الخرطوم وموسكو تعاون جديد وسط صراع دولي

64

بقلم : بدرالدين خلف الله

عادت روسيا إلى المشهد السوداني بقوة بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ودخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط المصالح المشتركة.

تأتي روسيا لتقوية علاقاتها مع السودان وهي تحمل اتفاقيات قديمة ومصالح مشتركة بجانب استثمارات و تبادل تجاري وصل إلى حوالي 350 مليون دولار في عام 2017 شمل مجالات حيوية أبرزها التعدين في مجال الذهب.

وفي مايو 2019، تم تفعيل اتفاقية دخول السفن الحربية لموانئ البلدين، بعد الإطاحة بنظام عمر البشير، الذي بدأ انفتاحه على روسيا خلال السنوات الأخيرة من فترة حكمه وأعلنت روسيا حينها دعم السودان لفترته الانتقالية التي يمر بها .

واتفق السودان وروسيا في 6 نوفمبر 2020 على انشاء مركز لوجستي على ساحل البحر الأحمر السوداني وتطوير وتحديث بنيته التحتية بهدف صيانة السفن الحربية الروسية وتموينها ويستوعب أربع سفن بما فيها تلك المزودة بتجهزيات نووية
وترك الاتفاق جملة من التساؤلات حول الرسائل التي يحملها والتداعيات على التوازن الاستراتيجي على منطقة البحر الأحمر .

أهمية الاتفاق للسودان

انشاء مركز لوجستي يشير إلى حرص السودان على الانفتاح المتوازن على العالم ودرء هيمنة قوة دولية واحدة في التعامل مع السودان لا سيما وأن السودان ذاق مراً في فترة التضيق عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتساعد العلاقات مع روسيا تعزيز القدرات الدفاعية السودانية لردع أي محاولة ضد السودان والتدخل في سيادته وشؤونه.

كما أن المركز اللوجستي الروسي سيمكن السودان من الحصول على الدعم الروسي اللازم لتطوير الاسطول السوداني وتنمية القدرات البحرية والعسكرية وييتيح فرص التدريب العسكري للقوات السودانية المختلفة.

فوائد روسية

يسهم المركز اللوجستي الروسي بالتأكيد في تعزيز الحضور الاستراتيجي الروسي في المنطقة العربية، والشرق الأوسط، في ضوء مثلث القواعد البحرية الروسية في سوريا و السودان و ليبيا، وما لذلك من تداعيات استراتيجية هامة.

بجانب أن وجود المركز سيساعد روسيا على توسيع حضورها البحري في منطقة القرن الإفريقى، وإفريقيا بصفة عامة
ويتيح المركز أيضاً آفاقاً رحبة لتنمية التعاون العسكري الروسي الإفريقي، ويفتح الأسواق الإفريقية للسلاح الروسي.

مستقبل حاضر

الخبير الاقتصادي هيثم محمد فتحي شدد في حديثه لموقع أفريقيا برس أن روسيا أكبر مستثمر في مجال التعدين عن الذهب، بجانب استثمارها في مشروعات الطاقة و الغاز .

ولفت إلى أن هناك شركات روسية تحاول الدخول في مجال استكشاف واستخراج البترول وأكد أن روسيا قدمت الكثير للسودان، ونبه إلى أن العلاقة قوية ومتينة وثابتة و لم تتغير أو تمر بفترات جمود أو برود. و أوضح فتحي أن موسكو تبحث عن موطيء قدم عسكري ثابت في منطقة البحر الاحمر لتأسيس وجود عسكري بحري.

صراع غير مؤثر

وقلل فتحي من حجم الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على ساحل البحر الأحمر وأشار إلى الفرق الشاسع بينهما وأعتقد أن روسيا يمكنها منافسة الدول المتوسطة مثل تركيا. و قطع بأن السودان سيتجه نحو أمريكا بعد أن فتح صفحة جديدة معها ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ووقع السودان وروسيا عدة اتفاقيات في مجال التعاون العسكري، والأمني خلال زيارة الرئيس السابق عمر البشير، لموسكو في 2017، تتعلق الاتفاقيات بالتدريب، وتبادل الخبرات، ودخول السفن الحربية لموانئ البلدين.

وفي مطلع فبراير 2020 أكدت حكومة الفترة الانتقالية التزامها بتفعيل الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين الخرطوم وموسكو .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here