هل يعود “قوش” إلى السودان؟

14
مدير جهاز الامن السابق صلاح عبدلله "قوش"

أحمد جبارة

أفريقيا برس – السودان. مجددا، أشعل مدير جهاز الامن السابق صلاح عبدلله “قوش” الساحة السياسية، إذ نظّم العشرات من أنصاره حشداً بمدينة مروي -شمال السودان- في إطار مبادرة شعبية للمناداة بتسريع عودته إلى البلاد، وقال شهود عيان في المنطقة، إن أشخاصاً ابتدروا حملة لمناصرة قوش من داخل سوق المدينة ونشروا لافتات تحمل صور الرجل مصحوبة بعبارات التمجيد والتضامن، قبل أن ينتقل الجمع لقاعة داخل فرع جامعة أم درمان الإسلامية بمروي، وسط هتافات تربط بين عودة قوش و الإصلاح السياسي.. فيما يبرز السؤال، هل يعود “قوش”؟ وما هي العقبات التي تعيق عودة الرجل؟

مبادرة قبلية

عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير
عروة الصادق، قيادي في حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير

يقول القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن مبادرة عودة قوش هي شأنها شأن المبادرات القبلية والأسرية والمناطقية التي صار يحتمي بها فلول النظام السابق، بمعنى مثلها مثل مبادرة عودة محمد طاهر إيلا، وهي في الغالب بحسب عروة تحركها جماعات لها مصالح تعطلت مع سقوط النظام المباد، ويعتقدون أنه بإسقاط الحكومة الانتقالية وإعادة رموزهم وقياداتهم لمؤسسات الدولة ذلك من شأنه فتح الباب لعودة أمثال صلاح قوش”، منبها إلى أن قوش سيحسب للأمر ألف حساب حتى يعلن عودته، جازما بأنه لن يعود ما لم يضمن استتباب الأوضاع وهيمنة جماعته على الأوضاع بصورة كاملة، فهو يقول عروة عنه من الذين يتوجسون من الملاحقات والاعتقال والسجن.

آلة “قوش” القمعية

وقال عروة “إن السودانيين ينتظرون عودته بفارغ الصبر، إذ أنه من الذين أذاقوا شباب الشعب السوداني ونساءه وقيادات العمل العام ونشطاء الهبات الثورية، أذاقهم سوء العذاب ونكل بهم، فضلا عن آلاف الأسر التي عذب قوش أربابها، وغيب لسنوات أبناءها وآبائها”، ولفت إلى إنه “قوش” “من الذين هندسوا الآلة القمعية للنظام المباد، وأشرف على تعذيب الآلاف الذين راح ضحيتهم المئات ما بين قتيل ومعاق ومشوه ومغتصب، وهؤلاء بمن فيهم شخصي وحال ما توفرت مؤسسة عدلية مهنية مستقلة سنلاحقه بالعرائض والبلاغات، ودونك شهداء ثورة ديسمبر الذين أشرف قوش بصورة مباشرة على عمليات اغتيالهم وأبشعهم تنكيلا الأستاذ أحمد الخير”، وأردف “قوش لن يعود ما لم يمهد له عسكر الانقلاب الطريق للعودة كما حموه ومهدوا له طريق الهروب بعد 11 إبريل، فهو يقول عروة على صلة وثيقة بالمنظومة الأمنية والعسكرية، وله فيها جنرالات وضباط وعساكر عرفوا بأبناء قوش، هؤلاء يؤكد عروة إنهم ساعدوه في تهريب مستندات ومعلومات وتسليم ملفات ومطلوبين وإرهابيين لدول عربية وأجنبية، “أذكر منهم مجموعة من الإخوان المصريين تم اعتقالهم معنا في يناير 2018 سلمهم قوش للسيسي وسمعنا بعد خروجنا من المعتقل أنهم قتلوا في مداهمة لأحد الأوكار الإرهابية في مصر ما يعني تصفيتهم والأمثلة كثيرة”.

فرص العودة

الفاتح محجوب، أستاذ في العلاقات الدولية ومحلل سياسي

ولم يذهب بعيدا عن عروة المحلل السياسي الفاتح محجوب اذ يقول لموقع “أفريقيا برس”؛ “إن مبادرات دعم عودة قوش للسودان هي مبادرات ذات بعد قبلي في الأساس ومن هذا المنطلق لا شيء يعاب عليها لأن القبيلة من عادتها الوقوف مع أبنائها وهو عرف قبلي متبع في السودان”، مستدركا “لكن فرصة الرجل في بناء مستقبل سياسي له ضعيفة جدا جدا كما إن عودته صعبة جدا”، وبشأن علاقة قوش بالمكون العسكري يقول الفاتح “قوش كان جزء من المكون العسكري الذي أطاح بالرئيس البشير ويحتفظ بعلاقات جيدة مع بعضهم إلى الآن لكنه لا يمتلك نفوذا حقيقيا حاليا في المؤسسات العسكرية تمكنه من العودة”.

عودة “مستحيلة”

وبشأن العقبات التي تواجه عودة “قوش” يقول خبير عسكري فضل حجب هويته لموقع “أفريقيا برس”؛ إن العقبات تتمثل في قضايا الفساد التي تواجهه، فضلا عن الملاحقات الجنائية والتي يرى الخبير العسكري بأنها سبب رئيسي لمنع عودة “قوش” للسودان.

وكان النائب العام السابق تاج السر الحبر، اصدر بلاغا جنائيا ضد قوش، وكذلك أصدر إجراءات قانونية أخرى لاستعادته من مصر عبر الشرطة الدولية (الإنتربول) لمحاكمته في السودان.
ويضيف الخبير العسكري “كذلك قوش يواجه سخطا شعبيا واسعا على اعتبار إنه كان احد رموز النظام السابق بل كان اليد الباطشة بالثوار ابان تظاهرات 2013 لذلك فإن عودة قوش وفقا لهذه المعطيات تعتبر مستحيلة وصعبة جدا”، مستدركا “لكن عودته إلا بعد عودة الاسلاميين للحكم ويضمن أن الثورة خمدت وانطفى بريقها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here