أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. في إطار وقف الحرب، نشرت مجلة المجلة وثيقة “الحل السياسي” والتي اقترحها ائتلاف القوى المدنية “تقدم” برئاسة عبدالله حمدوك، وتنص الوثيقة على وقف الأعمال العدائية، وتشكيل حكومة انتقالية مدنية وجيش موحد خلال فترة تستمر 10 سنوات، وتتألف الوثيقة من 3 أقسام؛ تشمل مبادىء وأسس الحل الشامل والدعم الإنساني ووقف العمليات العدائية لمدة 60 يوماً، كما تتضمن وثيقة حمدوك حواراً شاملاً يستثني حزب المؤتمر الوطني السوداني. وتمنح الوثيقة قائدي الجيش والدعم السريع بعد _إحالتهما للتقاعد_ الحصانة من الملاحقات القانونية، كما تمنحهم الحق في ممارسة العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات بعد الفترة التأسيسية للفترة الانتقالية الاولى.
خطورة الوثيقة
المحلل السياسي محمد عبدالجبار، حذر من خطورة وثيقة “تقدم” إذ قال لموقع “أفريقيا برس”؛ “سيكتشف السودانيون بعد هذا الاتفاق أن المشكلة الأساسية في الأزمة الإنسانية ليست وقف الإدانات أو الرصاص الطائش على المدنيين”، مستدركا “ولكن وجود طرف يسيطر على الأرض _ يقصد الدعم السريع_ وهو بلا أخلاق ويتعامل بصورة بربرية وعنيفة مع العزل”، مستشهدا بجرائم الدعم السريع التي ارتكبها في الجزيرة والخرطوم ودارفور، داعيا في ذات الوقت لإبعاد قوات الدعم السريع من أي اتفاق قادم، مؤكدا أن” تقدم” تريد إرجاعه للمشهد السياسي عبر هذه الوثيقة على اعتبار جناحها العسكري.
وضع كارثي
ويرى عبدالجبار أن سيناريو إتفاق سياسي يشمل قوات الدعم السريع يطفي “شرعية” على جرائمه، متوقعا أن يكون الوضع كارثيا وأكبر من الحرب بكثير. واردف بالقول “بعد هذا الاتفاق بدل من أن نقول إنتهاكات من قبل قوات التمرد سوف نقول تجاوزات حدثت في مناطق الدعم السريع الموقعة على إتفاق كذا”. مضيفا “واهم من ظن أن اتفاق يوقع في المنامة قادر على تهذيب بربرية الدعم السريع أو تغيير طبيعته التي تستند أساسا على هذه الممارسات كجزء من نشاطه اليومي”، والتي بدونها يقول عبدالجبار “سيتلاشى”.
هدف الوثيقة
ويذهب في ذات الاتجاه القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “لا مستقبل للدعم السريع في المشهد السياسي”، وأرجع الأمر للجرائم التي ارتكبها في الجزيرة والخرطوم، مؤكدا إن هذه الجرائم كفيلة بإبعاده من المشهد السياسي.
في وقت اتهم فيه كرار تنسيقية القوى المدنية “تقدم”، بأنها تقف خلف قوات الدعم السريع، داعيا إياها لإدانة جرائمه والتي في نظره جرائم يندى لها الجبين. ويقول كرار “إن الوثيقة المطروحة من تقدم لن يقبل بها الشارع الواقف مع الجيش السوداني”، مؤكدا إنها تهدف إلى تحقيق أجندة غربية عبر أدوات قوى “تقدم” وقوات الدعم السريع. ويرى كرار أن الوثيقة لم تحترم الشعب السوداني التي انهكته الحرب، لافتا إلى انها وثيقة ناقصة ولم تشمل بنودا تتعلق بحياة المواطن ولا أهدافه وتطلعاته.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس