بقلم : بدرالدين خلف الله
افريقيا برس – السودان. ثمة مخاوف مشروعة من تحول الصراع في دولة تشاد بعد مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى معركة مفتوحة بين حدود البلدين. وحذر مراقبون من تأثير الصراع التشادي على استقرار الأوضاع في إقليم دارفور المتاخم للحدود التشادية ونسف اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح. تأتي المخاوف في ظل تهديد غير مسبوق لجبهة التمرد التشادية المعروفة بـ “الوفاق من أجل التغيير في تشاد بدخول العاصمة التشادية انجمينا وسقوط الحكومة الانتقالية التي يقودها محمد دبي ابن الرئيس التشادي السابق. وتزايدت حدة التوترات في إقليم دارفور مؤخراً واندلعت أعمال عنف قبلية في منطقة الجنينة بغرب دارفور، أسفرت عن مقتل أكثر من ٣٠٠ شخص وسط اتهامات حكومية بمشاركة مجموعات مسلحة جاءت من تشاد في تلك الأحداث مع نفي تشادي في ذات الوقت.
مخاوف أمنية
الصحفي المهتم بالشأن الدارفوري حافظ كبير شدد في حديثه لموقع أفريقيا برس على أن الرئيس التشادي المتوفي إدريس دبي يتمتع بعلاقات قوية مع حركات الكفاح المسلح. وأشار إلى أن تشاد تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين السودانين في شرق البلاد. وقلل من تأثير التفلتات الأمنية في إقليم دارفور، و أرجع سبب ذلك لتوقيع معظم الحركات المسلحة على اتفاق جوبا.
وأبدى كبير مخاوفه من عدم تنفيذ برتوكول الترتيبات الأمنية الذي نص عليه اتفاق جوبا والذي يدعو لتكوين قوات مشترك بين الجيش السوداني والحركات المسلحة لتأمين الأوضاع في إقليم دارفور. وأشار إلى توتر الأوضاع في إقليم دارفور قبل مقتل إدريس دبي وتوقع أن تتسع حدة الصراع بين البلدين في حال نشوء أي توترات أمنية وعسكرية نشأت في الجارة تشاد.
وحذر من اندلاع حروب عرقية واثنية في الإقليم وأشار إلى تحالفات بعض الحركات المسلحة من شأنها خلق عدم استقرار الأوضاع في تشاد والسودان. وفي ذات السياق أوضح أن قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها دبي وعدد من قادة الحركات المسلحة الدارفورية ستكون دافع لمزيد من استقرار المنطقة.
تأثير كبير
حذر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا العالمية محمد خليفة صديق من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في دارفور بعد مقتل إدريس دبي . وقال إن هناك تداخل اثني وعرقي كبير بين دولة تشاد واقليم دارفور، وقطع في حديثه لموقع أفريقيا برس أن أي صراع في تشاد أو اقليم دارفور سوف يؤثر تأثيرا مباشر على الطرفين.
وأقر بأن مقتل الرئيس التشادي إدريس دبي سوف ينعكس سياسياً وعسكرياً وامنياً علي الأوضاع في دارفور. ولفت إلى أن تشاد كانت عمق استراتيجي وحديقة خلفية لعدد من الحركات الدارفورية المسلحة. ولم يستبعد صديق تأثير مقتل إدريس دبي على أوضاع الحركات المسلحة وعلى اتفاق جوبا بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح باعتباره أحد الضامنين لاتفاق جوبا. ونبه إلى أهمية تفعيل دور القوات المشتركة السودانية التشادية لحراسة الحدود بين البلدين وصد اي توترات يمكن أن تنشأ في ظروف ومتغيرات مابعد مقتل ادريس دبي.
وأعلن الجيش التشادي الثلاثاء الماضي تكوين مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد برئاسة محمد دبي، عقب مقتل والده متأثراً بجروح أصيب بها أثناء وجوده في ساحة المعارك بمواجهة متمردين شمالي البلاد.
وتوقع مراقبون أن تضاعف الخرطوم بعد مقتل ادريس ديبي جهودها للتوصل إلى اتفاق سلام مماثل مع باقي حركات دارفور غير الموقعة حتى الآن، من بينها حركة جيش تحرير السودان التي يتزعمها عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو.
ويشهد إقليم دارفور نزاعاً مسلحاً بين الجيش السوداني والحركات المسلحة، خلف ٣٠٠ ألف قتيل وشرد نحو ٢،٥ مليون شخص، الآلاف منهم لجأوا إلى تشاد، حسب إحصائيات رسمية من منظمات أممية .