ما دلالات إعفاء وترقيات البرهان لضباط الجيش؟

206
ما دلالات إعفاء وترقيات البرهان لضباط الجيش؟
ما دلالات إعفاء وترقيات البرهان لضباط الجيش؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أصدر رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قرارا بإعفاء قادة عسكريين بارزين من مناصبهم وأحالهم للمعاش، كما أعاد تشكيل رئاسة أركان القوات، وشملت القرارات ترقية كل من نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة الفريق الركن منور عثمان نقد، ونائب رئيس هيئة الأركان للتدريب الفريق الركن عبد الله البشير أحمد الصادق لرتبة الفريق أول وإعفائهما وإحالتهما للتقاعد، وتضمن القرار إعادة تشكيل رئاسة هيئة الأركان، بالإبقاء على الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين الحسن رئيسا.

إعفاء روتيني

عبدالقادر محمود صالح، باحث في العلوم السياسية

وتباينت ردود الأفعال بشأن الترقيات والاعفاءات، فيما يرى البعض، أن الاجراء طبيعي ومعتاد داخل القوات المسلحة، ذهب البعض الآخر إلى أن الترقيات والاعفاءات تهدف إلى وجود ضمان ولاء من القيادات الجديدة للبرهان وتجنب اي انقلاب من القادة الذين تم اعفاءهم، وبين هذا وذاك، يرى الباحث السياسي عبدالقادر محمود صالح، أن الإعفاءات والترقيات التي تمت خلال الأيام الفائتة روتينية دأبت المؤسسة العسكرية إجرائها بإستمرار لتجويد العمل وإتاحة المجال للقيادات العسكرية الأخرى لا سيما أن المؤسسة العسكرية تعج بالضباط ذوي الرتب العليا، واستدرك، لكن من جهة أخرى يمكن النظر إلى الإعفاءات الأخيرة من زاوية ضمان ولاء القيادات الجديدة للسيد البرهان والمقربين له من أعضاء مجلس السيادة وتجنب أي محاولة يمكن أن تقود إلى انقلاب ضد البرهان بواسطة غير الموالين له في المؤسسة العسكرية، وأضاف لموقع “أفريقيا برس”؛ كذلك ومن جهة ثانية، ربما التغيير الذي طال المؤسسة العسكرية ستنعكس ظلاله على الوضع السياسي الراهن بحيث تتم تصفية الثورة وقمع الثوار والتأسيس لحقبة ديكتاتورية جديدة تقودها المؤسسة العسكرية لفترة يطول أمدها لعشرات السنوات، ورأى صالح أن قيادة هيئة الأركان وقيادات الوحدات العسكرية هي من أهم أضلاع المؤسسة العسكرية التي لو تماسكت حول رؤية واحدة دون وجود تناقضات داخلها يمكن أن تعيد ترتيب وإعادة صياغة الوضع السياسي الراهن بشكل أكثر فاعلية وتقمع الشارع الذي يخرج ضدها ، وهنا يقول صالح “ينبغي الإشارة إلى التغيير الذي طال هيكل الشرطة عندما تم تعيين السيد عنان مديرا عاما للشرطة وهو من المقربين للسيد البرهان، وقتها الشرطة استطاعت أن تقمع الثوار في المواكب والمليونيات بشكل وحشي غير مسبوق يتجاوز ما كان يقوم به جهاز الأمن والمخابرات الوطني التابع للمخلوع البشير”.

ترقيات متوقعة

عبدالماجد عبدالحميد، كاتب صحفي

فيما يقول الكاتب الصحفي عبدالماجد عبدالحميد “إن الترقيات والتعديلات التي أجراها الفريق البرهان وأعاد بموجبها تشكيل هيئة أركان القوات المسلحة خلت من المفاجأة”، مشيرا إلى أن القادة الذين تمت ترقيتهم للرتب الأعلى وإحالتهم للمعاش كان متوقعاً مغادرة مواقعهم الرفيعة بعد الخدمة الطويلة الممتازة وأن القادة الذين تمت ترقيتهم وتكليفهم بمهام جديدة يستحقون ثقة القائد العام للجيش، ونبه إلى أن قرار إحالة الفريق عصام كرار قائد القوات البرية إلى التقاعد هو مفاجأة تعديلات البرهان في قيادة أركان الجيش حيث الفريق عصام الدين كرار بحسب عبدالماجد كان محل تسليط عدسات وكاميرات وأحاديث مجالس السياسة وسط فرقاء المشهد السياسي السوداني حيث ذهبت بحسب عبدالماجد تكهنات عديدة لترشيحه لشغل منصب بين السياسي والعسكري ، وهو الامر الذي قال عنه عبدالحميد دفع ثمنه الفريق كرار حيث لم يكن هو شخصياً طرفاً في التلميع السياسي، وتابع؛ هكذا هي مجالس السياسيين كثيراً ما تفسد على كبار ضباط الجيش خط سيرهم العسكري وتخرجهم من بزتهم العسكرية إلى المعاش المُبكر، واردف؛ كذلك البرهان أبقى على الفريق عثمان الحسين في موقعه وهو أمر كان متوقعاً على اعتبار أن الحسين ظل منذ فترة أقوى رجال المؤسسة العسكرية بالقرب من البرهان والذي يصعب عليه في الراهن والقادم العمل بعيداً عن رفقة الفريق عثمان الحسين، وقال عبدالحميد في منشور عبر فيسبوك “إن التعديلات التي أجراها البرهان أزاحت عدة متاريس وإختناقات في هرم الترقيات داخل الجيش السوداني وفي ذات الوقت أضافت قيادات جديدة سيكون لها تأثير قوي داخل المؤسسة العسكرية والتي بحسب عبدالماجد تواجه عدة تحديات داخلية وخارجية تجعل من تماسكها القيادي واجب الوقت الذي يأمله جنود القوات المسلحة السودانية قبل قياداتها العليا.

شأن داخلي

اللواء الصوارمي خالد سعد، خبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية

أما الناطق السابق للجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، اعتبر في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ ان ما قام به البرهان إجراء عادي ويدخل في إطار الشأن الداخلي للقوات المسلحة، في وقت أستبعد أن تكون الترقيات والاعفاءات لها علاقة بالعمل التنظيمي والسياسي، مستدلا بأن كل من طاله الإعفاء ليس لهم إنتماءات سياسية وإنما معروفين أشخاص ذات خلفيات عسكرية، واردف؛ هؤلاء الذين تم إعفاؤهم عسكريون من الدرجة الاولى وأن القوات المسلحة تقوم بهذا الاجراء في كل عام ونصف عام”.

 

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here