هل يتم دمج قوات الدعم السريع في الجيش؟

350
هل يتم دمج قوات الدعم السريع في الجيش؟
هل يتم دمج قوات الدعم السريع في الجيش؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أجمع خبراء على ضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، معللين بأن ذلك سيقود لعملية الإصلاح في القطاع الأمني، كما قالوا إن عملية الدمج تعد أهم مطلوبات الانتقال السياسي في البلاد، إذ يطالب البعض بوجود جيش قومي ومهني موحد، فيما حذر آخرون من عمليات الدمج وأرجعوا ذلك إلى أن عملية الدمج قد تقود إلى حرب أهلية سيما إن كانت عملية الدمج تمت بالقوة، وبين هذا وذاك، يبرز سؤال وسط المراقبين فحواه؛ هل سيتم دمج قوات الدعم السريع بالجيش؟ وماهي عقبات دمج الدعم السريع في الجيش؟

توفر الإرادة

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بحزب الامة القومي عروة الصادق لموقع “أفريقيا برس” إنه ومن المؤكد إذا توافرت الإرادة القوية لدى جميع الأطراف سيتحقق دمج قوات الدعم السريع بسهولة وسلاسة في الجيش، مستدركا، ولكن ما يؤسف له أن الإدارة الحالية للقوات المسلحة وعلى رأسها البرهان وقيادة الدعم السريع ليس لهما الرغبة في التوصل لجيش قومي موحد، ويضيف “نحن نرى تصرفاتهم بإقالة عدد كبير من كبار الضباط القائمين على ملف الترتيبات الأمنية وهو الأمر الذي سيعيق ويؤخر دمج وإعادة الدمج وتسريح منتسبي الحركات المسلحة، والتي ظلت العقبة الرئيسية، بجانب استقلالية الموارد المالية، للجيش عبر شركاته والدعم السريع عبر مؤسساته الاقتصادية” وهنا يقول عروة إن الحركات تلحق بذات النهج لتستحوذ على موارد بصورة أو أخرى.

ارتباط خارجي

ويرى الصادق أن الارتباطات الخارجية لبعض الجنرالات بأحلاف ودول وكيانات وأجهزة مخابرات أكبر عقبة أمام الوصول لجيش مهني قومي موحد، على اعتبار أن ذلك سيعزز من استقلالية القرار السياسي للدولة وهو ما لا تريده تلك الدول والأحلاف والتكوينات الأمنية، وأضاف “كذلك الارتباط العضوي لشركات دولية (ميروقولد) وجماعات أمنية (فاغنر) والتي يرى أنها أساس البلاء الذي سيعزز الانقسام بين المؤسسات النظامية والتكوينات المسلحة، لأنه في حال قيام الجيش السوداني الموحد الذي نعرفه سيصعب على تلك الجماعات القيام بالأعمال القذرة في الخرطوم ودول الجوار ويتوقف نزف الموارد المهربة وتتوقف تجارة المخدرات عبورا بالسودان”، مشيرا إلى أن كل هذا لن يحققه العسكر وحدهم الا مع قيام دولة مدنية ذات سيادة وحكومة مستقلة القرار وقوية الإرادة وصلبة العناصر وبالطبع يحول بيننا وبينها انقلاب 25 أكتوبر وقادته.

أهمية الدمج

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

وأعتبر المحلل السياسي الفاتح محجوب، أن مسالة دمج الدعم السريع في الجيش السوداني تعد واحدة من اهم اولويات الفترة الانتقالية ويوجد إجماع حول أهمية تنفيذها بين كل القوى السياسية السودانية ولا يختلف في ذلك ايضا قادة المكون العسكري، مستدركا “لكن الوضع الانتقالي المتقلب وضبابية مستقبل قائد الدعم السريع الفريق أول حميدتي هي ما يؤخر مشروع الدمج بين الجيش والدعم السريع”، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ “من الصعوبة على شخص التمتع بمكانة سياسية رفيعة ونفوذ اقتصادي وعسكري ان يقبل بالرجوع لمنصب عسكري عادي وايضا من الصعب على رجل بمثل مناصبه الرفيعة ان يغادرها للعمل السياسي متنازلا عن الوضع العسكري في ظل الوضع السياسي والأمني المضطرب”، ولهذا في نظر الفاتح سيتم تأجيل البت في دمج الدعم السريع في الجيش السوداني إلى حين البت في مستقبل قائد الدعم السريع الفريق اول حميدتي، منوها إلى إنه ومتى ما تم الاتفاق حول مستقبل الرجل فان دمج الدعم السريع سيكون اسهل واسرع لان معظم ضباط الدعم السريع هم اصلا من ضباط الجيش السوداني.

إماكنية الدمج

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

بالنسبة للباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح، فإنه لا يبدو أن دمج قوات الدعم السريع في مؤسسة القوات المسلحة كما يتمنى الجميع، ممكن في الوقت الراهن وذلك لعدة أسباب، منها بحسب عبدالقادر؛ إن الدعم السريع يعتبر وحدة من وحدات القوات المسلحة المختلفة بزيها وسلاحها وإدارتها، وهذا أكدته قيادات الدعم السريع في تصريحات عديدة وكذلك أكدت القوات المسلحة في أكثر من مرة بأن الدعم السريع جزء من القوات النظامية شأنه شأن قوات الوحدات الأخرى، مستدركا، لكن هنالك عدة تساؤلات أهمها؛ إذا كان فعلا ان الدعم يشكل وحدة ضمن وحدات أخرى داخل القوات المسلحة، لماذا هنالك قيادة متكاملة لهذه القوات تعمل بتناغم مؤسساتي يجعلها أقرب ما تكون إلى المؤسسة المستقلة؟ قبل أن يجيب قائلا “الإجابة على هذا السؤال تستلزم إيجاد تعريف واضح لهذه المؤسسة، هل هي مؤسسة ضمن القوات المسلحة أم مؤسسة مستقلة وموازية لمؤسسة القوات المسلحة؟” مضيفا بأن الدعم السريع مؤسسة مستقلة ومتكاملة الوحدات ولا يمكن وصفها بالمليشيا، لأن تعريف المليشيا يقتصر على القوات التي لا تقوم على مؤسسية بل هي قوات أشبه ما تكون بالقوات الشعبية التي لا تتمتع بالتدريب اللازم والتسليح النوعي، وهذا التعريف لا ينطبق على قوات الدعم السريع التي استطاعت أن تبلغ درجة عالية من التسليح المتنوع والتدريب المهني، ومؤسسة الدعم السريع بحسب صالح أيضا استطاعت بسبب الأموال الضخمة أن تجري تحديثا مستمرا لوحداتها، عليه بالنسبة لصالح لا يمكن وصف قوات الدعم السريع بالمؤسسة الموازية لمؤسسة القوات المسلحة ومؤسسات القوات النظامية الأخرى، مستدركا؛ لكن ذات الوصف أشبه بالحالة اللبنانية حيث يوجد بها مؤسسة حزب الله والمؤسسة العسكرية، وهذا يقول صالح أحدث إشكالات عديدة في كيفية إدارة الدولة واستقرارها السياسي.

معوق حقيقي

وبشأن معوقات دمج الدعم السريع في الجيش يقول صالح لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن أبرز معوقات دمج الدعم السريع في القوات المسلحة هو أن القوات المسلحة نفسها تحتاج إلى إصلاح وإعادة هيكلة بحيث تصبح مؤسسة ذات عقيدة وطنية خالصة بعيدة عن الاختطاف الأيديولوجي الذي شوه هذه المؤسسة طيلة الثلاثون عاما الماضية” وأردف “هنالك بعض القوى الإقليمية والدولية التي ترى بضرورة وجود قوات الدعم السريع بشكل مستقل خاصة في الوقت الراهن لدواعي متعلقة باستمرارية روح النظام البائد في عمق المؤسسات الحكومية في الدولة”، وهنا يقول صالح “إن برز الدعم السريع بمثابة الحليف الاستراتيجي لهذه القوى الذي سيعمل على كبح أي تحرك في إتجاه إعادة سلطة النظام البائد. هذا الدعم من بعض دول الإقليم يعتبر معوق حقيقي في اتجاهأاي محاولة لدمج قوات الدعم السريع في مؤسسة القوات المسلحة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here