هل يصمد انقلاب البرهان؟

134

بقلم: أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. يواجه الانقلاب الذي قاده القائد العام للقوات المسلحة في السودان، عبدالفتاح البرهان غضباً دولياً وشعبياً ، ففي الوقت الذي خرجت فيه جموع السودانيين منددة ورافضة للانقلاب في مليونية 30 أكتوبر، أعلنت دول مقاطعتها للانقلاب، كما أصدرت قوى سياسية في البلاد بيانا دعت فيه إلى “العصيان المدني الشامل”، وبين الرفض الدولي والشعبي للاجراءات التي أتخذها الجيش السوداني، يبرز سؤال عريض لدى المراقبين فحواه: هل يصمد انقلاب البرهان طويلاً أمام المد الشعبي والدولي؟

سيول جارفة

الطيب العباس، قيادي بقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بقوى الحرية والتغيير الطيب العباس لـ”افريقيا برس”: “إن انقلاب البرهان لن يصمد أمام السيول البشرية الجارفة، فالشعب السوداني أصبح أكثر وعياً بحقوقه السياسية”، مشيراً إلى أن الشعب سيستخدم السلاح السلمي الذي اسقط اعتى الدكتوريات في أفريقيا، وأضاف: “كذلك البرهان سيواجه عقبات العصيان المدني الشامل والذي سيشل الحكومة.

وتوقع العباس أن يسلّم البرهان الحكومة في غضون أسبوع، وقال: “إن الانقلاب ستقطاعه ايضا الدول والمجتمع الدولي كما أن النظام العسكري سيصبح في جزيرة معزولة على اعتبار أن الامم المتحدة واليونتامس في السودان رفضتا الانقلاب، لذلك أدعو البرهان إلى ضرورة التراجع عن قراراته وتسليم السلطة للمدنيين”.

استمرارية الانقلاب

البشرى الصائم قيادي بالادارة الاهلية في السودان

في حوار مع “أفريقيا برس” قال القيادي في المجتمع المدني بشرى الصائم: “إن انقلاب البرهان لن يستمر اسباب عدة أبرزها؛ خرق الوثيقة الدستورية التي تنظم الفترة الانتقالية، كما إنه جاء من غير توافق بين كل الاطراف السياسية في السودان – قوى الحرية والتغيير وحمدوك والمكون العسكري”.

وأضاف الصائم: “التجربة السابقة للحكومة المدنية أثبتت أن انفراد مجموعة واحدة بالحكم أدت للفشل – في اشارة لحكومة قحت السابقة – الان اذا اعتمد البرهان على قحت “ب”  كحاضنة سياسية له فإنه سيكرر ذات التجربة الفاشلة والتي مصيرها الزوال وعدم الاستمرار”.

وأضاف الصائم: “إن الشارع متمسك بشروطه وكذلك حمدوك وقوى التغيير متمسكون بشروطهم وبالتالي في ظل التمسك وعدم التوافق بين هذه المكونات فإن كل العوامل لن تنجح لاستمراية الانقلاب العسكري، كذلك هنالك خمسة مكونات تمثل قوى التغيير في السودان كلها رفضت الانقلاب وفي حال عدم توافقها مع الانقلاب وبدون إجماع هذه المكونات فإن الانقلاب لن يستمر”.

ونوه الصائم إلى وجود عائق آخر لاستمرار الانقلاب في السودان، قال إنه يتمثل في موقف المجتمع الدولي الرافض للإنقلاب، ومؤكدا في حال عدم تدخله في الأزمة وجمع الاطراف على طاولة واحدة، فإن الانقلاب لن يستمر وستطوقه عزلة دولية وهو الأمر الذي يؤدي إلى خنقه سياسيا واقتصاديا، مشددا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بحيث يعجل بدعوة كل أطراف الأزمة في السودان للتفاوض.

موقف طبيعي

الفريق حنفي عبدالله، خبير أمني

بينما قلل الخبير الأمني الفريق حنفي عبدالله من خطورة الشارع السوداني، موضحا في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ أن نسبة كبيرة من الشعب السوداني مع قرارات الجيش على اعتبار أنها تقود إلى تصحيح مسار الثورة وتحسين معيشة الناس، والذي يرى إنه ملف فشلت فيه الحكومة المدنية السابقة.

واعتبر عبدالله أن موقف المجتمع المدني “طبيعيا”، مستدلا بالاجراءات التي أتخذها إبان تعليق المفاوضات بين المكون العسكري والمدني والتي كانت تتمثل في تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، منوها إلى أنه وفور إعلان حمدوك وقتها للحكومة فك التجميد، مؤكدا أن ذلك سينطبق أيضا على الفريق البرهان حيث بمجرد تشكيل رئيس الوزراء الجديد للحكومة، فإن المجتمع الدولي سيزيل كل القيود، منوها إلى أن المجتمع الدولي يدرك مصالحه في السودان ومع من تحقق، وقطع بأنه لن يتدخل في الأزمة السياسية في السودان، كما إنه – اي المجتمع الدولي – يعتبر حسب حنفي أن ما يجري في السودان شأن داخلي  لذلك فإن استمرار البرهان في الحكومة وارد وبقوة .

مرحلة اللاعودة

الرشيد محمد إبراهيم – أستاذ علوم سياسية

ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، الرشيد محمد ابراهيم، أن الخطوة التي أقدم عليها الفريق البرهان هي مرحلة اللاعودة، منوها  إلى أنها  كانت خطوة مدروسة، كما إنه بحسب الرشيد الذي تحدث ل”افريقيا برس”؛ فإن الجيش قام بقياس تأثير الأوضاع الداخلية والخارجيه على قراراته، وبناء على ذلك اتخذ القرار، وبالتالي؛ فإنه سيستمر في الحكم، متوقعاً أن تصدر قرارات في غضون الأيام القادمة تسفر عن تشكيل الحكومة .

هذا وقال المستشار الإعلامي للفريق البرهان، العميد الطاهر أبوهاجه، إنه لا تراجع عن قرارات 25 اكتوبر، وقال: “حتى لو تزحزح جبل أُحد فإننا لن نتراجع ، ولن نسمح بأي تشويش يحدث في الفترة الانتقالية، وماحدث أمس في موكب 30 أكتوبر هو حق دستوري وسنحمي كل المواكب التي تخرج، فضلا عن تحقيق مطالبها”.

وحول المعوقات التي تواجه البرهان يقول الرشيد: “تتصدر المعوقات؛ الإجماع على رئيس وزراء ورئيس قضاء في الحكومة القادمة على اعتبار إنهم يحتاجون لآليات ومؤسسات”.

شعب صامد

مراقبون أشاروا إلى أن البرهان لن يستطيع الصمود  مستدلين بعدم قدرة البشير في الحفاظ على السلطة والذي حكم لثلاثة عقود، بيد إنه لمدة سته أشهر سقط أمام الشارع، وتوقع المراقبون أيضا ألا يستمر هذا الانقلاب أكثر من أسبوعين على اعتبار أنه لا يمتلك حتى جزءً من القوى التي كان يستند عليها البشير والذي تم إسقاطه، فالشعب السوداني -بحسب كثيرين- صامد، كما أن هناك إصرار كبيرعلى تحقيق الحكم المدني في السودان.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here