أفريقيا برس – السودان. نظم مركز راشد دياب للفنون في إطار أنشطته الثقافية والفنية الرامية إلى تنشيط المشهد الثقافي السوداني، وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة، ندوة لتدشين رواية ” وأدي النيل”، للكاتب ضرار حامد ضرار ، تحدث فيها كل من الأستاذ الناقد السر ، والأستاذ الناقد والروائي العباس علي يحيي العباس، فيما أدار الجلسة الأستاذ الناقد عزالدين ميرغني، والذي بدوره ألقى الضوء على أهم الأحداث التي تكتنز بها رواية “وادي النيل” ، فقال أنها تحكي عن شخصية عليش بطل الرواية المأزوم نفسياً، مشيراً إلى أنها تدور في مكانين مختلفين حيث أنها كتبت بضمير المتكلم، لافتاً إلى أن الرواية هي رواية سيرة ذاتية غيرية مع إبتعادها عن التقعير، وخلص الأستاذ عز الدين حول رؤيته لهذه الرواية أنها تفيد كثيراً دارسي علم النفس .
وفي مستهل حديثه قال الأستاذ الناقد السر إن هذه الرواية تقع في “243 ” صفحة من القطع المتوسط وتتكون من ثلاثة عشر فصلاً، حيث إستخدم فيها الكاتب ضرار طريقة إستخدام الفصول، وهي واحدة من طرق تقنيات السرد الحديث، وأضاف أن الرواية تتحرك من خلال إسمها “وادي النيل” في فضائين مختلفين هما مصر والسودان، مشيراً إلى الفضاء الزماني للرواية حيث حضره السر في حقبة الستينيات من القرن الماضي ، ويرى أن الرواية “وادي النيل” إرتبطت بالنظام الناصري في مصر والنظام المايوي في السودان ولأهميتها في الرواية أشار الأستاذ السر إلى العناوين ، وحسب رأيه أن هذه العناوين تتحرك في عوالم مختلفة تصب جميعها في إطار السيرة الشخصية للبطل، وأن الرواية أخذت قدراً كبيراً من الصعوبة وذلك من خلال إستخدام شخصية الراوي ، ويرى أن الكاتب ضرار يمتلك القدرة على السرد والسيطرة على الشخصيات المتحركة داخل الرواية، وذهب إلى الوقوف على أهم مميزات هذه الرواية أنها أخذت الجانب السيري، وكذلك أعطت إشارات ذات طابع فكرى من خلال الإشارة إلى الحزب الشيوعي والتنظيم الناصري وحركة 19 يوليو، كما تطرقت الرواية إلى الخدمة المدنية، وقال إن إسم “وادي النيل” الذي إختاره الكاتب ضرار حامد ضرار للرواية يعطي إنطباعا خاصا عن الجانب السياسيّ ، الأمر الذي جعل توتر البطل عليش كنتاج حقيقي للأزمة النفسية التي يمر بها، ووصف الأستاذ السر أن الرواية بها دفق كبير من المحبة والتواصل الأسرى، وهي رواية تلخص بقدر كبير حقبة الستينات في كل من مصر والسودان، بكل أبعادهما السياسية والاجتماعية والثقافية بمعنى فيها نوع ما يسمى ب ” التاريخ الاجتماعي العميق” .
وقدم الأستاذ العباس علي يحي العباس رئيس جمعية الروائيين السودانيين “جرس” تحليلاً نفسياً عن الأزمة النفسية التي يمر بها عليش بطل رواية “وادي النيل” ، وقال إن هذه الرواية كتبت في ظروف بالغة التعقيد تتعلق أولاً بظرف الكاتب ضرار حامد ضرار، وفي نفس الوقت تتعلق بالظروف السياسية والاجتماعية والثقافية لكل من مصر والسودان ، وأضاف أن رواية “وادي النيل” هي رواية تتحدث عن الواقعية الاجتماعية، حيث زاوج ومازج فيها الكاتب ما بين الواقع والخيال، مؤكداً أنها رواية محتشدة بالأحداث الصغيرة والكبيرة في مكانين مختلفين مصر والسودان، وكذلك زاخرة بالشخوص وتحركاتها في المتن الروائي مع تناول الأبعاد الثقافية والاجتماعية. وأشار إلى أن الكاتب حاول أن يقارن ما بين العادات والتقاليد ما بين الريف المصري والريف السوداني، ووصف الأستاذ العباس بطل رواية “وادي النيل” عليش بأنه بطل مأزوم أي أنه يعاني من أزمة نفسية تحاول طبيبته الخاصة “رضا” معالجته من أزمته النفسية من خلال التداعي والحكي الحر عن ماضيه، وذهب إلى أن الرواية إلى جانب شخصية عليش تحتشد بشخصيات ثانوية متعددة تنداح مع بعضهم البعض، حيث تربطهم الكثير من الأحداث والعلاقات وواصل التواصل الاجتماعي، هذا إلى جانب أن الرواية فيها الكثير من التعاطف والحميمية ، ويرى أن أحداث هذه الرواية كتبت بطريقة السهل الممتنع ، مشيراً إلى أن الكاتب ضرار طاف بخياله في عوالم جمالية متعددة .
في مداخلات الحضور يرى الأستاذ محمد الأمين مصطفى أن رواية “وادي النيل” تعبر عن المشتركات في العادات والتقاليد ما بين مصر والسودان، هذا إلى جانب التركيز على الحضارة الفرعونية، بينما طالب الإعلامي مرتضى أبو عاقلة بتحويل هذه الرواية إلى مسلسل درامي، فيما عطر الية الفنان مجذوب أونسة بعدد كبير من أغنياته الجميلة .
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس