بعد القصر الرئاسي.. الجيش السوداني يسيطر على البنك المركزي

17
بعد القصر الرئاسي.. الجيش السوداني يسيطر على البنك المركزي
بعد القصر الرئاسي.. الجيش السوداني يسيطر على البنك المركزي

أفريقيا برس – السودان. قال الجيش السوداني، اليوم السبت، إنّ قواته سيطرت على المزيد من المواقع الاستراتيجية والمهمة بوسط الخرطوم، فيما نقلت وكالة رويترز عن مصدرين عسكريين أن الجيش السوداني سيطر على المقر الرئيسي للبنك المركزي مع مواصلة تقدمه في العاصمة الخرطوم ضدّ قوات الدعم السريع.

وذكر الناطق الرسمي باسم الجيش نبيل عبد الله، في بيان صحافي، أن قوات الجيش سيطرت على فندق كورنثيا ومقر إدارة المرافق الاستراتيجية، كما جرى تطهير مباني رئاسة جهاز المخابرات الوطني. وأضاف أنه قُضي على المئات من أفراد قوات الدعم السريع خلال محاولتهم الهروب من خلال جيوب بوسط الخرطوم. ولفت إلى أن الجيش أحكم سيطرته على موقع عمارة زين وبنك السودان ومصرف الساحل والصحراء وبرج التعاونية وكلية البيان والمتحف وجامعة السودان وقاعة الصداقة.

وطبقاً لشهود عيان فإن معارك أخرى تدور اليوم بعدد من أحياء شرق الخرطوم مثل بري والمنشية والجريف غرب، فيما أفادت آخر المعلومات باستعادة الجيش سيطرته على جزيرة توتي.

ويأتي هذا بعد يوم من استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي، المعروف محلياً باسم “القصر الجمهوري”، وعدد من الوزارات في الخرطوم، وطرد قوات الدعم السريع التي كانت قد فرضت سيطرتها على العاصمة منذ بداية الحرب السودانية في 15 إبريل/نيسان 2023، وهو تحوّل قد يكون مفصلياً في الصراع الدائر في البلاد، الذي يبقى رغم ذلك من دون أفق للحل، في ظل تقاسم السيطرة بين الطرفين على مناطق مختلفة.

وفي حين كانت قوات الدعم السريع تصر على مواصلة القتال في العاصمة، فإن التوقعات تشير إلى أنها ستضطر لاحقاً إلى الانسحاب من كامل مناطق الخرطوم الثلاث (الخرطوم، الخرطوم بحري، أم درمان)، وهو ما يثير مخاوف من أن تسعى “الدعم” للتوجّه نحو دارفور، وبسط سيطرتها بشكل كامل على الإقليم، وتأسيس ما يمكن أن يكون منطقة خاصة بها، لا سيما في ظل ما يملكه الإقليم من مصادر طبيعية، وتحديداً الذهب، وبالتالي الدفع نحو تقسيم فعلي لثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة (نحو مليون و860 ألف كيلومتر مربع)، خصوصاً أن “الدعم السريع” سعت في الأسابيع الأخيرة لتأسيس حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، رغم أنه من المتوقع ألا تحظى باعتراف دولي واسع النطاق.

وأعلن الجيش السوداني، أمس الجمعة، استعادة السيطرة على القصر الرئاسي والوزارات المجاورة له وسط الخرطوم، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الحرب في 15 إبريل 2023 ضد قوات الدعم السريع. وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن “قوات الجيش استعادت السيطرة على القصر الرئاسي وسط الخرطوم ومقار عدد من الوزارات”، من دون ذكرها.

وأضاف أن قوات الجيش “توّجت نجاحاتها بمحاور الخرطوم، في ملحمة بطولية خالدة، حيث تمكنت من سحق مليشيا الدعم السريع بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الرئاسي والوزارات”. ودمرت قوات الجيش “أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة”، وفق البيان. وأكد المتحدث “المضي قدماً بكل محاور القتال حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من بلادنا من دنس المليشيا وأعوانها”.

من جهتها، أعلنت “الدعم السريع”، في بيان عبر “تليغرام” أمس، أنها قتلت “العشرات” من عناصر الجيش في هجومها بالمسيّرة على القصر، مشددة على أن “معركة القصر الجمهوري لم تنتهِ بعد، وأن قواتنا… تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها” الجيش.

يُذكر أن قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) تضم عشرات آلاف المقاتلين، علماً أن نجمها بدأ يبرز من دارفور، عندما ساعدت الحكومة في إخماد التمرد في الإقليم ابتداء من العام 2003. وكانت هذه المليشيات معروفة باسم الجنجويد، وهو مصطلح يعني “شياطين على ظهور الخيل”، ما يعكس سمعتها المخيفة. وقُتل في صراع دارفور نحو 300 ألف شخص وشرد الملايين. واستمر العنف حتى بعد التوصل إلى اتفاق سلام عام 2020. واتهم سكان وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وخبراء في الأمم المتحدة قوات الدعم والمجموعات المسلحة المتحالفة معها بارتكاب هجمات على أسس عرقية في دارفور. ومع مرور الوقت، نمت “الدعم السريع” وحصلت بدعم من الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير عام 2017 على اعتراف رسمي باعتبارها قوة عسكرية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here