أفريقيا برس – السودان. أعلن الجيش السوداني سيطرته على مجمّع الرواد السكني، وسط الخرطوم. وجاء ذلك في بيان للجيش، اليوم الأحد، قال فيه إن “أبطال سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية سيطروا على مجمّع الرواد السكني، وكبّد “مليشيا التمرد” (يقصد قوات الدعم السريع) خسائر كبيرة في الأرواح، مع الالتزام بسلامة الممتلكات الخاصة والعامة طبقاً للقانون الدولي وقواعد الاشتباك. ولم يصدر تعليق رسمي من قوات الدعم السريع على تلك التطورات.
ومنذ سبتمبر/ ايلول الماضي، يقود الجيش السوداني عمليات عسكرية واسعة في العاصمة الخرطوم، نجح من خلالها باستعادة أجزاء واسعة من مدينة الخرطوم بحري ومنطقة المقرن وأحياء عديدة جنوب أم درمان، وأحرز تقدماً أمس في مناطق شمال الخرطوم بالسيطرة على جبل البكاش واقترابه من تحرير مصفاة الجيلي القريبة.
وأمس السبت، أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بتلقي قواته هزيمة في مدينة ود مدني، وسط السودان، لكنه ذكر أنهم خسروا معركة ولم يخسروا الحرب، وأكد استعدادهم لمواصلة القتال لأطول فترة ممكنة، وتوعد باستعادة كل المناطق التي خسروها في الآونة الأخيرة.
وفي ولاية شمال دارفور، أفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع واصلت في الساعات الماضية قصف معسكر زمزم داخل المدينة التي تحاصرها منذ مايو/ آيار الماضي، وهاجمت مدينة أم كدادة، شرق الفاشر. وطبقاً للشهود، فإن المقاومة الشعبية تصدت للهجوم قبل أن يسود الهدوء في المدينة. ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الحادي والعشرين بعد اندلاعها في إبريل/ نيسان 2023، وتسبب في مقتل آلاف المدنيين ونزوح ولجوء أكثر من 11 مليون شخص، ودمرت البنى التحتية والخدمية، وفشلت معها جهود إقليمية ودولية لإنهائها.
وبعد قرابة نحو عامين على الحرب، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء الفائت، فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقب بـ”حميدتي”، وسبع شركات مقرها في الإمارات، مرتبطة بتلك القوات التي تخوض حرباً ضد الجيش. وجاء فرض عقوبات أميركية على حميدتي والشركات لـ”دورهم في زعزعة الاستقرار وتقويض الانتقال الديمقراطي في السودان”، في تطور من شأنه أن يفرض نفسه على المشهد السياسي والعسكري في السودان، ويزيد من الضغوط على قوات الدعم السريع، ولا سيما أن الولايات المتحدة كانت قد تجنبت فرض عقوبات مباشرة على حميدتي منذ بدء الحرب رغم إدراكها الجرائم التي ارتكبتها قواته، وهو ما يفسر حالة الغضب التي اعترت معسكر حميدتي في أعقاب القرار مقابل الترحيب بالعقوبات من قبل الحكومة السودانية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس