أفريقيا برس – السودان. شهدت مناطق الصراع القبلي في ولاية النيل الأزرق (جنوب شرق) السودان ومدينة كسلا (شرق) هدوءا نسبيا صباح اليوم الثلاثاء بعد اشتباكات قبلية دامية، بينما تظاهر المئات من أبناء قبيلة الهوسا في الخرطوم للمطالبة بـ”القصاص للشهداء”.
وعادت الحياة إلى طبيعتها في “الدمازين” حاضرة ولاية النيل الأزرق ومدينة “كسلا” شرق البلاد، وبدأت من جديد حركة المواصلات العامة، كما فتحت بعض المرافق الحكومية والعامة أبوابها لخدمة المواطنين.
وفي الخرطوم، تظاهر المئات من أنصار قبيلة الهوسا حاملين لافتات كتب عليها “لا لقتل الهوسا” و”القصاص لشهداء النيل الأزرق”.
وفي الشواك بولاية القضارف، على بعد 600 كيلومتر شرق الخرطوم، أغلق عدد كبير من أبناء قبيلة “الهوسا” الطريق الرابط بين الخرطوم وكسلا.
وطالبت اللجنة المركزية العليا لأبناء الهوسا إدارة أزمة ولاية النيل الأزرق بالسودان بتقديم المساعدات للمتضررين من الاضطرابات التي شهدها الإقليم خلال الأيام الماضية.
وحثت اللجنة، وفقا لما نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا)، على الوقف الفوري للقتل الممنهج ضدهم في ولاية النيل الأزرق وتوفير الحماية اللازمة والعاجلة للمواطنين العزل وإرجاع المهجرين إلى قراهم ومساكنهم، مع إرسال المساعدات الإنسانية الضرورية العاجلة للمتأثرين بالأحداث.
وتعد الهوسا واحدة من أهم قبائل أفريقيا ويعيش أفرادها في مناطق تمتد من السنغال إلى السودان.
ويبلغ عدد أفراد الهوسا في السودان نحو 3 ملايين، وهم مسلمون يتحدثون لغة خاصة بهم ويعتاشون بشكل رئيسي من الزراعة في دارفور، الإقليم المتاخم لتشاد، وكذلك في كسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وإريتريا.
عشرات القتلى
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة السودانية إن حصيلة أحداث العنف القبلي في ولاية النيل الأزرق (جنوب شرقي البلاد) ارتفعت إلى 79 قتيلا و199 جريحا، ودفعت 18 ألفا للنزوح.
وبدأت المواجهات في ولاية النيل الأزرق بين قبيلة الهوسا وقبائل الفونج، بسبب رفض الأخيرة منح الهوسا إدارة أهلية باعتبارهم ليسوا من أصحاب الأرض، فيما ارتفعت الأصوات المنادية بترحيلهم من الولاية. كما نُفذت ضد المنتمين للهوسا حملات انتقامية في الأحياء والشوارع.
وقال حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة بادي إن انتشار خطاب الكراهية في الإقليم هو أحد أسباب الأزمة الحالية، وأكد أن أجهزة الدولة ستفرض النظام والقانون ولن تسمح لمثل هذه الخطابات أن تمزق النسيج الاجتماعي.
واندلعت أعمال عنف في عدة ولايات أخرى من بينها كسلا في الشرق، حيث أضرم آلاف من الهوسا النار أمس الاثنين في منشآت حكومية، احتجاجا على الاعتداءات التي طالت أبناء القبيلة في النيل الأزرق، مما أدى لمقتل 5 أشخاص وإصابة 16 آخرين.
وأول أمس الأحد، قرر مجلس الأمن والدفاع الوطني برئاسة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، تعزيز القوات الأمنية بولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، والتعامل الحازم والفوري مع حالات التفلت والاعتداءات على الأفراد والممتلكات، وفق تعبيره.
وأعلن النائب العام المكلف خليفة أحمد خليفة عن تشكيل لجنة للتحقيق والتحري في أحداث النيل الأزرق.
وقتل مئات الأشخاص خلال الشهور الأخيرة في نزاعات قبلية حول المياه والأراضي الصالحة للزراعة والرعي.
واتسع نطاق الاشتباكات بسبب الفراغ الأمني الذي نشأ منذ “انقلاب” قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على شركائه المدنيين بالسلطة الانتقالية التي تشكلت عقب إسقاط عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس