بقلم : بدرالدين خلف الله
شهدت العاصمة الأوغندية كمبالا التوقيع على اتفاقية مقر رئاسي جديد لمنظمة الدعوة الإسلامية بعد حل مكتبها الرئيس ومصادرة ممتلكاتها وأصولها في السودان في 11 أبريل الماضي بتهم ارتباطها بنظام المعزول البشير. تعود المنظمة لتدشين نشاطها رسمياً في الأراضي الأوغندية وتتخذ من كمبالا مكتب رئاسي، يقول مسؤولي المنظمة إنه خطوة جيدة لتفعيل العمل وتوسيع النشاط في دول القارة الأفريقية. وقع اتفاقية المقر رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الشيخ عبدالرحمن آل محمود ومن جانب الحكومة الأوغندية وزير الدولة للشؤون الخارجية والدولية الأوغندي هنري أوكيلو أوريم.
و منحت الحكومة الأوغندية كافة التسهيلات بما فيها الاعفاءات الجمركية والضرائبية واعتبرت مقرها الجديد مكسب للشعب الأوغندي. و أشاد رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الشيخ عبدالرحمن آل محمود بترحيب دولة أوغندا وقال لموقع أفريقيا برس إن اختيار أوغندا جاء بناءً على ظروفها الاقتصادية والأمنية ووصفها بالجيدة. وانتقد بشدة قرار الحكومة السودانية اغلاق مكتبها ومصادرة ممتلكاتها وأصولها واعتبر ذلك مخالف للاتفاقيات الدولية.
علاقة وثيقة
الباحث الأوغندي في الشأن الإنساني مزمل إلياس لوبيقا قال لموقع أفريقيا برس إن موافقة الحكومة الأوغندية باستضافة منظمة الدعوة مرتبط بالعلاقة المتينة التي تربطها بالمنظمة ووصفها بالتاريخية. وقطع بأن الارتباط الوثيق يتصل بما تقدمه من خدماتها لكافة مناطق أوغندا دون التفريق بين الجنس أو العرق أو الدين. وأضاف أن الشعب الأوغندي، ظل يلمس خدماتها منذ ثمانينات القرن الماضي. وتوقع إلياس أن تقدم الحكومة الأوغندية كافة الإجراءات والدعم اللامحدود لعمل المنظمة. ولمّح إلى رغبة أوغندية سابقة في الظفر بمقر رئاسي دائم للمنظمة في كمبالا لجهة أنها تدرك ماتقوم به المنظمة من أعمال خيرية واسعة.
دعم المسلمين
من جهته اعتبر مفتي الملسمين في أوغندا شعبان رمضان موباجي أن مقر المنظمة الرئاسي سيسهم بصورة كبيرة في تخفيف معاناة الملسمين في أوغندا. وأشار إلى أن عدد المسلمين بلغ ١٢ مليون مسلم بحسب إحصاءات رسمية حيث يمثل ٢٥٪ من إجمالي السكان. وعدد رمضان مساهمات المنظمة في خدمة الشعب الأوغندي بمختلف مكوناته.
وللمنظمة مجلس أمناء ينعقد سنوياً، يضم أعضاء من داخل وخارج السودان، وهو الجهة العليا في المنظمة التي تعين الإدارة التنفيذية وتجيز التقارير المالية. وقد شغل المشير عبد الرحمن سوار الذهب منصب رئيس مجلس الأمناء منذ تركه الرئاسة في 1985 وحتى وفاته في 2018. وفي فبراير الماضي اختار مجلس الأمناء الشيخ عبدالرحمن آل محمود رئيساً لمجلس الأمناء خلفاً لسوار الذهب.
وتأسست منظمة الدعوة الإسلامية في العام 1980، كمنظمة عالمية إنسانية طوعية مستقلة، تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة المحتاجين، وتشجيع المبادرات المحلية في التنمية والبناء، بجانب كفالة الأيتام والأسر.
وتعد منظمة الدعوة الإسلامية من أقدم المنظمات الإسلامية واوسعها انتشاراً حيث تعمل في 41 دولة وتحصل على تمويلها من تبرعات منتشرة في كافة أنحاء العالم لتقديم مشاريع تعلمية وصحية بجانب كفالة الأيتام والطلاب.
وبحسب بيان سابق للمنظمة فإنها قدمت خدماتها لأكثر من ١٠٠ مليون أفريقي في ٥٦ دولة.
ومن أبرز مؤسسات المنظمة “المؤسسة الصحية” العالمية حيث تأسست في العام 1995 لمجابهة آثار “الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية والنزاعات المسلحة في القارة الأفريقية “، عبر تنظيم عمليات إغاثة عاجلة، وإنشاء وإدارة مؤسسات علاجية وتشجيع الهيئات المحلية على المشاركة في إعادة البناء والمساهمة في مشاريع الحياة الكريمة.
ويعد مكتبها في أوغندا من أقدم المكاتب الإقليمية حيث تأسس في العام ١٩٨٦ وعمل على تقديم مشاريع صحية وتعلمية وإنتاجية استهدفت الشرائح الضعيفة في المجتمع الأوغندي، بجانب تقديم المشاريع الموسمية كالأضاحي وافطارات شهر رمضان الكريم.
- حل منظمة الدعوة الإسلامية الجدل الدائر في السودان
- منظمة الدعوة الإسلامية تطالب السلطات بحماية ممتلكاتها
- عقب حل منظمة الدعوة الإسلامية.. تهديدات مباشرة تطال وجدي صالح
- قرار بحل منظمة الدعوة الإسلامية ومصادرة ممتلكاتها لصالح المالية
- تورط منظمة الدعوة في الاستيلاء على أراضي مركز صحي
- مستندات تكشف امتلاك منظمة الدعوة الاسلامية المحلولة لـ”شركة تعدين”