أحمد جبارة
أفريقيا برس – السودان. أثارت عصابة في الخرطوم تعرف باسم “9طويلة” الهلع وسط المواطنيين، حيث تنشط هذه العصابات في عملية نهب علنية للهواتف والحقائب من الاشخاص، ويرى البعض أن تنامي ظاهرة “9طويلة” يعود إلى التراخي في حسمها من قبل السلطات، إذ يقولون إن الشرطة لاتتخذ خطوات عملية لحسم الظاهرة، فضلا عن عدم سن قوانين رادعة في مواجهة مرتكبي الجريمة.
انفلات أمني
وشهدت الخرطوم الأيام الماضية انفلاتات أمنية واسعة، ففي أمدرمان تعرض صحفي إلى عملية نهب من قبل مجموعة مسلحة بمنطقة الثورة، وقال الصحفي عمار حسن؛ اثناء تحركة من منزله بالثورة إلى مقر الصحيفة التي يعمل فيها بالخرطوم، قابلته مجموعة تحمل عصي وأسلحة مختلفة، وأضاف أن المجموعة وعقب الإعتداء عليه تمكنت من الإستيلاء على دارجته النارية ماركة ”جي إن 2019”، بالإضافة لمبلغ مالي قدره بـ”75″ الف جنيه.
كذلك، لقي صاحب متجر مصرعه ضحية للتفلت الأمني بولاية الخرطوم بعد ان أطلقت عليه عصابة مسلحة وابلا من الرصاص في متجره بامدرمان، وكشف متابعون ان الفقيد قاوم العصابة التي حاولت السطو على محله ليقوم أحد افرادها باطلاق النار عليه في البطن ولاذوا بالفرار على متن ركشة.
ارتباط الظاهرة

يقول القيادي بتيار المستقبل أحمد شخصية في تصريحات لموقع “أفريقيا برس”؛ إن ظاهرة “9طويلة” ارتبطت ارتباطا وثيقا بروشتة البنك الدولي، معتبرا إنه توجه جديد أثّر على المجتمع والاقتصاد وخلق الظاهرة، وفي رده على سؤال كيف يمكن إنهاء ظاهرة “9طويلة”؟ يقول شخصية “لكي ننهي الظاهرة يفترض نعمل واحد من اثنين؛ اما الدولة تمنع ركوب الدراجات النارية مثل ما حدث في دارفور للتقليل من معدلات الجريمة أول نستلهم نموذج البرازيل في ريدو جا نيرو و تتعامل الحكومه مع المجرمين بمنطق shot to kill”، واردف “و الله في شهر الخرطوم دي تاني الواحد معلقة ما يقدر يسرقها”.
قرار خاطئ

فيما يقول الخبير الأمني والعسكري، ياسر أحمد الخزين “نحمل مسؤولية جرائم “9طويلة” للأجهزة النظامية الحكومية والتي بسببها اضطر المواطن لأخذ حقه بيده وكأنها شريعة غابة لا دولة قانون”، وفيما يتعلق بأسباب الظاهرة ارجع ذلك لحل هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة، معتبرا إنه قرار خاطئ، ومشددا على مراجعته وإلا فتبعاته بحسب الخزين ستنسحب على الوضع الأمني، وأضاف الخزين “كذلك من انتشار الظاهرة سحب بعض صلاحيات قوات الشرطة والتعديل في قوانينها وقبل هذا وذاك دخول جيوش الحركات المسلحة للمدن الكبيرة دون تأهيل نفسي أسوة بما كان يتم عبر لجنة الـ(ِِDDR) ثم الإدماج في المجتمع، وقال الخزين لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن بعض منسوبي الحركات المسلحة لازالت تسيطر على بعضهم عقلية التمرد والنهب والسلب مما يعني إنهم جزء من الظاهرة، كما ارجع الخزين أنتشار جرائم تسعة طويلة لعدم وجود القانون الرادع والصارم في حقهم، فمن أمن العقوبة يقول الخزين أساء الأدب”.
أسباب عديدة
ثمة من يرى عدة اسباب وراء ظاهرة “9طويلة” أبرزها؛ ضعف التنسيق الذي كان قائماً بين الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة الجريمة، بجانب الهجمة الشرسة على الأجهزة الأمنية من قبل النشطاء، وإحالة الصفوف العليا من قيادات الشرطة للتقاعد وتقزيم دور جهاز الأمن والمخابرات الوطني وحصر مهامه في جمع المعلومات فقط والذي بحسب المراقبين؛ كانت لديهم ادارات متخصصة بامكانيات كبيرة تساند الشرطة في مهمتها، وقالوا إن احلال تلك المنظومة وإبدالها بمنظومة جديدة كانت بعيدة عن الخطط الأمنية وانهاء دور المجتمع ومسؤوليته في بسط الأمن وهو الأمر الذي ترك مساحة كبيرة تتحرك فيها العصابات الاجرامية التي تكاثرت بفعل الظروف الاقتصادية والسياسية والسياسات الرعناء بالعفو عن التشكيلات الإجرامية وإطلاق سراحها دون أن يصاحب العفو اجراءات اصلاحية ووقائية.
في وقت نفى مصدر حكومي أن تكون الأجهزة الأمنية متقاعسة عن واجبها موضحاً بانها تحتاج لدعم الدولة وتوفير المعينات لها والاهتمام بمنسوبي تلك الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الشرطة التي أضحت مهنة طاردة ولا توفر أبسط سبل المعيشة وقال “الى وقت قريب كان افراد الشرطة يعادلون الفئة العمالية في الهيكل الوظيفي للخدمة المدنية”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس