أفريقيا برس – السودان. قُتل نحو 60 شخصاً وأُصيب نحو 70 آخرين في هجمات عنيفة نفذتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، خلال يومي الأربعاء والخميس، باستخدام القصف المدفعي والهجمات البرية والطائرات المسيّرة، مستهدفة مدينة تؤوي آلاف النازحين وتعاني أوضاعاً إنسانية بالغة السوء.
وقال المدير العام لوزارة الصحة في شمال دارفور، إبراهيم خاطر، في تصريح لـ”العربي الجديد”، اليوم الخميس، إنّ الأوضاع معقدة، وإنّ قوات الدعم السريع تمارس عمليات قتل وتدمير للبنية التحتية بشكل منهجي، لكنه أشار إلى وجود خطوات فعلية من الدولة لتحسين الوضع، موضحاً أن العدد الحقيقي للضحايا لا يزال غير معروف.
وأكد خاطر أنّ العمل في القطاع الصحي مستمر، والخدمات تُقدّم حسب الإمكانات، لكن هناك تحديات كبرى أبرزها القصف المستمر لأماكن تجمع المدنيين والمستشفيات، والحصار المحكم الذي يمنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية، فضلاً عن منع المواطنين، وخصوصاً الحوامل والأطفال وكبار السن، من الوصول إلى أماكن العلاج، ما يهدد حياتهم، ويساهم في ارتفاع أعداد الوفيات بسبب عسر الولادة والأمراض المزمنة.
من جهتها، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيانات متتالية، عن هجوم جديد شنته “الدعم السريع”، صباح اليوم الخميس، من الجهة الشمالية الشرقية، مطالبة الأهالي بتوخي الحذر وتقييد الحركة، مشيرة إلى تصاعد ظهور المسيّرات الانتحارية والاستطلاعية في سماء المدينة، وحاملات القذائف على مدار اليوم.
وأضافت التنسيقية أنّ يوم أمس الأربعاء شهد قصفاً استهدف سوق المواشي وعدداً من أحياء الفاشر، ما أسفر عن مقتل نحو 57 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وسقوط عدد كبير من الجرحى، لافتة إلى أن هناك ضحايا جُدداً اليوم لم يُحصَ عددهم بعد.
وفي السياق ذاته، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، في بيان صدر اليوم الخميس، إن قواتها، بمساندة تشكيلات داعمة، تمكنت من صد هجوم شرس شنّته “الدعم السريع” من الجنوب الشرقي والشمال الشرقي للمدينة، وألحقت بها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وأوضحت الفرقة أنه “تم تدمير 15 مركبة قتالية وشاحنتَي وقود، وجرّار يحمل مقاتلين، إضافة إلى تعطيل عدد كبير من مركبات العدو”، مشيرة إلى “مقتل 70 عنصراً من المليشيا، بينهم قادة، وإصابة العشرات، بينما فرّ الباقون تاركين جرحاهم وقتلاهم في أرض المعركة”.
وأضاف البيان أنّ “المليشيا لجأت إلى قصف عشوائي على المدينة خلال فترات متقطعة، ما أسفر عن مقتل 15 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات، و17 امرأة، و30 رجلاً، ليبلغ عدد القتلى الإجمالي 62 شهيداً، إلى جانب إصابة 75 مدنياً بإصابات متفاوتة”.
وكانت “الدعم السريع” قد سيطرت، يوم الأحد الماضي، على مخيم زمزم للنازحين جنوبي الفاشر، بعد هجمات مكثفة، ما تسبب بموجة نزوح كبيرة باتجاه المدينة ومناطق أخرى. وأفادت “مصفوفة تتبع النزوح” التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، في تقرير صدر اليوم الخميس، بأن فرقها الميدانية رصدت، بين 13 و14 إبريل/ نيسان 2025، نزوح ما بين 60 ألفاً و80 ألف أسرة من مخيم زمزم، وقد سُجّل حتى 17 إبريل/ نيسان وصول نحو 66,405 أسر إلى مناطق متفرقة في شمال ووسط دارفور.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس