أن تعزز الدولة على حماية المبعوثين والسفراء وكف أيادي الغلاة، محذرا من تجاهل ذلك على اعتبار إنه سيعود بالسودان لقوائم الدول الراعية للإرهاب.

مخطط فولكر

العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية
العميد ياسر أحمد الخزين، الناطق الرسمي باسم قوات السلام السودانية

أما الخبير العسكري ياسر أحمد الخزين، يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن فولكر ومجموعة التغيير يعملان لتنفيذ مخطط واحد وأجندة محددة وأهداف واضحة وقد ثبتت سرقة الثورة من قبلهم، وسبق أن ذكرت للعديد من وسائل الإعلام أن ما يعد فشلا لحكومتي حمدوك أعتبره نجاحا منقطع النظير لهما على اعتبار أنها مهدت بقبول قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر لدى الكثيرين مما جعل فولكر يتعامل معها ويتلون كالحرباء وهو السلاح الذي يستخدمه الآن ضد طرده عملية البراغماتية والتلون وحنى ظهره للعواصف التي تعجل بطرده”، وأضاف، متى ما تمادى فولكر في تنفيذ مخططه بطريقة علنية أتوقع طرده ومباركة غالبية الشعب السوداني له أسوة بما حدث لمدعي المحكمة الجنائية عندما ضم الرئيس الأسبق لها فأعاد له بريقه ووقوف الشعب معه في حادثة زادت من عمر الإنقاذ والتي قال إنها توقعتوا سقوطها بأيدي بنيها قبل الثورة بأربعة أعوام، و عليه وبحسب الخزين فإن طرد فولكر مسألة وقت ليس إلا، وستعيد ألق البرهان مجددا أسوة بما صنعته الجنائية للبشير.

ورطة فولكر

عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي
عبداللطيف محمد سعيد، كاتب صحفي ومحلل سياسي

فيما حذر المحلل السياسي، والكاتب الصحفي عبداللطيف محمد سعيد من طرد فولكر، مضيفا لموقع “أفريقيا برس”؛ “لم يقدم فولكر أية خدمة للسودان ولكن طرده قد يؤدي إلى تدخل الأمم المتحدة وإلى فرض عقوبات على السودان”، مشددا على ضرورة التفكير الف مرة قبل طرده، متوقعا طرده سيما في ظل مايقوم به من خروقات تنافي سيادة البلاد، وقال سعيد “ان استدعاء فولكر لعملية الانتقال في السودان ورطة يصعب الخروج منها”، مشيرا إلى أن استدعائه كان خطأ، وأردف، “طالبنا كثيرا بعدم السماح بالتدخل الأجنبي في مشاكل السودان والاعتماد على الحلول الداخلية حتى لا نصل إلى هذه المرحلة”، وأضاف “قد يقود طرد هذا الرجل إلى ما لا يحمد عقباه وإنه في حال طرده سيحتمي بالأمم المتحدة والتي بدورها ستضع السودان في البند السابع”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here