لجان المقاومة.. من يقف خلفها؟

225
لجان المقاومة.. من يقف خلفها ؟
لجان المقاومة.. من يقف خلفها ؟

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. اتهامات تطال الأحزاب السياسية، بوقوفها خلف لجان المقاومة؛ المحرك الأساسي للتظاهرات في السودان، الأمر الذي أفرز تساؤلات عدة حول حقيقة هذه الاتهامات؟ وهل لجان المقاومة مخترقة من قبل الأحزاب السياسية؟ وما مدى استقلاليتها؟

ظروف النشأة

لجان المقاومة السودانية هي شبكات غير رسمية تتكون من مواطنين سودانيين بدأوا في تنظيم حملات العصيان المدني ضد حكومة عمر البشير في عام 2013، وأصبحت شبكة منظمة رئيسية تلعب دورا هاما خلال الثورة السودانية. في عام 2013، تعاملت قوات الأمن مع العصيان المدني احتجاجًا على خفض دعم الوقود والغاز خلال حكومة عمر البشير، مما أسفر عن مقتل 200 محتج واحتجاز 200 آخرين. ورداً على ذلك، تم إنشاء لجان مقاومة في شكل مجموعات متكونة عادة من ثلاثة إلى خمسة أفراد؛ لتنظيم أنشطة العصيان المدني على نطاق مصغر. وبحلول مايو 2019، كانت لجان المقاومة السودانية تتوفر على مجلس منتخب على المستوى الوطني وفروع في العديد من مدن البلاد. في يوليو 2019، بقي الهيكل العام للتنظيم عبارة عن “شبكة لا مركزية من الناشطين” تقاوم أجهزة الاستخبارات السودانية. كانت استقلالية اللجان السكنية المحلية والتنسيق الجغرافي بين المناطق المجاورة من العوامل الفعالة لاستمرارية اللجان خلال قطع الإنترنت في أعقاب مذبحة الخرطوم في 3 يونيو 2019.

لجان مخترقة

التوم هجو : مافي زول عندو تفويض باسمنا حتى الشهداء
التوم هجو، قيادي بقوى الحرية والتغيير “ب” وأحد الموقعين على تحالف الميثاق الوطني

القيادي بقوى الحرية والتغيير “الميثاق الوطني”، التوم هجو يؤكد في حديثه لـ”أفريقيا برس”؛ أن لجان المقاومة مخترقة من الأحزاب السياسية سيما من مركزي “قحت”، مستدلا بالبيانات التي تخرج من لجان المقاومة، حيث بحسب التوم بصمات الاحزاب فيها واضحة، وأضاف هجو: “كذلك هنالك تشابه بين بيانات الاحزاب وبيانات لجان المقاومة إذ من حيث المضمون والسياق تعد بيانات واحدة”، مؤكدا أن لجان المقاومة جسم غير مستقل وإنه لافتة لأحزاب سياسية مثلها ومثل تجمع المهنيين والذي كان في بدايته غير واضح، وطالب هجو قيادات لجان المقاومة في الظهور للعلن والجلوس مع الحكومة، معتبرا عدم الخروج يؤكد إن خلفهم أحزاب، واردف: “كثير من شباب لجان المقاومة يتبعون لأحزاب سياسية مثل حزب الامة القومي والاتحادي والشيوعي، وهو الامر الذي يوضح بجلاء أن لجان المقاومة محزبة سياسيا وأن الاحزاب من خلال لجان المقاومة يحققون أجندتهم السياسية”.

تنظيمات قاعدية

مجدي تيراب ، عضو لجان مقاومة الخرطوم
مجدي تيراب ، عضو لجان مقاومة الخرطوم

لكن عضو لجان مقاومة الخرطوم مجدي تيراب، قال لـ”أفريقيا برس”: “لجان المقاومة مستقلة ذاتيا وتعد تنظيمات قاعدية افقية تم الاعتماد عليها لتحريك الشارع والأحياء في الخرطوم العاصمة و جميع مدن السودان خلال الثورة التي اسقطت نظام المخلوع عمر البشير”، مضيفا: “بعد سقوط النظام البائد بدأت أحزاب عدة تحاول الهيمنة على تلك اللجان نظراً لقدرتها على تحريك الشارع والضغط على الحكومة، بجانب دورها في تقديم الخدمات داخل الأحياء إلا أن تلك الجهات لم تفلح و فشلت في استغلال اللجان لتحقيق اجندتها”، وأردف تيراب: “ايضا درجت بعض الجهات للهجوم عليها في محاولة لتفكيكها الا انها لم تنجح في مسعاها نسبة إلى أن قوة لجان المقاومة تكمن في استقلاليتها وتمثل إرادة قواعدها في الاحياء والمدن وتشكل قوة الثورة الحية”، مؤكدا أنها ستظل تتمسك بإستقلاليتها التامة، بجانب أنها ستكون عصية على من يريد استمالتها لاي جهة حزبية او غيرها، مشيرا إلى أنّ لجان المقاومة هي خط الدفاع الأول عن مبادئ الثورة و القصاص لدماء الشهداء.

لجان غير مؤطرة

مجدي عبدالقيوم كنب
مجدي عبدالقيوم كنب، قيادي في قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” وعضو المكتب السياسي لحركة “حق” أحد مكونات قوى التغيير في السودان

وفي رده على سؤال “أفريقيا برس”، حول من يقف خلف لجان المقاومة؟ يجيب القيادي بقوى الحرية والتغيير، مجدي عبدالقيوم كنب قائلا: “لجان المقاومة ليست ابتداعا سوداني فهي لها اساس نظري في علم الثورة وهناك تجارب على مستوى العالم تاريخيا كتجربة لجان المقاومة، لذلك السؤال غريب وكانك تقول من يقف وراء انشاء الاحزاب او النقابات”، وأضاف: “نظريا القوام الاعظم من عضوية لجان المقامة غير مؤطر فكريا وتنظيميا وان اقتربت فكريا من هذا الحزب او ذاك، وفي رده على سؤال؛ الا ترى إنها مخترقة من الاحزاب السياسية؟ يجيب قائلا: “هذا السؤال يفترض ان هذه اللجان جسم مركزية ببنية هيكلية وتراتيبية قيادية وهذا غير سليم فهي اجسام افقية التشكيل تنسق فيما بينها في بعض المواقف، لذلك لا يمكن القول ان هذه اللجان المتعددة يمكن ان يكون لها موقف واحد يمكن ان تجيره بعض الاحزاب لصالح موقفها السياسي”، واردف: “بالتأكيد ان مجموعات الشباب في كل القوى الموجودة في تحالف قوى الحرية ضمن تشكيلات هذه اللجان في مختلف المناطق والمدن والمنطق الموضوعي يقول إن شريحة الشباب في كل الاحزاب لا يمكن ان تكون بمعزل عن تشكيلات لجان المقاومة”، وحول مامدى استقلاليتها؟ يقول كنب: “إن الاستقلالية بمعنى انها لا تلتزم بموجهات او قرارات تنظيمية متصلة بالاحزاب بمعنى انها مستغلة في اتخاذ قراراتها من الناحية التنظيمية، وربما عمدت كثير من الأحزاب لتجيير هذه التشكيلات لمواقفها السياسية وهذا غير ممكن للطبيعة التنظيمية والفكرية كما قلت، ورأى كنب أن محاولة استغلال مواقف هذه اللجان لدعم خط سياسي لحزب ما يعد محاولة إيهام الرأي العام بأن موقف هذه اللجان من قضية ما واحد وبالتالي يتمظهر هذا في ادعاء احتكار صوت هذه اللجان كتشكيلات او شخوص، وختم كنب حديثه قائلا: “لا احد بإمكانه القول بأن هذه لجان مقاومة وهذه ليست لجان مقاومة او أن هذا يمثل لجان المقاومة وهذا لا يمثلها”، منوها إلى أن هذا الحديث بدأ جليا في الفترة الاخيرة.

تاريخ لجان المقاومة

عادل خلف الله : دعوة المنشقين للخروج في 21 اكتوبر استفزاز للشعب
عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير

الناطق الرسمي بإسم حزب العربي الاشتراكي، عادل خلف الله قال لـ”أفريقيا برس”؛ إن نشأة وتاريخ لجان المقاومة جاءت استجابة ضرورية لوعي ونضال الشعب السوداني، كما قال إنهم في حزب البعث دعوا تلك اللجان لتنظيم نفسها في بداية الحراك، وأضاف: “بالفعل نظمت نفسها بمساعدة القوى السياسية حتى أسقطت النظام السابق”، مؤكدا إنها لجان مستقلة وتعبر عن الشارع السوداني ولسان حال الاحزاب السياسية التي ترفض الانظمة الشمولية، في وقت أقر فيه بوجد شباب من الاحزاب السياسية في لجان المقاومة، منوها إلى إنهم حريصون على استقلاليتها وديمقراطيتها، وإنهم مع تطلعات الشارع وأهدافه وليس لهم أجندة سياسية يستخدموا لجان المقاومة كأداة لتحقيقها.

إختراق إيجابي

الدكتور عبده مختار موسى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية

بينما يقول أستاذ العلوم السياسية، بجامعة امدرمان الاسلامية، عبده مختار، في إفادته لـ”أفريقيا برس”؛ ظاهريا تبدو لجان المقاومة مستقلة، ولكن في الباطن تبدو مخترقة من الاحزاب السياسية على اعتبار أن مواقفها في الشأن السياسي أقرب لمواقف بعض الاحزاب السياسية، ويضيف مختار؛ إذا كان الاختراق محدوداً من ناحية تنظيم الحراك فهو ايجابي ومحمود، مؤكدا أن ذات الاختراق المحدود سيوفر لها القيادة وينظم لها الشعارات والجداول، وتابع؛ إما إذا كان الاختراق كامل فهو شيء سلبي إذ إن هذا التدخل يخدم أجندة الاحزاب السياسية وليس مصلحة الشارع، ولم يستبعد مختار أن تكون لجان المقاومة مخترقة إختراق كاملا مستدلا برفص لجان المقاومة لمبادرة فولكر والذي يرى إنه رفض شبيه ببعض رفض أحزاب قحت والحزب الشيوعي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here