بعد تحذيرات الأمم المتحدة.. هل تطرق المجاعة باب السودان؟

31
بعد تحذيرات الأمم المتحدة.. هل تطرق المجاعة باب السودان؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. أثارت تحذيرات الأمم المتحدة “الفاو” وبرامج الأغذية العالمي بشأن ضعف الزراعة والتأثيرات الاجتماعية الناجمة -عن النزاع والأزمة الاقتصادية- في السودان مخاوف من حدوث مجاعة في البلاد، فالمنظمتان تقولان؛ إن هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص إمكانية الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوفره بالنسبة لمعظم سكان السودان، ما استدعى طرح العديد من الأسئلة يبرز من بينها؛ ما مدى حدوث مجاعة في السوان؟ وماهي الكيفية لتفاديها؟

وضع السودان

وتشهد الأسواق السودانية ارتفاعا كبيرا في أسعار السلع والخدمات، سيما المنتجات الغذائية، وهو الأمر الذي جعل المواطن ينأى عن شراء إحتياجاته الضرورية، في وقت يشهد في السودان وضعا إقتصاديا وسياسيا شبه منهار، فضلا عن التدهور البيئي وزيادة معدلات التضخم، والبطالة.

ضعف الدخل

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

ويرى الخبير الاقتصادي الفاتح محجوب؛ أن السودان معرض للجوع وليس للمجاعة على اعتبار أنه قادر على توفير احتياجاته من الغذاء سواء بالإنتاج المحلي أو بالشراء من الأسواق العالمية، مستدركا، لكن نسبة 60٪ من السكان يعانون من ضعف دخلهم المالي وبالتالي سيعانون من ضعف القدرة على شراء احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، ولكن ليس إلى درجة المجاعة، خاصة وأن السودان معروف بالتكاتف الاجتماعي، مشددا في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ “على الحكومة الانتقالية أن تفتح الباب واسعا أمام المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية للعمل في محال توفير الغذاء والدواء للمواطنين وأن تضع خطط طوارئ لتوفير الغذاء للتدخل في حالة حدوث ارتفاع حاد او عجز المواطنين عن شراء الخبز أو في حالات الكوارث الطبيعية خاصة وأن موسم الأمطار قد اقترب أوانه.

توقعات الشيوعي

كمال كرار ، قيادي بالحزب الشيوعي السوداني

لكن عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الشيوعي كمال كرار، لديه رؤية مغايرة عن الحديث السابق، إذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ إن المجاعة في السودان قادمة لا محال، مستدلا بمعلومات قال إنها تتعلق بالقطاع الزراعي الحالي، حيث يقول كرار إن كل الشواهد تؤكد فشل المشروع الزراعي والذي ينعكس على الانتاج، وأرجع السبب إلى ما أسماه المشكلة المالية، إضافة إلى تكاليف الانتاج، واعتبر كرار أن المجاعة حتمية، وأن الدولة لا تملك إستراتيجية للإنتاج الزراعي، وتركه للصدفة أو البنوك التجارية والتي تهتم بالربح وليس تمويل الزراعة، وقال كرار؛ إن حدوث مجاعة في السودان ستكون لمصلحة الفئات التي تستورد السلع الاستهلاكية مثل القمح، باعتبارها ستسيطر عليه وتكون الرابح الأول من عملية الاستيراد.

نتائج كارثية

د.عبدالمنعم حميدة، أستاذ الاقتصاد بجامعة أمدرمان الإسلامية

يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة أمدرمان الإسلامية، عبدالمنعم حميدة في حديثه لموقع “أفريقيا برس”؛ “حدوث أزمة غذاء عالميه واردة حتى قبل بداية الحرب الأوكرانية الدائرة حاليا”، مضيفا، “بالنظر للظروف التي يمر بها العالم الآن، نجد ان الكثير من الدول الإقليمية حول السودان اتخذت العديد من الاحتياطات الاستراتيجية لتأمين قوت الشعب خلال الأشهر القادمة، ومثال لذلك الجارة مصر، حيث بحسب حميدة منعت تصدير المواد الغذائية سواء كانت سلع غذائية وسيطة، او سلع غذائية نهائية التصنيع وذلك يقول حميدة “تحسبا لتقارير عديدة تصدر من منظمات مهتمة بالغذاء والزراعة العالميتين”، ولفت حميدة إلى أن الحكومة السودانية أقرت أنها لا تملك مدخرات مالية كافية لشراء المنتج من القمح المحلي، مؤكدا أن هذا التصريح خطير جدا وقد يؤدي إلى نتائج كارثية جدا على الأمن الغذائي السوداني والذي يعتبر بحسب حميدة جزءً مهما من الأمن القومي، مشددا على ضرورة أن تتراجع الحكومة عن مثل هكذا تصريحات وأن تتجه لشراء كل المنتج المحلي من القمح وبأسعار يحددها المزارع، ليس ذلك فحسب بل على الحكومة بحسب -توصية حميدة- بذل المزيد من الجهود والتحرك نحو السوق العالمية لتأمين مخزون استراتيجي كاف من هذه السلعة.

مقومات السودان

فيما، استبعد خبراء أقتصاد أن يكون هنالك ثمة مجاعة وخطر على السودان على اعتبار أن السودان يمتلك مقومات كبيرة من موارد وثروات تجعله يستطيع أن يؤمن غذائه دون وجود أي معاناة، وأكدوا أن خطر المجاعة بات يهدد جميع الدول الأفريقية النامية وليس السودان فحسب، في وقت اعتبروا فيه تحذيرات الأمم المتحدة بشأن السودان بالغير صحيحة، مستدلين بأن السودان يمكنه الاعتماد على الزراعة المطرية والمروية، فضلا عن أنه يستطيع أن يغطي العجز من خلال الموسم الصيفي المقبل عبر توفير الدولة التقاوي للمزارعين، وأشاروا إلى أن أزمة الغذاء دائماً ما تكون في دولة لا تمتلك المقومات والموارد أو تلك الدول التي تشهد حروب ونزاعات، وشدد الخبراء على ضرورة انشاء صوامع للغلال بتقنيات حديثة ومتطورة تواكب تقنيات العصر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here