هل يعود المؤتمر الوطني عبر لافتات الطرق الصوفية؟

69
هل يعود المؤتمر الوطني عبر لافتات الطرق الصوفية؟
هل يعود المؤتمر الوطني عبر لافتات الطرق الصوفية؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. خلفت مبادرة “الطيب الجد” أسئلة عديدة، أبرزها تلك التي تتوقع عودة المؤتمر الوطني عبر لافتات الطرق الصوفية، وهل المبادرة بغرض الخروج من نفق البلاد المظلم كما روج لها؟ أم صممت لعودة الاسلاميين؟ ومن يقف خلفها؟

ظهور لافت

وبشكل لافت ظهر عدد من رموز النظام السابق وحلفائهم، في مؤتمر المائدة المستديرة لمبادرة أهل السودان، التي يرعاها رجل الدين المتصوف، الطيب الجد، حيث شارك في مؤتمر المبادرة قادة في حزب البشير المحلول، وعدد من قادة الأحزاب التي كانت شريكة لنظامه حتى سقوطه في 11 أبريل 2019، ومن ضمن المشاركين في المؤتمر، رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، ووزير الصحة الأسبق بحر أبو قردة، ووزير الداخلية والإعلام الأسبق أحمد بلال، ورئيس حزب التحرير والعدالة القومي التجاني سيسي، كذلك شارك قادة أصحاب صلات بالنظام المباد، أهمهم ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك، وزعيم مجلس الصحوة الثوري موسى هلال، والمساعد السابق للبشير موسى محمد أحمد، كما إنه وبحسب صحيفة التغيير شارك إعلاميون، وكوادر شبابية معروفين بولائهم للنظام المباد، في أعمال المؤتمر. وبالرغم من تنصل قادة المبادرة في أكثر من مناسبة، من وجود أية صلات تربطهم بالنظام المباد، الا أن الاتهامات تطال المبادرة بأنه يقف خلفها زعيم الحركة الاسلامية والقيادي بالمؤتمر الوطني علي كرتي وذلك بالتنسيق والتعاون مع حلفائهم في الجيش الذي يقوده البرهان.

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، الأمين السياسي لحركة “حق” وقيادي في قوى الحرية والتغيير

إمكانية العودة

وفي رده على سؤال “أفريقيا برس”؛ هل يعود المؤتمر الوطني والاسلاميين عبر لافتات “الطرق الصوفيه”؟ يقول القيادي في قوى الحرية والتغيير مجدي عبدالقيوم “كنب”؛ “لا الطرق الصوفية ولا حتى الإدارة الأهلية بمقدورها إعادة المؤتمر الوطني للساحة السياسية، فالعمل السياسي رهين بالقوى السياسية وليس اللافتات الدينية” مشيرا إلى أن الإسلاميين أنفسهم لا يمكن وضعهم في سلة واحدة، فالمؤتمر الوطني بحسب كنب تحديدا لا مجال له للعودة إلى الساحة السياسية بل وحتى كثير من رموزه الذين ارتبطوا بالفساد والجرائم بشتى انواعها، جازما بأن الطرق الصوفية بطبيعتها المعروفة لن تكون جسرا للإسلام السياسي للعودة إلى المشهد.

جعفر خضر، عضو مبادرة القضارف للخلاص والقيادي السابق بقوى الحرية والتغيير

وقفات مشرفة

يقول العضو التنفيذي لحركة بلدنا جعفر خضر لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن لمشايخ الطرق الصوفية احترامهم وسط قطاعات كبيرة من الشعب السوداني، ومنهم من له وقفات مشرفة مع ثورة الشعب السوداني، مثل الشيخ ازرق طيبة والشيخ الياقوت والشيخ أحمد الطيب زين العابدين وغيرهم”، مستدركا “لكن مبادرة الشيخ الطيب الجد التف حولها حلفاء المؤتمر الوطني ورحب بها السفاح البرهان، وهذا يكشف انها أقرب لصف الانقلابيين، مما يجعلها غير مؤهلة للمساهمة في حل الازمة السودانية”، متوقعا أن يكون الهدف منها عودة المؤتمر الوطني للساحة السياسية، وتابع “إن البداية الصحيحة لأي مبادرة هي أن تعرف ما جرى في 25 أكتوبر بأنه انقلاب وأن تضع مسألة العدالة في صلب طرحها لإنصاف مئات الشهداء قبل الانقلاب وبعده، وإلا فإنها بحسب خضر لن تقدم شيئا”.

أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير
أحمد حضرة، عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير

فرض واقع جديد

فيما، يرى عضو المجلس المركزي لقحت أحمد حضرة لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن مبادرة الطيب الجد مصممة لفرض واقع سلطة جديد يسيطر عليه النظام البائد والعسكر”، مشيرا إلى أن “من يقف خلفها هم عناصر المؤتمر الوطني ورموز الإسلاميين الذين يتدثرون خلف اللافتات الدينية” مؤكدا أن “الشارع سيرفض محاولة أي عودة لهم على اعتبار إنه كشف زيفهم وتملقهم عبر الشعارات الدينية والالتفاف حولها”.

اجتماع الوثبة

وشن القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق هجوما لاذعا على مبادرة الطيب الجد قائلا: “أصلا مبادرة ميتة وهي عبارة عن اجتماع لحوار الوثبة ينقصه إحضار المخلوع من السجن”، وتابع “أبونا الطيب الشيخ الجد سليل مسيد تاريخه حافل وحاشد بمعاني وقيم سودانية لا ينكرها إلا مكابر، ولكن محاولة الزج به وإرثه في معترك سياسي مشحون، واقحامه في أجندة الصراع المحموم أمر خاطئ، لأنه بدأ بداية خاطئة ومنحازة للانقلاب”، وأضاف “ها هو يعزز عدم حياده بجمع السدنة وفلول النظام البائد ومستشاري ومساعدي ووزراء المخلوع ليكونوا محضرين لما سمي بمبادرة أهل السودان، وقطع بحسب الانتباهة بعدم جدوى المبادرة وبلا قيمة ولا يرجى منها خير”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here