تحركات أمريكية أفريقية لاحتواء أزمة سد النهضة الأثيوبي

75

بقلم : بدرالدين خلف الله

ترتفع وتيرة التحركات الدولية لاحتواء أزمة سد النهضة الأثيوبي للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاث أثيوبيا ومصر والسودان قبل موعد الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل. ولم تشفع المباحثات والمقترحات في إقناع الجارة الأثيوبية بالعدول عن مواقفها لقبول الوساطة الأوربية والأمريكية أو اثنائها عن موقفها الأحادي بشأن الملء الثاني.

وتبدو فرص نجاح التحركات الإقليمية والدولية المكثفة ضئيلة مقارنة مع اصرار الجانب الأثيوبي الممسك برؤيته حول مفاوضات يرعاها الاتحاد الافريقي ورفضه للعديد من المقترحات الثنائية من مصر والسودان. بيد أن خبير مياه النيل السوداني د. أحمد المفتي توقع أن تستجيب أثيوبيا للضغوطات الدولية وتقبل بالوساطة الأمريكية ومن ثم التوصل الى اتفاق ملزم يتضمن الملء والتشغيل وتبادل المعلومات، واعتبر المسودة الأمريكية التي رفضتها أثيوبيا في فبراير 2020 أفضل خيار للجانب الأثيوبي وأشار إلى أن الجانب السوداني قدم تنازلات كثيرة لم تحترمها أثيوبيا.

مباحثات أمريكية سودانية

و بحث رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان مع المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، أزمة ملف سد النهضة الأثيوبي ومايمكن أن تلعبه الإدارة الأميركية في تسوية الخلاف القائم بشأن سد النهضة. ومن المتوقع أن يتلقي فليتمان الذي يزور الخرطوم حالياً أطراف سد النهضة الثلاثة لتقريب وجهات النظر والدفع بمقترحات جديدة ربما تسهم في التوصل لحل يرضي جميع الأطراف.

في المقابل أكد الفريق البرهان أن موقف يركز على حل الخلاف بطرق سلمية مع احترام حقوق السودان وحصصه المائية التي تقرها الاتفاقيات الدولية. وشدد على ضرورة التوصل إلى إتفاق بين الدول الثلاث حول قضايا الملء والتشغيل.

وبشأن ما يجرى على الحدود بين السودان وأثيوبيا، أوضح رئيس مجلس السيادة ان إنتشار القوات المسلحة الأخير تم داخل الحدود السودانية التى أقرتها إثيوبيا في عدد من المناسبات وحددتها الاتفاقيات التاريخية وشرح البرهان موقف السودان من النزاع الحدودي. وتابع “لم يتبقى إلا وضع العلامات الحدودية بين البلدين. وأشار البرهان الى إستعداد السودان للتعاون مع إثيوبيا في حل قضاياها الداخلية إنطلاقا من علاقات حسن الجوار بين البلدين.

من جهته أكد المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان أهمية السودان والقرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر للولايات المتحدة الأمريكية وطالب السودان للوقوف معه لإنجاح مهمته في التوصل لحل بشأن أزمة سد النهضة الأثيوبي.

مبادرة أفريقية

في خضم التحركات الأمريكية نحو الخرطوم بحث الرئيس الكنغولي فيليكس تشيسكيدي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان ووزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق ملف سد النهضة ودفع الرئيس الكنغولي بمقترح لحل أزمة سد النهضة الأثيوبي وتأتي أهمية المقترح من حيث إن الكنغو رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي وتعلب جهود مقدرة في حل الأزمة.

وفي ذات السياق اوضحت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي فى تصريح صحفى، أن مبادرة دولة الكنغو قيد البحث من الجهات المختصة. وقالت إن موقف السودان قائم على مرجعية القانون الدولى وعلى إتفاقيات سابقة بين السودان وأثيوبيا، إضافة إلى إعلان المبادئ الذى تم توقيعه بين قيادات الدول الثلاث في الخرطوم في مارس 2015.

رد أثيوبي

قطعت الخارجية الأثيوبية بأنها تسعى في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء السد الثاني دون التطرق للقضايا الأخرى مؤكدة أن مكاسب السد للجميع. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأثيوبية دينا المفتي أن مصر والسودان يسعيان لتأويل قضية سد النهضة بينما نحن متمسكون برعاية الاتحاد الافريقي للمفاوضات ودعا المفتي دولتي المصب السودان ومصر باتفاق شامل وملزم حول آليات وتشغل السد قبل البدء في تنفيذ الملء الثاني في يوليو وأغسطس المقبلين.

وتتبادل مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى الاتهامات في عدم التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد. ويصعد السودان ومصر من حدة خطابهما ضد اعتزام إثيوبيا المضيّ قدما في تنفيذ الملء الثاني للسد في يوليو المقبل. ومؤخراً حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من المساس بحصة مصر من مياه النيل، مشيراً إلى انفتاح مصر على جميع الخيارات.

وأكدت إثيوبيا في وقت سابق من الشهر الجاري أن مرحلة الملء الثانية للسد ستتم في موعدها في موسم الأمطار المقبل، وعرضت استعدادها لتبادل المعلومات عن عملية الملء مع مصر والسودان اللتين رفضتا العرض الإثيوبي باعتباره “مخالفا لمقررات القمم الأفريقية التي عقدت حول القضية”. وتشدد القاهرة والخرطوم على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here