أفريقيا برس – السودان. الشارع السوداني مؤخراً بخبر المحاولة الإنقلابية الفاشلة رغم أنها لم تكن الأولى، وعلى مدى فترة الحكومة الانتقالية لا تمر عدة أشهر إلا و يشهد السودان هكذا محاولات، مع أنها غالباً لا تتعدى الاعلان عنها، إلا أن المحاولة الانقلابية الأخيرة كان لها وقع كبير لأنها أتت بالتزامن مع أحداث تجري في شرق السودان حيث الاحتجاجات والاعتصامات التي يقف عليها المجلس الأعلى لنظارات البجا برئاسة سيد محمد الأمين ترك الذي لم ينكر في أكثر من تصريح بأنه ينتمي للتيار الإسلامي والحزب المحلول المؤتمر الوطني.
وفي الرواية الرسمية كشف قائد القوات البرية السوادنية الفريق ركن عصام الدين كرار تفاصيل جديدة بشأن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت صباح الثلاثاء في البلاد، وقال كرار في تصريحات بحسب قناتي (العربية والحدث) إن المحاولة الانقلابية تمت في سلاح المدرعات وسلاح المظلات ووحدات أخرى تتبع للجيش السوداني.
وأكد الفريق عصام الدين السيطرة التامة على المحاولة دون وقوع أي خسائر في الأرواح أو المعدات، كاشفاً أن 23 ضابطاً رهن الاعتقال والتحقيق، لكن المراقبون كعادتهم شككوا في صحة الرواية الرسمية وعلى أقل تقدير نبه البعض الى أن السلطات من البديهي الا تكشف عن كل التفاصيل المتعلقة بما جرى.
وبحسب العديد من المصادر الخاصة والمحللين أجمعوا على أن هناك جانب خفي لم يلحظه في المعادلة يرجع إلى أن الضباط الانقلابيون علموا أن رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان كان ينوي قريباً تسريح وطرد كافة الضباط الذين لهم ارتباط بتنظيم الإخوان المسلمين من صفوف الجيش، لأن ذلك يدخل ضمن اتفاق بين البرهان والقيادة المصرية التي لها عداء تاريخي مع هذا التنظيم، وأشاروا إلى زيارة مدير المخابرات المصري للخرطوم الأسبوع الماضي في زيارة غير مُعلنة.
وكان قد وصل مدير المخابرات المصري اللواء عباس كامل السودان في زيارة مفاجئة ويحمل معه رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وكان في استقباله مدير المخابرات السودانية العامة، الفريق أول جمال عبد المجيد، واختتم كامل زيارته بعقد لقاء مع وزير الدفاع السودانى، ومدير المخابرات العامة السودانية، في إطار التشاور حول عدد من الموضوعات ذات الأولوية والاهتمام المشترك بين البلدين
وبحسب مراقبون حاول البرهان ضرب عصفورين بحجر واحد، فوضع خطة للتخلص من هؤلاء الضباط و ارسالهم لقمع الاحتجاجات الشعبية لقبائل البجا في شرق السودان، وبالتالي ضرب الطرفين ببعضهما البعض، ليخرج منتصراً، حيث كان من المتوقع أن يقوم هؤلاء الضباط بقمع الاحتجاجات بقوة السلاح ومن ثم يتعرضون للمحاكمات بتهم الجرائم ضد الانسانية، وبحسب المعلومات أن من بين الضباط المُقرر ارسالهم إلى الشرق المتهمين بالمحاولة الإنقلابية على أن يكونوا بمثابة كبش فداء، وتكون التهم جاهزة كالإرتباط بالأخوان المسلمين وارتكاب جرائم بحق المتظاهرين السلميين.
وبحسب المعلومات فإن الضباط الانقلابيون رفضوا التوجه إلى الشرق لقمع المدنيين وفتح الطرق المغلقة والموانئ وقرروا الوقوف بوجه البرهان رغم علمهم بخطورة الوضع فأضحوا معتقلين وإنقلابيين في نظر الشارع والبرهان ومن معه لعبوا دور المنقذ الحامي للسودان من انقلاب عسكري جديد.
وربطت المصادر مايجري في البلاد بزيارة مدير المخابرات المصري للخرطوم الأسبوع الماضي فلم تمضى سوى أيام حتى تكشفت المحاولة الإنقلابية.