أفريقيا برس – السودان. أعلنت 4 أحزاب إسلامية في السودان رفضها دعوة للمشاركة في ورشة منظمة برومديشين الفرنسية، بشأن مشاورات سياسية غير رسمية حول العملية السياسية في السودان، بوصفها تمثل كتلة ما أسمته المنظمة “كتلة الأحزاب الإسلامية في السودان”.
وصدر بيان مشترك باسم أحزاب “المؤتمر الشعبي، والمؤتمر الوطني، وحركة المستقبل للإصلاح والتنمية، ومنبر السلام العادل.
وقالت الأحزاب في بيانها أنها مع تأكيد اعتزازها بهويتها الإسلامية ومرجعيتها الفكرية التي تستند إلى ذلك؛ إلا أن ذلك التصنيف من قبل المنظمة لا ينطوي في تقديرها على نوايا حسنة، فهم وغيرهم من القوى السياسية في السودان تتشارك ذات الأصول الفكرية ولا تدعي احتكارها لذلك، وفي اللحظة الوطنية الراهنة فإن منصة الوطن هي المنصة التي تجمع الجميع حول هدف صيانة السيادة الوطنية.
وأضافت أن شأن الوطن يقرره أبناء وبنات السودان ولا يحتاجون لمن يسعى بينهم وأرض الوطن الرحبة متسعة لهم جميعا.
ونوهت إلى أنها وبعد التشاور مع بعضها البعض فقد كان القرار المجمع عليه هو الاعتذار عن تلك الدعوة سواء السابقة بالدوحة أو اللاحقة بالكنغو، للأسباب والحيثيات التي ردت بها كل هذه الأحزاب والكيانات كل حدة على المنظمة.
يذكر أن المؤتمر الوطني على لسان أحمد هارون سبق وأن اعتذر عن دعوة سابقة قدمتها المنظمة لعقد ورشة في قطر.
وقالت الأحزاب إنها لا تملك أن تخفي دهشتها للإصرار المريب لمسعى هذه المنظمة للتدخل في الشأن السوداني، وهو من أكثر الأمور التي أضرت وشوهت الحياة السياسية السودانية، وليس هناك ما هو أكثر مرارة من ثمرتها الحالية (الحرب) والتي كانت نتاجا للتدخلات الدولية لفرض حلول خارجية لا تعبر عن الصالح الوطني.
– نبذة عن منظمة بروميديشن:
منظمة بروميديشن هي منظمة فرنسية غير حكومية تعمل في مجال الوساطة وحل النزاعات، خصوصًا في الدول الإفريقية التي تعاني من صراعات داخلية. لديها نشاطات متنوعة في السودان، تشمل تيسير لقاءات مع حركات مسلحة وتنظيم ورش عمل.
في 2024، نظمت المنظمة لقاءات بين وفد حكومي سوداني وتحالفات حركات مسلحة في النيجر بهدف دمجها في عملية السلام. كما نظمت ورشة بالقاهرة في يناير 2024 حول الوضع الإنساني في دارفور، ولكن قاطعها الجيش السوداني وحركة العدل والمساواة (جناح جبريل) بسبب مشاركة قوات الدعم السريع.
– اتهامات ورفض:
حاولت المنظمة تنظيم ورشة في سويسرا للحوار السوداني، لكن بعض القوى مثل “الكتلة الديمقراطية” رفضت المشاركة معتبرة الدعوة غير منسقة ومشبوهة.
تتهم المنظمة بمحاولة التأثير في المسار السياسي من خلف الكواليس بعيدًا عن المؤسسات الرسمية السودانية. كما تُتهم بفتح المجال لقوات الدعم السريع لتكون جزءًا من أي مفاوضات، مما ترفضه أطراف حكومية وعسكرية. وهناك شكوك بأن “بروميديشن” قد تكون واجهة غير مباشرة للنفوذ الفرنسي في السودان والمنطقة.
قاطع الجيش السوداني ورش المنظمة ورفض التعامل معها. كما رفضت بعض الحركات السياسية والمسلحة المشاركة في نشاطات المنظمة بسبب عدم الشفافية. تطالب القوى المدنية بأن يكون أي حوار سياسي بإشراف سوداني خالص أو عبر آليات إقليمية معترف بها (مثل الاتحاد الإفريقي أو الإيغاد).
– أجندات فرنسية:
يرى كثيرون أن منظمة بروميديشن منظمة مثيرة للجدل، تُقدَّم على أنها “وسيط سلام”، لكنها تُتهم بأنها تعمل لصالح أجندات دولية، وعلى رأسها فرنسا، وتدير ملفات شائكة مثل دارفور عبر بوابة “العمل الإنساني والسياسي”.
وحذر منها الكثيرون في السودان، واعتبروا أنها جهة غير موثوقة وتتعامل مع أطراف متورطة في العنف، مثل قوات الدعم السريع.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس