أفريقيا برس – السودان. أدى انهيار سد بسبب الأمطار والفيضانات بحياة 132 شخصاً وأصابت 112 آخرين، كما دمرت 26918 منزلاً بشكل كلي، وسببت الضرر الجزئي لـ 31236 منزلاً. ويحتمل أن تكون الأرقام الفعلية للضحايا والمنازل المتضررة والأشخاص المتأثرين أعلى من ذلك بكثير، بسبب انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت في كثير من مناطق السودان جراء الحرب.
وقالت وزارة الصحة السودانية في بيان إن “تقرير موسم الخريف كشف أن إجمالي الولايات المتأثرة: 10 ولايات، فيما ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31666 أسرة والأفراد 129650 فردا”. وأضافت “بلغ مجمل حالات الوفاة 132 حالة”.
وشهدت ولاية البحر الأحمر كارثة مع انهيار سد “أربعات” الذي يبعد عن مدينة بورتسودان حوالي 20 كيلومتراً، إثر السيول والأمطار الغزيرة التي شدها السودان خلال الأسابيع الماضية.
وتسبب انهيار سد أربعات، في فيضانات وسيول مدمرة جرفت في طريقها عدداً من القرى الواقعة حول السد، مما أدى إلى مقتل العشرات، في وقت تواجه فيه السلطات صعوبات جمة في الوصول إلى العالقين أو الذين صعدوا الجبال. كما دمرت السيول بالكامل مدينة طوكر في أقصى جنوب ولاية البحر الأحمر.
ووفق سكان محليين، فقد وصل منسوب الفيضانات التي غمرت المدينة إلى مستوى المترين، وأدى إلى انهيار كل المنازل بالكامل جراء المياه التي تدفقت بغزارة من 3 اتجاهات، بعد أن دمرت وادي «بركة».
ويعدّ السد أحد مصادر المياه الرئيسية التي تغذي مدينة بورتسودان الساحلية، وتبلغ سعة بحيرته 25 مليون متر مكعب.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن عدد كبير من الأشخاص لا يزال في عداد المفقودين جرّاء انهيار هذا السد الذي يحتوي على خزان يعدّ المصدر الرئيس للمياه العذبة لمدينة بورتسودان، القريبة من البحر الأحمر، وتحدّث شهود عن أن الفيضانات دمرت منازل، وجرفت مركبات، وأجبرت مواطنين على الفرار إلى مناطق مرتفعة.
ووفقا لصحيفة “السوداني، “مسحت المياه المحملة بالطمي العديد من القرى عن وجه الأرض، فيما لجأ المواطنين إلى الجبال للنجاة بأرواحهم”.وأفاد شهود عيان، أن “عشرات الجثث جرفتها المياه، بعضها ملقاة على برك المياه وقارعة الطريق، وأن الوضع حاليا أشبه بكارثة “إعصار دانيال”، الذي ضرب مدينة درنة الليبية، في سبتمبر2023”.
وتسبب انهيار «سد أربعات»، في عزل الكثير من المناطق بالولاية الشرقية جراء انقطاع عدد من الطرق الرئيسية. وأفاد سكان في طوكر بأن الوضع «كارثي للغاية»، وهنالك حاجة عاجلة للقوارب لإجلاء المئات من النساء والأطفال وكبار السن وهم بلا طعام ولا مياه شرب منذ ليل الأحد – الاثنين. وعبروا «عن مخاوف كبيرة من سقوط المزيد من الضحايا حال لم تتحرك السلطات على نحو عاجل».
وتبعد طوكر نحو 250 كيلومتراً من مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، ويقطنها أكثر من 170 ألف نسمة، وظلت تعاني لفترات طويلة من الإهمال الحكومي المركزي والولائي.
كما يهدد انهيار السد بتفاقم انتشار مرض الكوليرا الذي ظهر في البلاد. وكانت وزارة الصحة أعلنت سابقاً إصابة 658 شخصاً بالكوليرا التي أودت بحياة 27 آخرين في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم.
وأكد «تحالف القوى المدنية لشرق السودان» عدم توفر إحصاءات موثوقة لأعداد الضحايا في مناطق طوكر والمربعات والمرافيت؛ حيث لا يزال عدد من الناس في عداد المفقودين في مناطق محاصرة المياه.
ودعا المتحدث باسم التحالف، صالح عمار، السلطات في بورتسودان إلى إرسال طائرات لإنقاذ المحاصرين بالمياه، ورفع القيود عن حركة المنظمات المحلية والدولية.
وقام رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بزيارة ميدانية إلى منطقة أربعات، لتفقد الأوضاع الإنسانية والاطلاع على حجم الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار الغزيرة.
وقال ممثل منظمات المجتمع المدني بمنطقة أربعات الواقعة في محلية القنب والأوليب، أوبشار آدم في مقطع مصور، إن العديد من الأشخاص عالقون في الجبال ويحتاجون لمروحيات لإنقاذهم، وتوقع حدوث وفيات جراء مياه السد التي بدأت في حصار القرى منذ يوم السبت.
وختم البرهان جولته بدعوة المواطنين إلى التحلي بالصبر والثقة في قدرة الدولة على تجاوز هذه الأزمة، وأكد أن الحكومة لن تدخر جهداً في تقديم الدعم اللازم لجميع المواطنين في هذه الظروف الصعبة.
وقالت وحدة الإنذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية، إنه يُتوقع هطول أمطار غزيرة جداً مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية في 10 ولايات بالبلاد. وأضافت، في النشرة اليومية، أن الأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى جريان سيول جارفة وفيضان الأودية والخيران.
كما توقعت هطول أمطار غزيرة في الهضبة الإثيوبية ومرتفعات إريتريا، التي قد تؤدي أيضاً لفيضان الوديان والخيران ونهري القاش وعطبرة.
ووفق وحدة الإنذار المبكر، فإن الأمطار الغزيرة ستهطل في كل من ولايات: البحر الأحمر، والشمالية، ونهر النيل، وكسلا، والقضارف، والخرطوم، والجزيرة، والنيل الأزرق، ودارفور.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس